الصين توجه تحذيرًا شديداً إلى أميركا لانتهاك سيادتها

  • 11/21/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قال قائد القوات البحرية الصينية إن قواته أظهرت «قدرا هائلا من ضبط النفس» في مواجهة الاستفزازات الأميركية في بحر الصين الجنوبي، لكنه حذر بلغة شديدة اللهجة من أنها تقف على أهبة الاستعداد للرد على الانتهاكات المتكررة لسيادة الصين. وكثفت الصين، التي تطالب بالسيادة على كل بحر الصين الجنوبي الغني بالطاقة تقريبا الذي تمر فيه تجارة قيمتها خمسة تريليونات دولار سنويا، من برنامجها لردم أراض والبناء في جزر وشعاب مرجانية متنازع عليها، مما أثار قلقا في منطقة آسيا والمحيط الهادي. ودفع الولايات المتحدة إلى الدعوة إلى وقف البناء في الجزر الصناعية التي تشيدها الصين، وقد حاولت في الأسابيع الأخيرة التأكيد على تصميمها على تحدي بكين بشأن البحر المتنازع عليه بإرسال سفن عسكرية وطائرات قرب الجزر. وقال وو شينغ لي قائد القوات البحرية الصينية، وفقا لتقرير على موقع وزارة الدفاع على الإنترنت، مساء أول من أمس إن «البحرية الصينية تراقب عن كثب الأعمال الاستفزازية للولايات المتحدة، وقد أصدرت عدة تحذيرات مع ممارسة قدر كبير من ضبط النفس لصالح حماية الوضع الكلي في العلاقات الثنائية.. لكن إذا واصلت الولايات المتحدة الاستفزازات المتكررة، رغم معارضة الصين، فإنه لدينا القدرة على الدفاع عن سيادتنا الوطنية وأمننا». وأدلى وو بهذه التعليقات في اجتماع في بكين مع الأميرال سكوت سويفت، قائد الأسطول الأميركي في المحيط الهادي. وتطالب أيضا فيتنام والفلبين وتايوان وبروناي، بأجزاء في بحر الصين الجنوبي، في ظل احتدام التوترات بشأن السيادة على الممر المائي، الذي ينطوي على أهمية استراتيجية بالغة. وتقول الصين إن لها حقوقا تاريخية في بحر الصين الجنوبي بأكمله تقريبا، ولكن عدة دول أخرى تطل عليه ترفض السيادة الصينية على المنطقة. وقد أرسلت الولايات المتحدة مدمرتين وقاذفة إلى المنطقة المتنازع عليها، وهو ما أثار رد فعل غاضب من شينغ لي الذي وصف هذه الأفعال بأنها «غير قانونية». وقالت وزارة الدفاع الصينية أمس إن قواتها البحرية نفذت في الآونة الأخيرة تدريبات مضادة للغواصات في بحر الصين الجنوبي، بمشاركة غواصات وسفن حربية وطائرات هليكوبتر تحملها سفن. لكنها لم تذكر متى جرت هذه التدريبات أو مكانها بالضبط. ويزمع الرئيس الأميركي باراك أوباما إثارة مسألة نزاع بحر الصين الجنوبي في اجتماع قمة يعقد في ماليزيا، حسبما صرح مستشاره للشؤون السياسية لمنطقة آسيا دانييل كريتنبرينك. وفي سياق متصل، اجتمع أمس وزراء خارجية «آسيان» قبيل انعقاد قمة قادة الرابطة في ماليزيا، لوضع اللمسات الأخيرة على التحضيرات لقمة القادة التي يتوقع أن تهيمن النزاعات الحدودية في بحر الصين الجنوبي على جدول أعمالها. وقال وزير الخارجية الماليزي أنيفة أمان إن قادة الرابطة المكونة من 10 دول سيتناولون أيضا قضايا اقتصادية، مثل إطلاق سوق موحدة للآسيان بحلول نهاية العام، وكذلك شراكات تجارية مع دول الجوار، مضيفا أنه من المتوقع أن يتناول القادة خلال القمة التي تستمر فعالياتها خلال يومي السبت والأحد مشكلة الاتجار في البشر والتغير المناخي، وكذلك تمكين المرأة. وقال أنيفة إن قادة الآسيان سيلتقون أيضا على نحو منفصل مع قادة كل من الولايات المتحدة والصين، وأستراليا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية وروسيا، واليابان والهند وكذلك الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. ومن المتوقع أن يضغط الرئيس الأميركي باراك أوباما على الصين بسبب أنشطتها في المناطق المتنازع عليها ببحر الصين الجنوبي. وتضم رابطة (آسيان) كلا من بروناي وكمبوديا، ولاوس وإندونيسيا وميانمار، وماليزيا والفلبين، وسنغافورة وتايلاند وفيتنام. إلى ذلك، ذكرت مصادر صحافية في أميركا أن الرئيس الأميركي باراك أوباما وصل إلى ماليزيا، أمس، في المحطة الأخيرة من جولة طغت عليها اجتماعات قمة، واستهدفت تعزيز مساعي واشنطن لإعادة التوازن في علاقاتها مع آسيا، ومواجهة تزايد النفوذ الصيني في المنطقة. ووصل أوباما لماليزيا قادما من مانيلا، بعد أن حضر قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (أبيك) في مانيلا، حيث سعى لتعزيز الدور الاقتصادي للولايات المتحدة. وسيحضر أوباما اجتماعات رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان). وقال مسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية إن قضية حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي ستسيطر على هذه الاجتماعات، إلى جانب أمور التجارة والاقتصاد. وهذه هي الزيارة الثانية التي يقوم بها أوباما لماليزيا في غضون عامين. وتأتي وسط انتقادات مشرعين أميركيين وجماعات حقوقية بأن إدارة أوباما تتجاهل انتهاكات كوالالمبور بحق ضحايا تهريب البشر لضمان انضمامها إلى اتفاقية أميركية للشراكة التجارية عبر المحيط الهادي. وقال بن رودس، نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، إن أوباما سيثير خلال محادثاته مع رئيس وزراء ماليزيا نجيب عبد الرزاق «بشكل مباشر» المخاوف حول وضع المعارضة السياسية واحترام حقوق الإنسان.

مشاركة :