في كل شتاء في نيو إنجلاند، حيث تدفع مياهُ المحيط الباردة والرياحُ المتجمدة العديدَ من السكان إلى الداخل، يتجه كادر من المتطوعين إلى الشاطئ، يفتشون ليلا ونهاراً في رمال خليج كيب كود في ماساتشوستس بحثاً عن السلاحف البحرية التي تقطَّعت بها السبل. تسلك معظمُ هذه الزواحف البحرية طريقَها نحو المياه الدافئة. لكن في كل عام، وخاصة بعد الانخفاض المفاجئ في درجات الحرارة، تتعرض مئات السلاحف البحرية، وخاصة الصغار منها، لصدمة البرد، وتتخبط في الأمواج وصولاً إلى الشاطئ، وهي غير قادرة على الأكل أو الشرب أو الحركة. يمسك الخطاف في شبه جزيرة كيب بالزواحف الوليدة وهي تحاول التوجه جنوباً. ويكون عشاق الحيوانات المسلحون بزلاجات بلاستيكية ومناشف ومصابيح أمامية، وقبل ذلك بالتدريبات اللازمة، على أهبة الاستعداد بعد ارتفاع المد خلال الفترة من نوفمبر إلى يناير. يجري نقل كل حيوان يتم إنقاذه إلى وحدة العناية المركّزة في محمية الحياة البرية في ماساتشوسيتس، حيث يتم تسجيل وزنه وقياساته وتصويره وتخصيص رقم له يتبعه في رحلته إلى التعافي. وفي أحد أيام شهر ديسمبر المزدحمة بشكل خاص، وصلت 94 سلحفاة بحاجة إلى رعاية عاجلة، وفي هذا الموسم تم علاج أكثر من 500 سلحفاة. ولحسن الحظ، تم العثور على معظم السلاحف وهي على قيد الحياة، لكن تلك التي لم تكن على قيد الحياة تخضع للدراسة من أجل الأبحاث. تقول الطبيبة البيطرية »كارين دوردفيل»، التي تنسق جهود الإنقاذ، إن موظفيها تعلموا تدفئة الحيوانات تدريجياً (مع الحفاظ على درجة حرارة الغرفة عند 55)، والتحدث بهدوء، والتعامل مع المخلوقات الثمينة في أضيق الحدود. أكثر الأنواع التي يتم إنقاذها بشكل متكرر هي سلحفاة كيمب ريدلي، وهي أندر السلاحف البحرية وأكثرها تعرضاً للخطر في العالم. وتعد السلاحف الخضراء، المهددة هي كذلك بالانقراض، وذوات الرؤوس الضخمة، من بين من المرضى المتكررين الأكثر احتياجاً للعناية. وبمجرد استقرار السلاحف، تكون محطتها التالية هي مستشفى السلاحف البحرية في نيو إنجلاند أكواريوم في كوينسي، ماساتشوستس، وهي مساحة كهفية مليئة ببرك متعددة وفريق عمل خبراء والكثير من المتطوعين. تخضع كل سلحفاة لفحص جسدي شامل، وسرعان ما يتم وضعها في أحواض يتم التحكم في درجة حرارتها حيث تتم مراقبة سلوكها عن كثب. وإذا بدا كل شيء على ما يرام، فإنها تواصل رحلتَها على متن رحلات الطيران المتجه جنوباً إلى مراكز إعادة التأهيل الثانوية. وفي نهاية المطاف، يتم إطلاق سراح السلاحف التي استردت صحتها إلى موطنها الأصلي في المحيط. *صحفية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
مشاركة :