مهرجانات الأكلات الشعبية .. مورد دخل وتسويق للتراث

  • 12/6/2013
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

مثلما ترتبط الكثير من المناسبات الدينية والاجتماعية في المجتمع السعودي بأكلات معينة، ترتبط عديد من المناطق بأكلات شعبية معينة. وأصبحت المأكولات الشعبية تمثل مورد دخل لعديد من الأسر المنتجة بجانب إسهامها الكبير في حفظ وتسويق التراث المحلي. وخلال السنوات القليلة الماضية نالت الأكلات الشعبية شهرة كبيرة ليس فقط في مناطقها الرئيسة، بل في أغلب مناطق السعودية، مع وجود تلك المأكولات ضمن التراث الوطني في مهرجانات وفعاليات محلية عديدة. ولعل الكليجا وهي من أشهر الأكلات الشعبية في منطقة القصيم مثال على التراث والدخل، حيث إنها يتم إهداؤها في عديد من المناسبات سواء في الأعراس أو الأعياد. ويتم صنع الكليجا من طحين بر وعسل وليمون وغيرها، حيث تتنافس النساء في إجادة صنعها لكسب المزيد من الزبائن، فيما هناك عديد من الأسر في القصيم تنتج الكليجا وتسوقها بنفسها سواء بتوزيع أرقامهم وتداولها بين الناس أو عن طريق بعض المحال التجارية. ويعد تشجيع الأسر المنتجة للأكلات الشعبية ومنها الكليجا من خلال التعريف بهذه المنتجات وتسويقها وتخصيص أماكن وأركان للبيع في الأسواق، إحدى الوسائل التي تسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتوفير فرص العمل للشباب والشابات. وجاء مهرجان الكليجا السادس الذي افتتح أخيراً في بريدة امتداداً للمهرجانات السابقة التي تفتح أبواباً تسويقية متعددة ومتنوعة لما يزيد على 500 من الأسر المنتجة والأفراد في توظيف وعرض عديد من الأكلات الشعبية التراثية، لتكون بمتناول المشتري والمتسوق والتاجر، الذي بات علامة فارقة في منظومة المهرجانات المختلفة التي تشهدها مدينة بريدة على مدى العام، لكونه مهرجاناً داعماً للأسر المنتجة ومشجعاً لها على العمل والإنتاج وتقديم منتجاتها وإبداعاتها الحرفية إلى الجمهور. وحول هذا المهرجان قالت إحدى السيدات السعوديات من الأسر المنتجة: نحن نعمل وننتظر هذا المهرجان منذ انتهائه العام الماضي فهو يدر علينا دخلا ويجعلنا نطور أعمالنا من خلاله، حيث أنتج الكليجا وبعض الأكلات الشعبية مثل الجريش والقرصان، كما أعد الولائم في المناسبات. فيما وصف الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة القصيم مهرجان الكليجا خلال جولته بين ردهات وممرات مقر مهرجان الكليجا السادس الذي دشنه أخيراً بـالرائع والمتجدد، متذوقاً للأكل الشعبي تارة، ومعلقاً بالتشجيع تارة أخرى، في ليلة تلاقت الأجواء الأسرية والعائلية بالتراث والأكلات الشعبية. وأوضح أن مهرجان الكليجا يمثل بصمة رائدة ومتميزة للعمل الحرفي بشكل جيد، مبيناً أن المهرجانات التي تقام في كل منطقة بالسعودية كلّ على حسب منتجها، تسر ويفتخر بها الجميع، لافتاً أن هناك عددا من المهرجانات أقيمت بعد نجاح فكرة مهرجان الكليجا ببريدة لما له من صدى تسويقي واسع كمنتج شعبي وطني يفخر به الجميع. وأضاف أمير القصيم أنه وجد في مهرجان الكليجا السادس ببريدة تفاعلا رائعا ومثاليا من الأسر المنتجة، ومن خلاله استطاعت الأسر المنتجة إيجاد منتج رائع جداً وتطوير لمنتجاته، مشدداً على ضرورة التركيز على هذا المنتج وأن يجعل منه منطلقا لأعمال تجديدية جديدة. وذكر أن الأسر المنتجة وإنتاجها وأعمالها ومساهماتها عزيزة علينا جميعاً، لأن رعايتها ودعمها واجب على الجميع، ويحث عليه خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني لأن نعمل بشكل متواصل نحو إيجاد مدخل جيد لهذه الأسر المنتجة، فهم على مستوى وتخطيط وعمل رائع لمسه الجميع من خلال مشغولاتهم المتنوعة. وأشار فيصل بن بندر إلى أن الأسر المنتجة في المهرجان والمسؤولين يعملون بتناغم، من خلال جمعيات متخصصة تقوم بهذا الدور وتؤديه، بالإضافة إلى جامعة القصيم التي تعمل على تأصيل مثل تلك اللقاءات وتشريعها فناً وإدارة.

مشاركة :