من جديد تجمع أبوظبي العالم تحت سقفها، عندما تقص شريط كأس العالم للأندية غداً «الخميس»، لتكون المرة الخامسة التي تستضيف عاصمة الإمارات فيها البطولة، ثقة من العالم فيها، ورغبة منه أن يكون على أرضها. نسخة هذا العام هي «النجمة الخامسة» التي تظهر في سماء الإمارات بشكل عام، وأبوظبي تحديداً، بعد نسخ أعوام 2009، 2010، 2017، 2018، لتعيد عاصمة الإمارات مشهد الإبداع للحدث الذي اختارها، قبل أن تختاره، ليزداد شرفاً وبريقاً وتوهجاً مثلما حدث من قبل. وليس جديداً على أبوظبي أن يكون العالم في قلبها، فهي درة الأحداث، ودوماً تاج فوق رأس العالم، بما تقدمه خلال الفعاليات والبطولات الكبرى التي تقام على أرضها. وتأتي هذه النسخة من مونديال العالم للأندية لكرة القدم، لتكون واحدة من أهم الفعاليات التي تأتي إلى الإمارات عامة وأبوظبي، خاصة، بعد أربع نسخ رائعة في الماضي، ويكفي أن النسخ الماضية حققت نجاحات منقطعة النظير، بوجود أكبر الأندية العالمية، مثل برشلونة ريال مدريد وإنتر ميلان، وغيرها من أكبر أندية العالم. يشارك في النسخة الحالية 7 أندية هي الجزيرة بطل الإمارات، وتشيلسي بطل أوروبا، والهلال السعودي بطل آسيا، والأهلي المصري بطل أفريقيا، وبالميراس البرازيلي ممثل أميركا الجنوبية، ومونتيري المكسيكي ممثل أميركا الشمالية، بالإضافة إلى الوافد الجديد بيراي التاهيتي ممثل أوقيانوسيا. ورغم الظروف الصعبة التي يعيشها العالم، بانتشار فيروس كورونا المستجد ومتحوراته، إلا أن عاصمة الإمارات أعدت العدة للتعامل مع الحدث، وفق أعلى معايير الحيطة والحذر، كونها تملك الخبرة الكافية في ذلك بشهادة العالم، حيث إنها أفضل مدن العالم في التعامل، مع الفيروس منذ ظهوره، كما أنها أكثر مدن المعمورة أمناً، من حيث الإجراءات المتبعة للحد من انتشار «كوفيد 19». وتقام البطولة وفق الإجراءات الاحترازية المتبعة، سواء على الصعيد الجماهيري، وكذلك ما يخص المنظمين ووسائل الإعلام، وغيرها من الشركاء الموجودين في قلب الحدث. وتعد البطولة ذات خصوصية شديدة، لأنها تشهد مشاركة ثلاثة أندية عربية، هي الجزيرة والأهلي والهلال، مما يجعلها «نسخة استثنائية» بكل المقاييس ودرة البطولات المونديالية التي أقيمت على أرض أبوظبي، وفي تاريخ البطولة على الصعيدين الفني والجماهيري، خاصة أن جماهير الأندية الثلاثة، من المنتظر أن تحتشد بكثافة في المدرجات، وأكبر دليل على ذلك نفاد تذاكر المباريات. ورغم الظروف الصعبة التي يعاني منها أكثر من فريق بغياب عدد كبير من نجومه مثل الأهلي الذي يفتقد جهود 10 من الأساسيين، لمشاركتهم مع منتخب مصر الذي وصل إلى نصف نهائي كأس الأمم الأفريقية التي تستضيفها الكاميرون حالياً، وكذلك مونتيري الذي يغيب عنه عدد كبير من نجومه لوجودهم مع منتخبي المكسيك وتشيلسي، إلا أن ذلك لن يكون عائقاً أمام قوة البطولة، لأن تلك الفرق تملك الذخيرة الكافية من اللاعبين للظهور في المحفل الكبير، كما أن الحضور الجماهيري خاصة للأهلي من شأنه أن يضاعف من حماس لاعبيه في «المستطيل الأخضر»، من أجل تعويض النقص الكبير في صفوفه. وتنطلق منافسات البطولة الكبرى في الساعة الثامنة والنصف مساء الخميس، عندما يستضيف الجزيرة فريق بيراي التاهيتي، على ملعب محمد بن زايد معقل «فخر أبوظبي»، والملعب المفضل لجماهير الإمارات بشكل عام. ويدخل «فخر أبوظبي» اللقاء محملاً بأمل وطموحات جماهير الإمارات، للذهاب بعيداً في هذا المحفل العالمي الكبير، خاصة بعد الظهور المتميز في «نسخة 2017». ويعد الجزيرة الفريق الإماراتي الوحيد الذي يشارك في البطولة للمرة الثانية، حيث سبق وأن شارك مع شباب الأهلي والوحدة والعين، وهو ما يمنح لاعبيه دفعة قوية، من أجل كتابة تاريخ جديد. وظهر ممثل الإمارات بصورة أكثر من رائعة في «نسخة 2017»، عندما وصل إلى نصف النهائي، وواجه ريال مدريد، وكان نداً قوياً، وتقدم عليه، قبل أن يخسر بهدفين مقابل هدف، مما جعل العالم يتحدث عن الجزيرة ولاعبيه، وكذلك حارسه الرائع علي خصيف الذي شكل عقدة للبرتغالي رونالدو نجم هجوم الريال في المباراة. ويعيش «فخر أبوظبي» نفس معاناة الأهلي ومونتيري، لاسيما وأنه يملك 6 من لاعبيه مع المنتخب، منهم ثلاثة شاركوا بصفة أساسية، في مباراة إيران التي أقيمت قبل 24 ساعة فقط، الأمر الذي يمثل حملاً كبيراً على اللاعبين، خاصة أن المباراة كانت خارج الديار. ويسعى الجهاز الفني للتعامل مع الموقف بهدوء، من أجل الوصول للتشكيلة المثالية للقاء الافتتاحي. وفي الوقت الذي يعتقد فيه البعض أن مواجهة بيراي سهلة على بطل الإمارات، إلا أن الجزيرة يعاني من ندرة المعلومات عن المنافس التاهيتي، وهو ما يعني أنه يواجه المجهول في هذا اللقاء الصعب، ويتطلب من المدرب وضع أكثر من سيناريو للقاء. على الطرف الآخر، لا تشكل المباراة أي ضغوط على بيراي، لاسيما أنه يلعب للشهرة، خاصة وأن المصادفة وحدها قادته إلى البطولة، بعد اعتذار نادي أوكلاند سيتي عن عدم المشاركة بسبب ظروف السفر. ورغم أن بيراي حامل لقب الدوري التاهيتي في آخر موسمين إلا أنه يحتل المركز الثالث حالياً، بعد مرور 8 جولات على بداية البطولة. ويعد ممثل أوقيانوسيا أنجح الفرق في بلاده، حيث سبق له وأن توج بلقب الدوري عشر مرات، ويعتمد في قائمته على لاعبيه المواطنين، باستثناء فرنسي واحد، كما أن مدربه هو التاهيتي نيا بينيت. وبعيداً عن لقاء الافتتاح تجمع المباراة الثانية الأهلي المصري ومونتيري المكسيكي مساء السبت المقبل، على ملعب آل نهيان بنادي الوحدة، فيما تجمع ثالث المواجهات الفائز من مباراة الافتتاح والهلال السعودي، على أن يخوض الفائز من المواجهة لقاء نصف النهائي أمام تشيلسي، فيما يلتقي الفائز من الأهلي ومونتيري فريق بالميراس في المباراة الثانية لنصف النهائي، أما النهائي تقام 12 فبراير الجاري باستاد محمد بن زايد. بطاقة المباراة الفريقان: الجزيرة وبيراي البطولة: مونديال الأندية الملعب: استاد محمد بن زايد التوقيت : 20:30 القناة الناقلة: أبوظبي الرياضية
مشاركة :