في مسيرة لافتة قادتها من إدارة المشاريع إلى أشهر المنصات التلفزيونية في تقديم وإذاعة الأخبار والبرامج السياسية، الإعلامية السعودية فاطمة فهد سجلت حضوراً مميزاً أمام الشاشة الفضية كان نتاجاً لتجربة عريضة وشغف بالقراءة والإعلام منذ أيامها الأولى. في الحوار التالي نتعرف على تجربتها المميزة. من إدارة المشاريع إلى نشرات العربية حدثينا عن هذه التحولات؟ وما الذي شدك في الإعلام وإذاعة النشرات وتقديمها؟ لطالما كانت إذاعة الأخبار تشدني وكانت تلفتني أناقة مذيعات الأخبار، وهيبتهم ورقيهم حينما كنت طفلة.. من هنا أحببت هذا العالم ومن خلاله أحببت السياسة. أحب رائحة الكتب العتيقة كنت أتخيل نفسي أقدم الأخبار لأصبح صحفية مهمة في العالم السياسي.. تلك كانت أحلام طفولتي، وبفضل الله أحقق هذا الحلم اليوم خطوة بخطوة وطموحي يكبر ويزداد يوماً بعد يوم.. أما عن شهادتي الماجستير في إدارة المشاريع والمعلومات، فقد روضت ونمّت فيَّ أهم المواصفات التي أحتاجها في الإعلام وإذاعة الأخبار من قيادة ورؤية وتحمل للمسؤولية إضافة إلى إدارة الحوار وإدارة الوقت وسرعة البديهة وغيرها من المهارات والسمات اللازمة للمضي قدماً في هذا المجال. * متى ظهرت للمرة الأولى على شاشة التلفزيون؟ كان أول ظهور لي على شاشة الإم بي سي، مع زوجي الدكتور عبدالعزيز الصحاف، من خلال برنامج اجتماعي، ثقافي، توعوي لطيف يناقش مختلف قضايا المجتمع.. وكان هذا البرنامج بمثابة البوابة لدخولي عالم الإعلام الذي طالما كان حلماً وشغفاً بالنسبة لي، إلا أن تقديم الأخبار كان هدفي.. تعلمت كثيراً من هذه التجربة الناجحة، بعد ذلك انتقلت إلى التلفزيون السعودي لأقدم برنامجاً حوارياً هادفاً يركّز على دور المرأة في المجتمع ورائدات الأعمال السعوديات في شتى المجالات لتسليط الضوء عليهن وعلى مسيرتهن. هل حضور المرأة في الإعلام أكسبها الثقة والجرأة في طرح قضاياها؟ المرأة نصف المجتمع، لا يختلف اثنان على ذلك، حضور المرأة في الإعلام والثقة في طرح القضايا تأتي بعد فضل الله، من حكمة وحنكة القيادة الرشيدة ونظرة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الملهمة والتي تعتبر المرأة جزءًا لا يتجزأ من رؤية الدولة، بل وتمكّن المرأة لتخطو في مسيرتها إلى جانب النصف الآخر من المجتمع "الرجل"، بكل ثقة.. وهذا أساس نجاح هذه الرؤية العظيمة لأنه لا نجاح لمجتمع يمشي بنصف واحد، الجميع يكمل بعضه بعضاً. الكتب ملذة كبرى تبهج قلب الإنسان أثبتت الدراسات الاتصالية أن النساء أقل اهتماماً بالأخبار والسياسة، فهل تحبين السياسة أم تعتبرينها مجرد أداة من أدوات مهنتك؟ عندما نتحدث عن شغف وحب العمل، فلا فرق بين رجل وامرأة؛ لكي تنجح في تقديم الأخبار، وإدارة الحوارات السياسية المختلفة، لابد أن تكون السياسة جزءاً كبيراً من يومك، وهذا هو الواقع، بل أعيش الأحداث لأتمكن من فهمها بكل موضوعية ووضوح، إلا أن متابعة الأحداث اليومية ليست وحدها التي تثري وتشبع فضولي، وإنما قراءة المقالات والتحليلات السياسة ووجهات النظر المختلفة والمتعارضة كذلك.. لابد من ذلك كله لبناء معلومات وخلفية سياسية صلبة ومتينة مما يساعد في إيصال المعلومة للمتلقي بكل شفافية ومصداقية. هل تستطيعين أن تصفي لنا ما الذي يعنيه أن تكون إعلامياً ناجحاً؟ إن المبدع في مهنة ما هو الذي يضع بصمته الخاصة التي تميزه عمن سواه مما يضيف قيمة إبداعية لعمله تبرزه بين أقرانه والأمر كذلك في الإعلام. ما رأيك في الإعلام الجديد؟ وهل سيحل محل القديم؟ أعتقد أن مفهوم الإعلام واحد! قديماً كان أم جديداً، لعل سبل إيصال المعلومة هي التي تغيرت وأصبحت المعلومة تصل بشكل أسرع وأقصر وأقرب للمتلقي من سابقاتها، ولابد من مواكبة هذا التغيير لنواكب كل جديد، والسعودية مثال رائع لذلك، ففي السنوات الأخيرة تفوقت بحضورها الإعلامي على مستوى العالم والمقبل أفضل. تعلمت الألمانية بعد الماجستير ماذا تقرئين هذه الأيام، وما الكتب التي تقتنيها على الدوام؟ سيكولوجية الجماهير هو ما أقرؤه هذه الأيام.. تشدني كثيراً كتب علم النفس والتاريخ والسياسة، وأجد نفسي في الآونة الأخيرة أقرأ كثيراً في التاريخ السياسي، لعل ذلك من تأثير مهنتي على اختياراتي في القراءة. علاقتك بالقراءة والكتب متجذرة. وعملت في مكتبة الجامعة تتويجاً لهذا الشغف. حدثينا عن هذه العلاقة؟ أحب الورقة والقلم، أهوى رائحة الكتب العتيقة لأعيش من خلالها عبق التاريخ، سأكتفي بوصف الباحث الإيطالي فرانشيسكو بترارك عن علاقته بالكتب: "أنا مسكون بشغف لا يرتوي ولم أفلح ولم أرغب حتى الآن في إروائه، أشعر بأنني لم أمتلك قط كتباً كافية، الكتب ملذة كبرى تبهج قلب الإنسان، تسـري في عروقنا وتسدي لنا النصح، وتلازمنا بنوع من الألفة العميقة والحيوية، وما من كتاب يوسوس روحنا بمفرده إلا وأفسح الطريق أمام كتب كثيرة غيره، مولداً فينا، في النتيجة، شوقاً إلى كتب أخرى". كنت أتخيل تقديم الأخبار في صغري تتحدثين الألمانية وتكتبين بها؟ حدثينا لمَ الألمانية تحديداً؟ بعد تخرجي من مرحلة الماجستير بالولايات المتحدة، انتقلت إلى ألمانيا لألتحق بزوجي الدكتور عبدالعزيز الصحاف حيث كان ينهي دراسته في مرحلة الدكتوراه في تخصص الاستعاضة السنية والتركيبات وتجميل الأسنان. في تلك الأثناء، التحقت بعد فضل من الله بمعهد تعليم اللغة الألمانية. * كيف ترين الواقع الإعلامي العربي؟ في ازدهار .. والمقبل أجمل. الإعلامية فاطمة فهد ووزير الخارجية البريطاني دومنيك راب
مشاركة :