جدد شيخ الأزهر، "الإمام الأكبر" الشيخ أحمد الطيب، إدانته للأعمال "الإرهابية" التي وقعت في كل من لبنان وفرنسا ومالي مؤخراً، وأسفرت عن سقوط عشرات القتلى، مؤكداً أن "الإرهاب لا دين له ولا هوية"، حتى وإن كان الإرهابيون ينسبون أنفسهم إلى دين بعينه، أو جماعة بعينها. وقال الشيخ الطيب، في كلمته أمام اجتماع "مجلس حكماء المسلمين" في القاهرة السبت، إنه "لا يجب ربط الإرهاب بأي من الأديان السماوية، فهو مرض فكري ونفسي، يبحث دائماً عن مبرِرات وجوده في متشابهات نصوص الأديان، كما أن بواعث الإرهاب ليست قصراً على الانحراف بالأديان، بل كثيراً ما خرج الإرهاب من عباءة مذاهب اجتماعية واقتصادية، بل وسياسية." وشدد شيخ الأزهر، بحسب كلمته التي حصلت CNN بالعربية على نسخة منها، على أنه "يجب الفصل التام بين الإسلام ومبادئه وثقافته وحضارته، وبين قلة قليلة لا تمثل رقماً واحداً صحيحاً في النسبة إلى مجموع المسلمين المسالمين المنفتحين على الناس في كل ربوع الدنيا." وقال في هذا الصدد: "الدرس الذي يجب أن يعيه الجميع، وبخاصة في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها العالم، أن الإرهاب لا دين له، ولا هوية له، ومن الظلم البين، بل من التحيز الفاضح، نسبة ما يحدث الآن من جرائم التفجير والتدمير، التي استشرت هنا أو هناك، إلى الإسلام، لمجرد أن مرتكبيها يطلقون حناجرهــم بصـيحة (الله أكبر)، وهم يقترفون فظائعهم التي تقشعر منها الأبدان." كما ندد شيخ الأزهر، في المقابل، بما قام به بعض العناصر في الغرب من حرق المصاحف والمساجد، مؤكداً أن تلك الأفعال هي الأخرى "إرهاب بكل المقاييس، بل هي وقود للفكر الإرهابي، الذي نعاني منه." وطالب الشيخ الطيب بالعمل على"تجفيف ينابيع الفكر الإرهابي، من خلال منظومة متكاملة، تشمل التعليم والثقافة والشباب والإعلام، وخطاب ديني معبر عن حقيقة الإسلام وشريعته"، معلناً عن إطلاق 16 قافلة سلام حول العالم، لنشر ثقافة السلام، وتصحيح المفاهيم المغلوطة.
مشاركة :