الإدارة الفنية الحازمة من أهم شروط النجاح لأي مدرب في العالم مع أي فريق، ويسبق نجاح أي خطط فنية داخل الملعب، وهو ما بدأ بتطبيقه فعلياً المدرب الإيطالي للنصر فابيو كانافارو، بعد تسلمه مهام تدريب الفريق قبل نحو شهر، عندما لاحظ انخفاضاً قوياً في لياقة اللاعبين وجهدهم البدني خلال التدريبات المعدودة، التي قادها مع الفريق، أو في مباراة الفيصلي الوحيدة في الدوري، والأولى التي أشرف على الفريق خلالها رسميا أو ضمن متابعته لمباريات الفريق السابقة في الدوري وكأس ولي العهد هذا الموسم. رفع مستويات اللياقة للاعبي النصر، مع فرض التدريبات الصباحية والمسائية، وتقليص حجم الإجازات بين المباريات، ومحاسبة اللاعبين المقصرين، المتأخرين أو المتغيبين عن تدريب الفريق، كانت عناوين واضحة لعمل كانافارو حتى الآن، في فترته القصيرة الحالية مع النصر، وهو ما خفف الحمل كثيرا على إدارة النادي في متابعة اللاعبين، ومحاسبتهم في الانتظام والتفاعل مع التحضيرات، التي تسبق المباريات، خصوصا وأن إدارة النصر كانت نفسها في مرمى الاتهام قبل بداية الموسم، عندما بَارَكْت قرار المدرب السابق الأوروغوياني داسيلفا، بتأخير انطلاقة تجهيزات الفريق للموسم الجديد، وهو ما دفع الفريق ثمنه غالياً بخسارة كأس "السوبر"، ثم كأس ولي العهد، مع البداية الهزيلة في الدوري لحامل اللقب في الموسمين الماضيين. المدرج النصراوي أبدى ارتياحاً تجاه تعامل الجهاز الفني الجديد مع اللاعبين، وحرصه على تكريس مبدأ الانضباط والمشاركة للاعب الأكثر انتظاماً وجاهزية في المباريات، من دون النظر لنجومية اللاعب وعطائه السابق، وهو الأمر الذي سيقود الفريق للعودة إلى مستوياته المعهودة، ونتائجه اللافتة في الموسمين الماضيين، وسيشعل فتيل التنافس بين اللاعبين، خصوصاً وعين المدرب الإيطالي تتابع عطاء اللاعبين ومستوياتهم في الدرجات السنية، ثم إشراكهم في تدريبات الفريق الأول، لايجاد بيئة تنافسية مع بقية لاعبي الصف الأول، وتوجيه رسالة غير مباشرة للاعبين بأن البقاء والمشاركة في المباريات مستقبلاً للاعب الأفضل والأجهز، في حال انخفاض مستوى اللاعب الأساسي ولم يقدم مايشفع له بالبقاء.
مشاركة :