بيروت 28 يناير 2022 (شينخوا) قال رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي اليوم (الجمعة) "لن ندعو إلى مقاطعة سنية للانتخابات البرلمانية"، مؤكدا أنها في موعدها المحدد في 15 مايو المقبل. جاء ذلك في بيان لمكتب ميقاتي بعد اجتماعه مع مفتي لبنان للطائفة السنية الشيخ عبد اللطيف دريان في مقر رئاسة مجلس الوزراء. وأوضح ميقاتي "أننا نقدر للمفتي حكمته والمواقف الوطنية التي يعبر عنها لا سيما في هذه المرحلة الدقيقة والدور الجامع الذي تمثله دار الفتوى". وأضاف "نحن نعول على حكمة سماحة المفتي وتوحيد كل الجهود في سبيل جمع الشمل". وردا على سؤال صحفي، قال ميقاتي "صحيح أن رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري أعلن عزوفه عن الترشح وخوض الانتخابات البرلمانية، لكن نحن حتما لن ندعو إلى المقاطعة السنية لما فيه خير الطائفة". وأضاف "من يرغب بالترشح فليترشح والانتخابات حاصلة في موعدها المحدد في 15 مايو المقبل". وأوضح أنه ليس مهما ترشحه شخصيا في الانتخابات، مؤكدا أن "الانتخابات في موعدها، ونحن لدينا غنى في الطائفة (السنية) وكل المؤهلات والقدرات للمشاركة في الانتخابات". وأكد "الانتخابات في موعدها، والطائفة السنية اساسية ولا يمكن أن تقاطع الانتخابات، وما يعنينا بالدرجة الأولى أن تبقى الدولة ومؤسساتها قائمة وفاعلة". واعتبر ميقاتي أن "التحديات الكبيرة التي تواجه لبنان واللبنانيين تتطلب أولا وحدة الصف الوطني بين جميع المكونات اللبنانية ووحدة الصف الإسلامي، ونحن نعول على حكمة سماحته وتوحيد كل الجهود في سبيل جمع الشمل". من جهته، قدر المفتي دريان "جهود ميقاتي في المجالات شتى، لا سيما في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة، حيث يقارب المواضيع الوطنية والداخلية بروح المسؤولية العالية، وبما يتناسب مع الدور الوطني الجامع لرئاسة مجلس الوزراء". وأكد أن "دار الفتوى حاضنة لجميع اللبنانيين وتشكل رمز الاعتدال والانفتاح على المكونات اللبنانية كافة". وكان الحريري الذي يعتبر ممثلا للغالبية السنية والقطب السني الأبرز في البلاد قد أعلن يوم الاثنين الماضي في مؤتمر صحفي "تعليق" عمله السياسي وعدم الترشح للانتخابات البرلمانية في مايو المقبل، أو تقديم (تيار المستقبل) السني الذي يتزعمه لأي ترشيحات. واعتبر الحريري أنه "لا مجال لأي فرصة إيجابية للبنان في ظل النفوذ الإيراني والتخبط الدولي، والانقسام الوطني واستعار الطائفية واهتراء الدولة"، على حد تعبيره. وفي محاصصة النظام اللبناني، ينص الدستور على تخصيص رئاسة الوزراء لمسلم سني ورئاسة البرلمان لمسلم شيعي ورئاسة البلاد لمسيحي ماروني. وذكر بيان مكتب ميقاتي أنه "خلال اللقاء مع المفتي دريان أطلع رئيس مجلس الوزراء على الجهود التي تبذل لتوطيد علاقات لبنان مع الاشقاء العرب وبخاصة دول مجلس التعاون الخليجي". وأضاف البيان "في هذا الإطار كان تشديد مشترك على أهمية أن يكون الرد الرسمي اللبناني على الافكار الخليجية إيجابيا بما يتوافق مع الثوابت الوطنية وعلاقات لبنان التاريخية مع محيطه". وكان وزير الخارجية الكويتي أحمد ناصر المحمد الصباح قد زار بيروت يوم (السبت) الماضي معلنا أنه يحمل إلى لبنان "مبادرة كويتية خليجية عربية ودولية حول إجراءات وأفكار مقترحة لبناء الثقة مجددا بين لبنان ومحيطه الإقليمي والدولي لدراستها"، متمنيا أن "يأتينا الرد قريبا على المقترحات". وكانت زيارة الصباح الأولى لمسئول خليجي رفيع منذ اندلاع أزمة دبلوماسية في أواخر أكتوبر الماضي بين لبنان ودول خليجية بينها الكويت على خلفية تصريحات لوزير الإعلام اللبناني المستقيل جورج قرداحي في مقابلة تلفزيونية كانت سجلت في أغسطس الماضي قبل أسابيع من تعيينه وزيرا وبثت في 25 أكتوبر الماضي. وقال قرداحي في المقابلة إن الحوثيين باليمن "يدافعون عن أنفسهم في وجه اعتداء خارجي منذ سنوات"، وهو ما اعتبرته السعودية "مسيئا". واحتجاجا على تصريحات قرداحي الذي استقال في 3 ديسمبر الماضي، أعلنت السعودية في 29 أكتوبر الماضي سحب سفيرها من لبنان ومغادرة السفير اللبناني إلى بلاده، وحظر دخول الواردات اللبنانية إلى المملكة قبل أن تحذو حذوها البحرين والكويت والإمارات.
مشاركة :