الواقع والمنشودافتتحت أعمال الندوة بآيات بينات من الذكر الحكيم، تلاها القارئ عبدالرحمان زين العابدين، وتلتها كلمة توجيهية للرئيس العام للمركز سمو الأميرة د. سارة بنت عبدالمحسن بن جلوي آل سعود، أبانت فيها جانباً مهماً من الواقع والمنشود في مجال التدين في الراهن والمستقبل، داعية إلى تفعيل حركة البحث العلمي الرصين والانتقال إلى الممارسات العملية والتحرر من التنظيرات المنفصلة عن الواقع المعيش في سياقات تعاونية وتكاملية، مؤكدة رغبة المركز في الاضطلاع بدور محوري في هذا الشأن، مبدية عزم وإرادة المركز الصادقة على الاستمرار في احتضان المشاريع العلمية والبحثية الجادة ودعمها، خاصة ذات الصلة بواقع ومستقبل الأمة، وأشارت سموها إلى أن الفطرة السليمة شديدة الاتساق والانسجام مع التدين الصحيح المؤسس فهما وعملا على كتاب الله -عز وجل- وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم.أوراق بحثيةعقب ذلك ألقى أ.د عبدالله البريدي، كلمة اللجنة العلمية، وأكد فيها أهمية الندوة والمراحل التي قطعتها، وذكر محاورها وعدد الملخصات البحثية «54» والأبحاث المقبولة «18» ونسبة القبول النهائية البالغة 33 %، مشيراً إلى وجود مشاركات من ثماني دول، ثم شرع مقدم الندوة د. محمد كوجيلي في تقديم البرنامج العام لفعاليات الندوة، مشيرا إلى جلساتها الأربع الأساسية، وشكر كل المشاركين بأوراقهم البحثية الرصينة على جهدهم وتفاعلهم الإيجابي، كما توجه بالشكر الجزيل لمتابعي ومتابعات فعاليات الندوة سواء عبر زووم أو صفحة المركز على فيسبوك أو قناة المركز على اليوتيوب، ومذكراً بأنه سيتم الإعلان عن أسماء البحوث الخمسة الفائزة في ختام الندوة.الانحراف الفكريفي اليوم الأول قدمت جلستان، خصصت الأولى للمحور الأول وترأسها أ.د علي النملة، بموضوع: الحقول المعرفية الحديثة في دراسة ظاهرة الدين والتدين، وتضمنت أربع مداخلات، الأولى: «المنهج الاستكشافي وفعاليته في استشراف مستقبل الانحراف الفكري الديني الحديث» قدمها د. نواف وجدان الجشعم- الإمارات، والثانية: «الهيرمنوطيقا الدينية من تأويل الكتاب المقدس إلى تفسير القرآن العظيم» وقدمها د. عبدالكبير حميدي- المغرب.. والثالثة: «ظاهرة العنف الديني من منظور علم اجتماع الأديان» قدمها د. رشيد جرموني- المغرب، والرابعة: «مفهوم التدين بين مقياس الشرع ومنظور المجتمع المسلم المعاصر» وقدمتها د. بهية سهلي- المغرب.الشخصية المسلمةخصصت الجلسة الثانية للمحور الثاني حول أنماط التدين السائدة لدى مختلف الشرائح في واقعنا اليوم وترأسها فضيلة أ.د. لخلافة المتوكل، وتضمنت 5 مداخلات الأولى: «الأنماط الراهنة للتدين لدى الشباب: التدين في تونس أنموذجا» وقدمتها د. الخامسة الروبهم- تونس. والثانية: «مظاهر الشخصية المسلمة المتدينة في جنوب شرق آسيا: مملكة تايلاند أنموذجا» قدمها: د. رشيد طاهر- تايلاند، والثالثة: «التدين والضمير: العلاقة والتوظيف والمواءمة» قدمها د. السعيد صبحي العيسوي- مصر، والرابعة: « مشروع العهد المتنوع الانتماءات»، قدمها أ.د بول هيك – أمريكا، والخامسة: «مطلب السعادة والطمأنينة بين نمطية التدين الشكلي وأفق التدين الرقمي لدى طلبة الجامعة بتونس»، قدمها د. صالح الأحمدي – تونس، وأعقب الجلستين مناقشات وأسئلة علمية وتفاعل إيجابي استحسنه المتابعون والمتابعات.أنماط مستقبليةوفي اليوم الثاني استؤنفت الجلسات العلمية، بعد كلمة لمقدم الندوة التي ذكر فيها بموضوع الندوة وسياقها العام وبجملة أهدافها، وجدد الترحيب والشكر لكل من المشاركين والمتابعين على حد سواء، بالجلسة الثالثة والتي سيرها أ.د. عبدالله البريدي وتمحورت حول: الأنماط المستقبلية للتدين لدى الشرائح المختلفة، وتضمنت 5 مداخلات: الأولى: «أثر القواعد الدينية في تشكيل الحياة الاجتماعية، دراسة استشرافية باستخدام موجات مسح القيم» قدمها: د. أحمد موسى بدوي- مصر. والثانية: «ظاهرة التدين والإلحاد بين جيل الشباب والواقع المطلوب» قدمها د. محمد أحمد عزب- مصر، والثالثة: «الإلحاد الإلكتروني»، قدمتها د. الشيماء السيد محمود- مصر، والرابعة: «ظاهرة الإلحاد وأزمة العقلانية في نموذج الحداثة عند طه عبدالرحمان» قدمها د. ربيع الحمداوي- المغرب، والخامسة: «التدين السلفي في الحقل الاقتصادي: محاولة لفهم أنماط الشغل والاذخار لدى التيار السلفي» قدمها د. زكرياء اكضيض- المغرب.وخصصت الجلسة الرابعة لمدارسة ظاهرة الإلحاد لدى الفئات المختلفة: مسبباتها وعلاجها، وترأسها د. محمد السبيعي، وتضمنت 4 مداخلات، الأولى: «أثر الإلحاد بين التاريخ والواقع، قراءة تحليلية تاريخية لقضية الإلحاد وتجلياها المعاصرة»، قدمها: د. عباس ظاهري- تونس. والثانية: «ظاهرة الإلحاد بين الماضي والحاضر، دراسة تحليلية»، قدمها د. خالد حمدي عبدالكريم- مصر، والثالثة: «الدعاية للإلحاد في المجتمع الجزائري، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، دراسة تحليلية لصفحة ملحدون جزائريون على فيسبوك»، قدمتها كل من: أ.د. زكية منزل غرابة- الجزائر بالتشارك مع د. سكينة عابد- الجزائر، والرابعة: «جهود المؤسسات البحثية والتربوية والإعلامية في مواجهة الإلحاد الجديد»، قدمتها د. جيانا مختار- الأردن، ثم فتح المجال للمناقشة والتعقيب على الأبحاث المطروحة في الجلستين، وتبين من خلاله راهنية الموضوع والتحديات التي يطرحها مما يغري بمزيد من البحث في هذا المجال.حوار بناءواتسمت أعمال الندوة بالعلمية والموضوعية، والحوار البناء الفعال الهادئ، المتسم بآداب الاختلاف، وجمعت بين التنظير والتطبيق، وبين قراءة الواقع واستشراف المستقبل، كيف لا وقد أطرها ثلة من أهل العلم والتخصص -من السيدات والسادة الخبراء- فتكاملت تخصصاتهم العلمية وأبحاثهم الرصينة في تحقيق الأهداف المرجوة من الندوة.وقد أسفرت وقائع الندوة عن نتائج جليلة، في رصد موضوع الدين والتدين في القرن الحادي والعشرين، وخلصت الأوراق البحثية إلى توصيات مهمة ذات طابع علمي وتطبيقي في مجالات عديدة.دقة وشفافيةوبعد تلاوة التقرير الختامي للندوة وتوصياتها من طرف عضو اللجنة العلمية أ.د. لخلافة متوكل، تولى مقدم الندوة، مهمة الإعلان عن أسماء الفائزين الخمسة، والمرصودة لأجود خمسة بحوث مشاركة في الندوة، وأشار في البداية إلى أن كل الأوراق البحثية المشاركة تستوفي مجمل الشروط العلمية والأكاديمية المتعارف عليها، وسيعمل المركز على طبعها في كتاب جماعي، وهو الأمر الذي صعب عملية الترتيب والترجيح بين البحوث المتنافسة، إلا أن قواعد المنافسة الشريفة ومنطق التحفيز، وتوجيهات الرئيسة العامة للمركز، أ.د سمو الأميرة سارة بنت عبدالمحسن بن جلوي اقتضت أن تحرص اللجنة العلمية على فرز البحوث الفائزة بكل أمانة ودقة وشفافية، وذهبت الجائزة الأولى لبحث د. أحمد موسى بدوي- مصر، ونظرا لتميز البحث بالتنظير السوسيولوجي والمعالجة البحثية، وقررت اللجنة العلمية جعل هذا البحث الأول، ومنحه جائزة بعلاوة تقديرية معنوية 700 دولار واستحقت عدة أبحاث متميزة أن تكون ضمن الفائزة، وحددت الندوة خمس جوائز فقط، ليتبقى أربعة أبحاث، وبعد التدقيق، انتهت اللجنة إلى اختيار أربعة أبحاث بقيمة 500 دولار لكل بحث، وهي: بحث د. عبدالكبير حميدي - المغرب وبحث د. رشدي طاهر - تايلاند وبحث د. جيانا مخاتره- الأردن، وبحث د. عباس ظاهري - تونس.وفي الختام توجه مقدم الندوة باسم مركز الأمير عبدالمحسن بن جلوي للبحوث والدراسات الإسلامية، وباسم الرئيسة العامة للمركز أ.د سمو الأميرة سارة بنت عبدالمحسن بن جلوي آل سعود، وباسم اللجنة العلمية، وباسم كافة الأطر العاملة في المركز بأحر التهاني والتبريكات للفائزين الخمسة، وبالشكر الجزيل لكل المشاركين، وبالتحية الصادقة لعموم المتابعين والمتابعات.أوصت ندوة دولية بعنوان «الدين والتدين في القرن الحادي والعشرين.. أنماط وآفاق»، بمراجعة الخطاب الديني وتطوير مناهجه وآلياته، بحيث يستجيب للتحديات والأسئلة التي يطرحها الجيل الشاب حيال الدين والعلم والفلسفة والتحضر والمستقبل، بما يحسن من نتائجه وآثاره وتعميق البحث العلمي في دراسة واقع تدين المجتمعات الإسلامية المعاصرة، ومستقبله وأنماطه وآفاقه، استنادا إلى منهجية علمية دقيقة وبيانات نوعية وكمية ثرية وتشجيع التناهج وحركة الأبحاث البينية والعابرة للتخصصات الدينية والاجتماعية والإنسانية والطبيعية، نظرا لتعقد ظاهرة التدين المعاصر، واشتباكها مع العديد من الظواهر، في سياقات الثورة المعلوماتية والتقنية وتشجيع استخدام مناهج الدراسات الاستشرافية للمستقبل في بحث ظاهرة الدين والتدين في العقود القادمة، والسعي لمراكمة هذه الدراسات، واستخلاص إستراتيجيات وبرامج عملية ودروس مستفادة ودراسة سبل بث التسليم الإيماني للوحي المطهر، في قوالب تلائم روح العصر وتستجيب للأسئلة الوجودية والإبستمولوجية والمعرفية المطروحة.كما أوصت الندوة الدولية التاسعة التي نظمها مركز الأمير عبدالمحسن بن جلوي للبحوث والدراسات الإسلامية، بعنوان «الدين والتدين في القرن الحادي والعشرين.. أنماط وآفاق» عن بعد، عبر منصة زووم، يومي الأحد والاثنين 20 -21 جمادى الآخرة 1443هـ- الموافق 23-24 يناير 2022، باتخاذ منهج الوحيين نموذجا يحتذى لمثل هذه الاستجابة الواعية ودراسة علاقة مناهج التعليم وبرامح الإعلام في العالم الإسلامي بتشكل أنماط التدين الصحيحة والخاطئة، وبلورة آليات عملية تستهدف خلق تدين قويم معتدل ودراسة أفضل السبل لتعزيز أنماط التدين الصحيح المعتدل، في قوالب من الإيجابية والإنتاجية والعطاء للأوطان، ورصد التحديات والمعيقات ومعالجتها بمنهجية رصينة ودراسة العلاقة بين التدين والعوامل الدافعة، لمزيد من الإيجابية والتطوعية لصالح الأوطان، كتقدير الذات والضبط الذاتي والإبداع والطمأنينة والرضا والإقبال على الحياة والإنتاجية وإعداد دراسات نوعية «كيفية» ميدانية معمقة تتناول ظاهرة الإلحاد، واستكشاف أسبابه وأنماطه وتشكلاته ونتائجه، بغية بلورة أنجع السبل لمعالجته وتنظيم دورات تدريبية لأعضاء الهيئات التدريسية وطلبة العلم الشرعي في كليات الشريعة، لزيادة تأهيلهم العلمي والمعرفي والوجداني، للتصدي لظاهرة الإلحاد في قوالبه الجديدة وتحصين جيل الشباب والمراهقين ببرامج تهتم بتربيتهم على قيم الوسطية والاعتدال والعدل والحرية والاختلاف والتسامح، وفق الرؤية الكلية الحضارية الإسلامية.تشجيع التناهج وحركة أبحاث التخصصات الدينية والاجتماعية والإنسانية والطبيعيةبلورة آليات عملية ودراسة أفضل السبل لتعزيز أنماط التدين الصحيح المعتدلبث التسليم الإيماني للوحي المطهر في قوالب تلائم روح العصردراسات ميدانية معمقة لظاهرة الإلحاد واستكشاف أسبابه وأنماطه وتشكلاته ونتائجهتحصين جيل الشباب والمراهقين بقيم الوسطية والاعتدال والعدل والحرية والاختلاف والتسامحدراسة علاقة مناهج التعليم وبرامح الإعلام في العالم الإسلامي بتشكل أنماط التدين الصحيحة والخاطئة
مشاركة :