منذ ستينات بل منذ خمسينات القرن الماضي والعالم والدنيا كلها تدين الارهاب في خطب عصماء ومقالات مطولة ثم ماذا بعد؟؟ أدان العالم مذابح وحرائق الكوكلكس كلان في أمريكا، وأدان محارق ومذابح ووحشية النازية والفاشية. ومازال التمييز العنصري في أحداث دموية يعلن عن نفسه الى الدرجة التي تحدث فيها عن هذه العنصرية الرئيس أوباما ملوّن لكنه كعادته مع الارهاب لم يفعل شيئاً. شنّف أذاننا بخطب بليغة يجيدها أستاذ محاضر في هارفارد ولا يفعل شيئاً أو يتخذ قراراً من البيت الأبيض ضد ارهاب بشار الذي راح ضحية جرائمه ثلاثمائة ألف مواطن سوري، ولو فعل أوباما شيئاً فاعلاً وفعلاً حقيقياً وقوياً لما وصل الارهاب الى قعر أوروبا فباتت تتخبط في ردات فعلها وحاصرت مواطنين أوروبيين لمجرد أنهم مسلمون. فهل هذا فعل سيقضي على الارهاب. في مطلع التسعينات تمحورت تهمة الارهاب في كل مواطن عربي يقوده حظه العاثر الى أوروبا او امريكا، وأصبح مجرماً كل عربي حتى يثبت العكس وبالطريقة التي يرضا ويقتنع بها الغرب.. ثم دارت الدنيا دورتها فإذا بهم امام ارهابيين أوروبيين بالمولد والدراسة والعمل والنشأة والتربية دع عنك الأصول هنا. إدانة الارهاب والموقف منه مسألة لا تحتاج كل هذه الخطابات والمؤتمرات الصحفية و.. و... الخ. فسيبقى سؤال ما العمل تجاه الارهاب هو السؤال الشاخص والمعلق على بوابات كل العواصم في العالم لا تستثني عاصمة نفسها من خطر الارهاب، ولا يمكن لعاصمة ان تتهم جنسية معينة بالارهاب. أوروبا تكيل بمكيالين في هذه المسألة. فهي تأوي في بلدانها ارهابيين وتمنحهم إقامات وجنسيات وأموالاً، كما حدث لنا مع مجموعة ما يسمى بأحرار البحرين وجماعة خلاص، وشراذم تحالف 14 فبراير وغيرهم وغيرهم. سهلت لهذه الجماعات كل شيء ويسرت أمورهم. ولم تدرس خطاباتهم وتصريحاتهم ومقابلاتهم، وهي تنضح تحريضاً على اعمال ارهابية خطيرة دفعت ثمنها ضحايا وتخريباً وحرقاً وتدميراً هنا في البحرين وفي السعودية وفي بلدان التعاون الخليجي حين منحتهم تراخيص السلطات الأوروبية لبث قنواتهم وفتح استوديوهاتهم واصدار مجلاتهم من عواصمها، وهي وسائل اعلامية ارهابية بامتياز لما تحمله برامجهم وموادهم الاعلامية من تعبئة ارهابية تحريضية تشجع على ارتكاب أبشع وأخطر الجرائم الارهابية التي حدثت في بلادنا. وتحت شعار وهمي اسمه حرية التعبير توزعت الأدوار بين المحرض على الارهاب ومتلقي التحريض. ثم قامت أوروبا عندما اكتوت بنار الارهاب بإغلاق المنابر الارهابية في بلادها، وتركت منابر الارهابيين الآخرين مستمرة في نفس العمل وضمن نفس المشروع الارهابي، وهو التحريض وزرع الافكار الارهابية في وجدان المتلقي. فقط لأن غيرها في بلدانٍ أخرى هو الذي يدفع ثمن ارهاب مجموعات خطيرة احترفت فكرة التحريض وتولت مسؤولية ضخ الخطابات التحريضية التعبوية على مدار الساعة من قنواتها ووسائلها الاعلامية التي اتخذت من العواصم الأوروبية مقراً لها!! ندين الارهاب بكافة اشكاله ومن جميع مصادره، ولسنا بذلك لنحتاج الى شهادة شاهد. كذلك لا نملي على جهة او عاصمة او بلد إجراءً او موقفاً نتخذه. لكننا نسأل ونتساءل ومن حقنا ذلك لاننا دفعنا ومازلنا ثمن الارهاب وتكاليفه من حياة مواطنين هنا فقدوا ارواحهم او خرجوا بعاهات مزمنة ودائمة، ولا نقول إلاّ ليتكم هناك في أوروبا لا تكيلون بمكيالين في ملاحقة ومطاردة الارهاب والارهابيين وليتكم لم تدينوا ما تفعلونه الآن.
مشاركة :