اتهم مسؤولون فلسطينيون إسرائيل، بالإمعان في سياسة الإهمال الطبي بحق الأسرى الفلسطينيين المرضى في سجونها بقصد القتل البطيء. وقالت وزيرة الصحة الفلسطينية خلال مؤتمر صحفي عقد في مقر الوزارة بمدينة رام الله أمس، إن ما يحدث مع الأسير ناصر أبو حميد المريض بالسرطان سياسة إسرائيلية ممنهجة وخطة مدروسة ليس لها أي مبرر أو دواع أمنية. وأضافت الكيلة أن أبو حميد "لا يقوى على السير وتحريك أطرافه فكيف سيشكل خطراً على إسرائيل حال إطلاق سراحه، محذرة من انتكاسة صحية قد يتعرض لها أبو حميد في أي لحظة كونه لا يتلقى العلاج اللازم ولا يتواجد في بيئة صحية. وأبو حميد، ينحدر من مخيم "الأمعري" للاجئين الفلسطينيين في مدينة رام الله ويرقد الآن في عيادة سجن الرملة في وضع صحي حرج جراء إصابته بالتهاب حاد في الرئتين نتيجة لتلوث جرثومي ويعاني من انعدام في المناعة ولا يستجيب للعلاجات. وأشارت الكيلة إلى أن أبو حميد بحاجة إلى مستشفى مدني للعلاج في حال استمرار رفض السلطات الإسرائيلية نقله إلى مستشفى فلسطيني، بالإضافة إلى حاجته لرعاية على مستوى التغذية للحفاظ على جهازه المناعي قويا حتى يتمكن من مقاومة المرض وهذا ليس متوفراً في العيادة. وحملت إدارة السجون الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن ملف الإهمال الطبي بحق الأسرى، داعية الصليب الأحمر الدولي للقيام بدورها اللازم بما تضمنته الاتفاقيات الدولية ذات العلاقة. بدوره، قال رئيس هيئة شئون الأسرى والمحررين في منظمة التحرير الفلسطينية اللواء قدري أبو بكر: إن عيادة سجن الرملة يطلق عليها مقبرة الأحياء وهو مكان يتواجد فيه 16 أسيراً من أصحاب الأمراض الخطيرة والصعبة، كغسيل الكلى والسرطان وفيه عدد من الأسرى المقعدين. وذكر أبو بكر خلال المؤتمر، أن إدارة السجون الإسرائيلية "تمعن بسياسة الإهمال الطبي وشاهدنا في السابق أسرى أصيبوا بالسرطان بعد اعتقالهم وتوفوا نتيجة ذلك، لافتا إلى أن السلطات الإسرائيلية تحتجز جثامين ثمانية أسرى في الثلاجات لديها. وأشار إلى أن رسائل وجهت من قبل الرئاسة الفلسطينية ووزارة الصحة، إلى المجتمع الدولي للعمل على إطلاق سراح الأسير أبو حميد، إلا أن سلطات الإسرائيلية لم تستجب لأي من الرسائل التي وجهت لها بل ضربت بهذه المطالبات الإنسانية عرض الحائط. وبحسب مؤسسات فلسطينية فإن 227 أسيرا فلسطينيا توفوا داخل السجون الإسرائيلية منذ العام 1967 منهم 72 نتيجة الإهمال الطبي، كما يوجد نحو 550 أسيرا مريضا منهم أمراضا مزمنة كالسرطان والكلى والقلب. من جهته، أعلن رئيس نادي الأسير وهو منظمة غير حكومية قدورة فارس خلال المؤتمر، أن العمل جار على مسار قضائي يشمل التوجه إلى المحكمة العليا الإسرائيلية لاستصدار قرار بالإفراج عن أبو حميد نظرا لخطورة المرض الذي يعاني منه. وقال فارس: إن فرصة النجاح في هذا الإطار تكاد تكون معدومة، نظرا لأن إسرائيل أقدمت على تجميد العمل بأحد بنود القانون (البند السابع)، الذي يتيح إطلاق سراح أسرى واستثنت من ذلك الأسرى الأمنيين في خطوة أقدم عليها الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي. ودعا فارس، إلى تسليط الضوء على "الجريمة المتواصلة بحق الأسيرات والأسرى المتمثلة بالإهمال الطبي المتعمد، مشيرا إلى أن هذه القضية تحتاج إلى موقف شعبي وسياسي وعربي ودولي يوقف تمادي إسرائيل. يشار إلى أن أبو حميد من بين خمسة أشقاء حكمت عليهم إسرائيل بالسجن مدى الحياة واعتقلت أربعة منهم العام 2002، فيما اعتقل الخامس العام 2018، وتشهد مدن الضفة الغربية وقطاع غزة فعاليات شبه يوميا تضامنا معه. وتعتقل إسرائيل في سجونها أكثر من 4 آلاف فلسطيني في 23 سجنا، بينهم عشرات أمضوا أكثر من 20 عاما، و34 أسيرة و160 طفلا و500 معتقل إداري، بحسب إحصائيات فلسطينية رسمية.
مشاركة :