قطر لا تمتلك عصا سحرية لحل أزمة الغاز في أوروبا

  • 1/30/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

ستلقي المخاوف الأوروبية من فقدان إمدادات الغاز الروسي في أزمة أوكرانيا بظلالها على لقاء أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مع الرئيس الأميركي جو بايدن الاثنين، لكنّ خبراء يرون أن الدولة الخليجية لا تملك “عصا سحرية”. وقد تقدم الإمارة الثرية بعض المساعدة بينما تسعى للحصول على موطئ قدم أكبر في أوروبا وتسجيل نقاط دبلوماسية ثمينة لتصبح الحليف الرئيسي لواشنطن في الخليج. وقال البيت الأبيض إن اللقاء المقرر عقده بين الشيخ تميم والرئيس بايدن غدا الاثنين سيتناول الأمن في منطقة الشرق الأوسط و”تأمين استقرار الإمدادات العالمية للطاقة”. ويعتقد مراقبون أن الحاجة إلى قطر في إنقاذ أوروبا من بوابة إمدادات الغاز قد توفر للشيخ تميم، الذي سيكون الزعيم الخليجي الأول الذي يلتقي به بايدن منذ استلامه الحكم، فرصة لإثبات أن بلاده حليف يمكن للإدارة الأميركية الرهان عليه على المدى البعيد، خاصة بعد الدور الذي لعبته في أفغانستان بفتح قنوات التواصل مع حركة طالبان والمساعدة على ترشيد سلوكها. مع ارتباط قطر بعقود طويلة الأمد مع زبائن كبار، فإنه ليس بإمكانها القيام بالكثير لاستبدال إمدادات الغاز الروسي لأوروبا ويتهم الغرب موسكو بالتحضير لشن هجوم على أوكرانيا المجاورة ويهددها بعقوبات غير مسبوقة إذا غزت هذا البلد. وقالت واشنطن بصورة خاصة إن خط أنابيب الغاز “نورد ستريم 2” بين روسيا وألمانيا الذي أنجز لكنه لم يبدأ تشغيله، لن يباشر العمل في حال شن هجوم عسكري روسي. غير أن الأميركيين والأوروبيين يخشون أن يرد الكرملين بخفض إمدادات المحروقات لأوروبا، وهي إمدادات حيوية للعديد من البلدان. ويستورد الاتحاد الأوروبي نحو 40 في المئة من احتياجاته على صعيد موارد الطاقة من روسيا، وتعمل واشنطن مع حلفائها على البحث في الأسواق العالمية عن مصادر بديلة. وقال مسؤول قطري لوكالة الصحافة الفرنسية قبل الاجتماع إن “المحادثات جارية” حول تحويل شحنات للغاز الطبيعي المسال من الأسواق الآسيوية الرئيسية إلى أوروبا في حال قطع الكرملين الإمدادات عن أوروبا. ولن تكون هذه أول مرة تقوم فيها قطر أكبر منتج ومصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، بمساعدة دولة صديقة. وقامت الدوحة بإرسال إمدادات إلى اليابان بعد تسونامي عام 2011 وشحنات خاصة إلى بريطانيا في أكتوبر الماضي عندما عانت من نقص مفاجئ في الإمدادات. ولكن مع ارتباط قطر بعقود طويلة الأمد مع زبائن كبار في كوريا الجنوبية واليابان والصين، فإنه ليس بإمكانها القيام بالكثير لاستبدال إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا. هل تستطيع الدوحة تغطية حاجيات القارة العجوز من الغاز هل تستطيع الدوحة تغطية حاجيات القارة العجوز من الغاز وكانت الدوحة أشارت في وقت سابق إلى أن على الولايات المتحدة والدول الأوروبية إقناع المشترين بالسماح بإعادة توجيه الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا “كحلّ على المدى القصير”. وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية الخميس أن واشنطن بدأت بالفعل مشاورات مع كوريا الجنوبية واليابان لإعادة توجيه شحنات غاز من قطر وأذربيجان إلى أوروبا. وقالت الصحيفة إن الخطوة الأميركية جاءت بعدما لجأ الأوروبيون إلى واشنطن للمساعدة في العثور على مصادر احتياطية للطاقة خارجة عن سيطرة موسكو. وكان وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة سعد بن شريدة الكعبي أكد في أكتوبر الماضي أن بلاده بلغت “الحد الأقصى” فيما يتعلق بإمدادات الغاز، عندما بدأ نقص الغاز في أوروبا. ويرى بيل فارين - برايس المدير في شركة الأبحاث “إنفيروس” أن “قطر لا تملك عصا سحرية لحل النقص في الغاز الأوروبي”. الحاجة إلى قطر في إنقاذ أوروبا من بوابة إمدادات الغاز قد توفر للشيخ تميم فرصة لإثبات أن بلاده حليف يمكن للإدارة الأميركية الرهان عليه ويوضح فارين - برايس أن الدوحة “لا تملك أيّ طاقة فائضة لتوريد غاز مسال طبيعي إضافي. إنها ليست مثل السعودية التي تحتفظ بقدرة فائضة من النفط”. وقد تقوم قطر التي تجري أيضا محادثات مع الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بإعادة توجيه بعض الشحنات. وأكد فارين - برايس أن “أيّ نقص في الغاز الأوروبي سيمتد وسيكون له تأثير على سوق الغاز الطبيعي المسال الآسيوي أيضا”. وسيتعين على المستهلكين الأوروبيين - الذين يواجهون بالفعل ارتفاعا قياسيا في أسعار الغاز - دفع تكلفة أعلى، مشيرا إلى أن “الأمر قد يشكل تحديا كبيرا من ناحية السعر”. ويقول الأستاذ المساعد في معهد “كينغز كولدج” أندرياس كريغ إن قطر ستعطي الأولوية للأعمال قبل السياسة في أيّ قرار قد تتخذه لمساعدة أوروبا. وقامت الإمارة الخليجية بالفعل بالإعلان عن رفع طاقة إنتاج الغاز المسال بشكل كبير من 77 مليون طن سنويا إلى 126 مليون طن بحلول العام 2027. وتبحث عن أسواق للغاز الإضافي. ويوضح كريغ أن أوروبا قد تصبح هدفا أساسيا لأيّ بادرة تقوم بها قطر. وكان إطلاق تحقيق للاتحاد الأوروبي في عام 2018 بشأن احتكار للغاز أثار غضب الدوحة. وتابع “هذا قد يعني تسجيل بعض النقاط في أوروبا (…) والبدء بمفاوضات لعقود طويلة الأمد”. وقد يؤدي لعب دور رئيسي في أيّ خطة طارئة للغاز بتعزيز موقف قطر أمام الولايات المتحدة. وأوضح كريغ أن قطر ترغب “في دفع نفسها لتصبح في موقع أهم حليف استراتيجي للولايات المتحدة في الخليج”.

مشاركة :