هل بالضبط قصدها حسن الرداد، وهل كل ردود الأفعال بريئة أم حملت الكثير من التصيد؟. عندما حاصرت القوات الأمريكية العراق، مطلع الألفية، ذهب كل من عادل إمام ومحمد صبحى إلى هناك لتقديم عروض مسرحية، لم يلتق عادل صدام حسين، بينما طلبوا من محمد صبحى لقاء صدام، وتم نشر الصورة، كما أن صبحى قال مداعبا: (إذا كان الحصار الأمريكى أدى لكل هذا الازدهار والأمان فى العراق، أتمنى أن تحاصر أمريكا كل بلادنا العربية). تعبير كان له الكثير من الظلال السلبية لو أخذته بعيدًا عن سياقه، واستغرق الكثير من الجدل، وكالعادة ما دام هناك عرض مسرحى ومقابل مادى، فمن السهل النيل من الفنان، لم يقصد صبحى طبعًا المعنى المباشر، الفنان بطبعه لا يحسب ظلال الكلمات، وعلينا ألا نحاسبهم مثلما نحاسب مثلا رجل سياسة بقامة عمرو موسى، أو أديبا حرفته الكلمة، بمكانة نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ويوسف إدريس. عدد من المطربين المصريين أستمع إليهم وهم يثنون على الإيقاع والأنغام الخليجية، وطبعا أشهرها (ياهلى ياهلى) التى صورها لحساب التليفزيون الكويتى عبدالحليم حافظ، مرتديا العباءة الكويتية، بالمناسبة لم تكن قصيدة واحدة بل ثلاثا، عدد من المطربين يقدمون ألبومات كاملة باللهجة والألحان والأرتام الخليجية وأشهرهم أنغام، لا نستمع فى مصر عادة إلى هذه الألحان، لكنها ترددها بكل حب وسعادة، ومشهورة خليجيا، فهل نتهم الفنان بأنه يبحث عن الريال والدينار؟. عبدالحليم كثيرًا ما قدم أغنيات للملك الحسن الثانى مثل (الماء والخضرة والوجه الحسن)، ولم يغضب الرئيس جمال عبدالناصر، لأن أشهر مطرب مصرى غنى باسمه غنى أيضا لملك المغرب. أم كلثوم رددت قصيدة (بغداد يا قلعة الأسود)، كما غنت أيضا قصيدة (أرض الكويت)، ولم يتهمها أحد فى مصريتها. بينما في هذا الزمن كثيرًا ما تصيدنا الكلمات، مثلًا قبل نحو شهرين استوقف نقابة الموسيقيين تعقيب المطرب عمر كمال (السعودية أرض مقدسة) بعد أن أوضح على صفحته لماذا غير فى موسم الرياض مقطع (ح أشرب خمور وحشيش، إلى ح أشرب تمور وحليب)، طبعًا كان قد أحالها في مصر قبلها بأشهر إلى (من غيرك مش ح أقدر أعيش)، عندما قال عمر إن السعودية أرض مقدسة فهذا لا يعنى طبعا أن مصر أرض غير مقدسة، وبعد أن أوقفته عن الغناء ولأجل غير مسمى، عادت كعادتها وتراجعت عن قرارها. قال حسن الرداد إنه يتمنى أن يعيش فى السعودية، هل المعنى أنه لا يريد العيش فى مصر، كلنا تعودنا أن نثني على البلد أثناء زيارتنا له، خاصة العربية منها، ونقول عنه بلدنا الثانى، هذه المرة زادها حسن الرداد من فرط سعادته بحفاوة الاستقبال. الكلمات وظلالها كثيرًا ما وضعت المطربة شيرين فى حرج، وتصيدت لها أيضا نقابة الموسيقيين أكثر من كلمة واعتبرتها تهين الوطن، وبالمناسبة أم كلثوم لها تسجيلات عديدة وهى فى السودان والمغرب وتونس، كانت تضع المرأة فى هذه البلاد فى مكانة عالية، فهل أهانت مثلًا المرأة المصرية بالثناء على المرأة العربية. ما يجرى فى المملكة العربية السعودية من انفتاح فني وثقافي وما نتابعه فى هيئة الترفيه من حفلات وعروض مسرحية يؤكد لنا أن أكبر دولة تحصد النجاح بفنانيها وحضورها هي مصر. المقال: نقلًا عن (المصري اليوم).
مشاركة :