الدوحة أول فبراير 2022 (شينخوا) قال وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة سعد بن شريدة الكعبي اليوم (الثلاثاء) إنه لا يمكن تلبية جميع احتياجات الاتحاد الأوروبي من الغاز دون الإخلال بالإمدادات إلى مناطق أخرى حول العالم. جاء ذلك خلال اجتماع عقده الكعبي، وهو أيضا العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة قطر للطاقة، عبر تقنية الاتصال المرئي مع مفوضة الطاقة في الاتحاد الأوروبي كادري سيمسون، وفق ما ذكرت قطر للطاقة في بيان على حسابها بموقع ((فيسبوك)). وأضاف الكعبي أن أمن الطاقة في أوروبا يتطلب جهدا جماعيا من العديد من الأطراف، معربا عن أمله في حل دبلوماسي للتوترات في أوروبا، بحيث يمكن لجميع الموردين العمل معا لضمان أمن الطاقة على المديين القصير والطويل. وأكد لمفوضة الطاقة الأوروبية أن بلاده على أتم الاستعداد لدعم عملائها في جميع أنحاء العالم عند الحاجة، لكنه شدد على أن "الحفاظ على التزاماتنا التعاقدية في دولة قطر هو أمر نحرص عليه ولا نقبل الإخلال به، ولذلك فإننا نتمتع بالثقة الكاملة من شركائنا التجاريين والمشترين العالميين". وأشار إلى أن قطر التي تعد أكبر منتج للغاز الطبيعي المسال في العالم، لم تتخلف عن تسليم أي شحنة لأي من شركائها في جميع أنحاء العالم على مدى ربع قرن مضى. ودعا الوزير إلى زيادة حجم الاستثمارات في قطاع الغاز، معتبرا أن قطاع النفط والغاز في العالم يعاني من نقص في الاستثمارات على مدى السنوات القليلة الماضية. وقال "إن الطلب المتزايد على طاقة تتمتع بقدرات الأحمال الأساسية والأنظف والأكثر أمانا وموثوقية يعني أن علينا جميعا زيادة حجم الاستثمارات في قطاع الغاز لنضمن توفر الامدادات بأسعار معقولة." وقد بحث الكعبي خلال اجتماعه مع سيمسون مختلف أوجه ومجالات التعاون الثنائي في مجال الطاقة، كما تطرق الجانبان إلى مختلف جوانب صناعة الغاز العالمية، طبقا للبيان. ويأتي هذا الاجتماع بعد أن كان رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل قد أجرى اتصالا هاتفيا مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في 28 يناير الماضي، وبحث معه التطورات الإقليمية، حسبما ذكر ميشيل في تغريدة على حسابه بموقع ((تويتر)). وأضاف رئيس المجلس الأوروبي أن الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وقطر متعددة الأوجه ومزدهرة، مؤكدا أن موثوقية قطر كمزود للطاقة تعد أمرا مهما لأمن الطاقة في الاتحاد الأوروبي وإمدادات الغاز. وتسود مخاوف أوروبية أمريكية من تأثر إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا في حال ازدادت حدة التوترات الحاصلة في أوروبا على خلفية الأزمة الأوكرانية، وهو ما دفع هذه الدول إلى البحث عن بدائل، بينها قطر، لضمان الإمدادات، على ما أفادت تقارير إعلامية. وتعد قطر أكبر مصدر للغاز ومن بين أكبر المنتجين، كما أنها صاحبة أكبر احتياطي من الغاز في العالم بعد كل من روسيا وإيران، إذ تبلغ احتياطياتها المؤكدة بحسب التقديرات الرسمية حوالي 879.9 تريليون قدم مكعب، أي ما يعادل 12.9 بالمائة من إجمالي الاحتياطيات العالمية. وقد وضعت قطر هدف رفع إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال إلى 126 مليون طن سنويا بحلول العام 2027، وذلك بعد الانتهاء من تطوير المرحلتين الأولى والثانية من توسعة حقل الشمال، الواقع قبالة الساحل الشمالي الشرقي للدولة والمشترك بينها وبين إيران.
مشاركة :