ولدت في بيروت يوم 21 نوفمبر 1935 بدأت حياتها الفنية مغنية كورس عام 1940 اكتشف موهبتها الغنائية الموسيقي محمد فليفل منحها حليم الرومي لحن أغنيتها الأولى تزوجت عاصي الرحباني عام 1955 أبناؤها أربعة: زياد، هالي، ليال وريما. قدمت أكثر من 60 ألبوماً و15 مسرحية موسيقية شاركت في 3 أفلام سينمائية "بياع الخواتم، سفر برلك، وبنت الحارس" ثمانون شمعة وشمعة، نوقدها لكِ.. فيروز "سفيرتنا جميعا نحو النجوم"، نحتفي بكِ وبعيد ميلادكِ الثمانين -21 نوفمبر 1935-، نحن الذين تشربنا صوتك حتى تحول فينا إلى رئة ثالثة، تغنين الحب والوطن والجمال، فنتنفس الحياة مع كل صباحٍ جديد. سيدتنا البديعة، قد تظنين أن أحزاننا ستنسينا ذكرى ميلادك وأن جراح أوطاننا العربية النازفة ستجعلنا نترككِ وحيدةً. لكن هذا أبداً لن يكون، فأنتِ آخر ما تبقى لنا من نسمات الفرح والأمل، نصغي الى أغنياتك العابرة للزمن، فنشعر بها خيطاً سحرياً يسحبنا، يسرقنا، نحو فردوس الوجود. نستعيدُكِ هذا اليوم، لنتذكر أيضاً، قصة تلك الطفلة التي ولدت في أحد أزقة بيروت باسم نهاد وديع حداد وصولاً إلى ولادتك الثانية عندما اقترح عليكِ حليم الرومي بمحبته، اسمين، شهرزاد أو فيروز، فاخترتِ الأخير، وحسناً فعلتِ، ففيروز اسمُ حجرٍ كريم يسكنُ أعالي الجبال. أما الولادة الثالثة، فكانت باكتمال عقد الكوكبة الرحبانية بوجودكِ أنت، أجل، فأنتِ روح الرحابنة الذي تجسد مع عاصي ومنصور إلى أغنيات ومسرحيات ولوحاتٍ طافت أرجاء العالم منذ خمسينيات القرن العشرين وحتى عام 2010. هل تعرفين أن صوتكِ في كل عقد من هذه العقود، له طعم وروح فريدة، بل وهوية حسية خاصة. دعينا نذكرك بمسرحية "بياع الخواتم" التي جسدتِ فيها شخصية "ريما" بجوار الراحل نصري شمس الدين وتحت قيادة المخرج المبدع صبري الشريف وقدمت العروض في مهرجان الأرز عام 1964، في تلك المسرحية غنيتِ أغنية "تعا ولا تجي"، لا شك أن صوتك المتدفق في طبيعته كان محرجاً للطبيعة، لكل صوت محسوب على الطبيعة، من الطيور حتى الأمواج والشلالات. كان صوتكِ إبحارا جماليا لا يتوقف حتى اليوم. ومع ذلك عندما نصغي لأغنية "لا تجي اليوم" في مسرحية "ناطورة المفاتيح 1972" التي جسدتِ فيها الشخصية الباهرة "زاد الخير"، كان صوتك في هذه الأغنية هو نفسه الصوت الذي نظن أنه وهب للصباح اسماً آخر هو فيروز، ففي عقد السبعينيات حيث انتشر التلفاز والإذاعات صار صوتك منذ ذلك العقد قهوة صباحاتنا وسكّرِه؛ بلوغاً إلى ألبومك الأخير "في أمل" بأغنياته الدافئة، من افتتاحيته الطربية "قل قايل عن حبي حبك مش حلو" مروراً ب"قصة زغيري كتير" و"كل ما الحكي" و"كبيرة المزحة هاي" و"الله كبير" و"الأرض لكم" و"ما شاورت حالي"، واعذرينا لو عددنا لكِ كل أغنيات هذا الألبوم، لأنه أولاً، آخر ما أصدرتِ من أعمال غنائية في العام 2010 عندما استقبلنا هذه المجموعة ببهجة عارمة "فيروز تعود من جديد". وأيضاً لأن المجموعة هذه صدرت قبل ما سوف يتحول إلى خريف الخراب العربي الذي زاد من أحزانك وأحزاننا ودفعك إلى تأجيل بث أغنيات جديدة، نظن أن الأذن العربية اليوم في أمس الحاجة إليها، وإلى هذه الهمسة الفيروزية الحانية. لذا، إذا كان لنا من أمنية ونحن نوقد شموع عمرك المديد، هو في أن تطلقي طيور أغنياتك من جديد. فيروز.. أغصان حياتنا تنتظر ربيع صوتك البديع.
مشاركة :