مسؤولو الأمن يُشككون في خطة بينيت لحماية إسرائيل بالليزر

  • 2/3/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تفاخر رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت بقرب إقامة منظومة اعتراض صواريخ بالليزر حول إسرائيل، لكنّ المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين اعتبروا الإعلان متسرعا. وجعل بينيت من الإعلان عن هذه المنظومة الثلاثاء عنوانا رئيسيا في خطابه أمام المؤتمر السنوي لمعهد دراسات الأمن القومي، التابع لجامعة تل أبيب، قبل أن تنهال عليه الانتقادات. ونقلت صحف إسرائيلية عن مسؤولين أمنيين قولهم إن ما ذكره رئيس الحكومة ليس دقيقا، واتهموه باستغلال الأمر “سياسيا”. وقال بينيت “في غضون حوالي سنة واحدة سيُدخل الجيش الإسرائيلي منظومة اعتراض الصواريخ بالليزر إلى الخدمة، حيث سيتم ذلك بدايةً بشكل تجريبي ثم بشكل عملياتي. وسيتم نصبها بداية في المنطقة الجنوبية (المحاذية لقطاع غزة)، ثم في أماكن أخرى”، مشيرا إلى أن منظومة القبة الحديدية الحالية مُكلفة للغاية. نفتالي بينيت: سندخل منظومة الصواريخ بالليزر إلى الخدمة خلال عام وأضاف “الوضع الحالي على سبيل المثال هو أن شخصا يُدعى أحمد، يتواجد في خان يونس (جنوبي قطاع غزة)، يحمّل فوق منصة الإطلاق قذيفة صاروخية محلية الصنع، تبلغ كلفتها عدة مئات من الدولارات، ليطلقها باتجاه إسرائيل”. وتابع “في المقابل تبلغ كلفة الصاروخ المعترض الذي تُطلقه منظومة القبة الحديدية (الإسرائيلية) عدة عشرات الآلاف من الدولارات”. وأوضح “إنها بمثابة معادلة غير منطقية، والتي تسمح لأحمد بإطلاق المزيد من قذائف القسام وتجعلنا ننفق الملايين الكثيرة بسبب كل ‘صاعقة برق’ مثل تلك المذكورة، والمليارات خلال المعركة. فقد اتخذنا قرارًا يقضي بكسر هذه المعادلة وسيتم كسرها في غضون سنوات معدودة فقط”. وتستخدم إسرائيل حاليا نظام الدفاع الصاروخي المعروف باسم القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ التي تطلقها الفصائل الفلسطينية من قطاع غزة. وتوقع مسؤولون إسرائيليون في يوليو -عندما كشفوا عن نماذج أولية من صواريخ اعتراضية تستخدم أشعة الليزر لإحداث تسخين هائل للطائرات المسيرة القادمة وأنواع الصواريخ التي يحبذ استخدامها المسلحون المدعومون من إيران- أن تكون مثل هذه النظم جاهزة للاستخدام في عام 2025. وسينضاف نظام الليزر إلى الدفاعات الجوية الإسرائيلية الحالية المعتمدة على منظومات القبة الحديدية ومقلاع داود وآرو التي تطلق صواريخ اعتراضية يتكلف كل منها ما بين عشرات الآلاف وملايين الدولارات. ولاقى إعلان بينيت انتقادات من قبل مسؤولين أمنيين. وقالت صحيفة معاريف الأربعاء “يقول مسؤولو الأمن إن العناوين الرئيسية التي قدمها بينيت في الخطاب تشوّه الواقع”. وأضافت، نقلا عن مسؤولي الأمن الذين لم تسمهم، “تم إثبات الاختراق في سلسلة من التجارب منذ حوالي عامين، بعد سنوات عديدة من العمل حول هذا الموضوع، ولكن يُقدّر أن الأمر سيستغرق ثلاث سنوات على الأقل حتى تصبح هناك جدوى تشغيلية وحتى على مراحل”. ولفت المسؤولون الأمنيون الإسرائيليون إلى أنه من المفترض أن “يُكمّل هذا النظام أنظمة الدفاع الحالية مثل القبة الحديدية وليس استبدالها”. وقالوا “هذا مشروع مهم، ونحن نؤمن به، ولكن من السابق لأوانه تسخير الخيول”. ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن مصادر أخرى قولها “هذه رافعة غير ضرورية، ويبدو أنها ذات دوافع سياسية”. طال ليف رام: بينيت وقع في حب الاستفادة سياسيا من مشروع الليزر ونقلت القناة الإخبارية الثانية عشرة الإسرائيلية عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين قولهم إن تصريحات بينيت “ذر للرماد في أعين الجمهور”. وأضافت نقلا عن المسؤولين الذين لم تسمهم “إن تشغيل نظام الليزر سيستغرق فترة أطول، سنواصل تعزيز العملية بمسؤولية، ولكنّ تشغيلها سيستغرق عدة سنوات”. وكتب المعلق الأمني الإسرائيلي طال ليف رام في تغريدة على تويتر “الأمور التي قالها نفتالي بينيت عن مشروع الليزر إشكالية للغاية، إلى درجة أنه من الصعب تحديد من أين تبدأ”. وأضاف “عدم الدقة والأخطاء الجسيمة وعدم التنسيق وتضخيم الواقع، كل هذا يتم في الأيام التي تجري فيها مفاوضات مع الصناعات الدفاعية في ما يتعلق بتكاليف الشراء البري والجوي”. وتابع ليف رام “يبدو أن رئيس الوزراء بينيت وقع في حب الاستفادة من مشروع الليزر، لكن تأثير حديثه سياسي وغير دقيق”. وأضاف المحلل الأمني في صحيفة معاريف “لا شك في أهمية المشروع، لكنه لا يزال بعيد المنال. كانت التجارب المستمرة منذ سنوات قليلة جيدة، وقد أعلنت وزارة الدفاع بالفعل عن تقدم كبير منذ حوالي عامين. لكنّ الجدوى التشغيلية على المستوى الأساسي تحتاج إلى حوالي ثلاث سنوات، أمر محبط”. وفي يناير 2020 أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أنها طورت القدرة على اعتراض الصواريخ باستخدام ليزر قوي، وذلك بعد عقود من المحاولات الفاشلة والجهود المشتركة مع الولايات المتحدة التي لم تثمر. وتستخدم إسرائيل حاليا منظومة الدفاع الجوي القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى، ومنظومة مقلاع داود لاعتراض الصواريخ الصغيرة والمتوسطة، ومنظومة آرو (حيتس) المخصصة لتدمير الصواريخ البالستية والصواريخ بعيدة المدى.

مشاركة :