نظام مراقبة "بوليسي" يتتبع تعليقات الطيارين والمضيفين في الخطوط القطرية

  • 1/31/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يواجه موظفو الخطوط الجوية القطرية الذين ينفّسون عن مخاوفهم بشأن العمل، عبر الإنترنت، سياسة انتقامية من قبل شركة الطيران الحكومية التي تهددهم أيضا بالقانون وطردهم من وظائفهم. ويبدو أن هذا جزء من اتجاه الشركة المتزايد لمراقبة وإسكات الموظفين الذين يجرأون على الحديث أو توجيه انتقادات لسياسات الشركة التقشفية في مواجهة تداعيات توقف السفر بسبب فايروس كورونا. ويقول حقوقيون إن محاولات الشركة لإسكات موظفيها وحذف المشاركات النقدية (سواء كانت في المنتديات الخاصة أو العامة) تتعارض مع حقوق الموظفين في الخصوصية وحرية التعبير. وقال ثولسي ناراياناسامي رئيس حقوق العمال في مركز موارد الأعمال وحقوق الإنسان، الذي يتابع سياسات حقوق الإنسان في الشركات في جميع أنحاء العالم، “إنها قضية واضحة لانتهاك حقوق العمال وحقوق الإنسان وحرية تكوين الجمعيات والتعبير”. موظفون يتهمون شركة الطيران القطرية بإنهاء عقودهم لأنهم كانوا يديرون دردشات جماعية على فيسبوك وواتساب تضمنت انتقادات لها ولم تعلق شركة الطيران، التي ترعى بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 المقرر إقامتها في قطر، على مزاعم بأنها أغلقت باب الجدل المشروع أو تهمش من قاده. لكنّ مراقبين يقولون إن استخدامها للدعاوى القضائية وتسريح الموظفين هما جزء من نمط مراقبة متزايد لدردشة الموظفين الخاصة تلجأ إليه الشركات بعد كشف النقاب عن منتقديها المجهولين عبر الإنترنت. وفي يونيو رفعت الخطوط الجوية القطرية دعوى ضرر بأكثر من 25 ألف دولار في محكمة لوس أنجلس ضد حسابين مجهولين على الأقل كانا ينشران في منتدى يعرف باسم “شبكة إشاعات طيارين محترفين”. ووفقا لوثائق المحكمة، اعتقدت الشركة أن الحسابين يخصان موظفين شاركا “معلومات سرية” حول عمليات التوظيف والفصل في الشركة. وقدمت شركة الطيران مذكرة استدعاء لمحرك البحث غوغل في محاولة لاكتشاف عناوين “جيميل” التي تقف وراء تلك الحسابات. وقال أحد الطيّارين إنه هو وآخرون نشروا بالفعل على المنتدى حول العمليات الداخلية والإرهاق الشديد للطاقم. لكنه أكّد أن مشاركة المعلومات كانت أساسية لأن الطيارين يواجهون عمليات تسريح جماعي. وقال الطيار لرويترز “هذه المناقشات ليست ثرثرة. هذه المناقشات حقيقة”. وفي سبتمبر أبلغته غوغل أنه استدعي للكشف عن هويته، لكن يمكنه الاعتراض من خلال تقديم طلب إلى محكمة لوس أنجلس للنظر في القضية. وقال الطيار “إنه لا يستطيع تحمل تكلفة التسجيل ويخشى أن تكشف هويته”، فيما قال طيار ثان “كانت الشبكة المكان الوحيد الذي يمكن للناس أن يتحدثوا فيه ويقولوا أشياء دون خوف من التعرض للمحاكمة”. وأسقطت الشركة القضية في أكتوبر الماضي، معترفة في وثائق المحكمة بأنه “لم يتسنّ التعرف على المدعى عليه” على الرغم من الجهود التي بُذلت لمعرفة الموظفين الذين يديرون الحسابات المجهولة. ويتهم بعض الموظفين شركة الطيران القطرية بإنهاء عقودهم لأنهم كانوا يديرون دردشات جماعية على فيسبوك وواتساب تضمنت انتقادات لها، في حين رفضت الشركة مناقشة سبب فقدان هؤلاء الموظفين لوظائفهم. Thumbnail وكان أحد أعضاء طاقم الطيران السابقين ويدعى أليكس يدير مجموعة خاصة على فيسبوك لموظفيها لتبادل النصائح حول التوقف عن العمل ونوبات المبادلة. وقال أليكس الذي وافق على كشف اسمه الأول فقط “هذه المجموعات هي حقا للمواضيع البريئة، دلائل الإجازات، ما يجب القيام به في بعض المواقف، وبعض المبادلات بين العاملين”. ومع لجوء الشركة إلى تسريح العمال بسبب ركود السفر في 2020 نتيجة انتشار وباء كورونا، تحولت الدردشة بشكل متزايد إلى مشاكل العمل وارتفاع تخفيضات الوظائف، مع صخب أثارته موظفة سابقة بشكل خاص حول إقالتها. وقال أليكس إن الإدارة طلبت منه تسجيل الدخول إلى حسابه على فيسبوك من جهاز كمبيوتر للشركة وحذف المنشور. فامتثل ومحا امتيازاته الخاصة بشأن إدارة المجموعة لتجنيب نفسه المزيد من طلبات الحذف. وبعد بضعة أسابيع طُرد من عمله دون أن يذكروا له أيّ سبب. وقال عضو سابق آخر في طاقم الطائرة إنه تم التخلي عنه بعد إدارة مجموعة واتساب التي يستخدمها موظفو الشركة. وقال إيفان إنه طُلب منه أن يأتي ويجتمع مع الإدارة لأول مرة منذ ما يقرب من 10 سنوات في هذا المنصب. وتابع “لقد صدمت لأنهم يسألون عن واتساب حيث كنت أتوقع مناقشة أمور تقنية”. وقام أحد المديرين بطباعة لقطات شاشة من مجموعة واتساب وسأل عن انتقاداتهم لتخفيضات الرواتب، والوثائق التي تظهر أرقام الفائض الإجمالية للشركة، والنكات حول التسريحات بسبب مشاكل فنية. وقال إيفان إنه وحوالي اثني عشر من زملائه الذين كانوا إما إداريين أو أعضاء أوقفوا عن العمل ثم أصبحوا زائدين عن الحاجة، وهي خطوة ينسبها مديروهم إلى الوباء. ويعمل إيفان الآن في شركة طيران مختلفة، في بلد آخر لكنه لم يعد يريد التحدث علانية على واتساب. وقال “انتهكوا خصوصيتي وقد أثّر عليّ هذا كثيرا”.

مشاركة :