قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جون كيربي اليوم الخميس إنه جرى التأكد من هوية زعيم تنظيم داعش القتيل عبدالله قرداش من خلال الحمض النووي وبصماته، لافتا إلى أن هناك "دلائل قوية" على أن تنظيم داعش وليس القوات الأميركية هو المسؤول عن سقوط قتلى مدنيين في غارة أميركية في سوريا أودت بحياة زعيم التنظيم هناك. "مستعدون لمراجعة العملية" إلى هذا، أوضح للصحفيين في مؤتمر صحفي دوري إن الولايات المتحدة مستعدة لمراجعة العملية للتأكد من أنها لم تتسبب في مقتل أي مدنيين. كان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن قد أكد أن بلاده وجهت "ضربة قاسية لتنظيم داعش بقتل زعيمه عبدالله قرداش". وقال أوستن في بيان الخميس: "نفذنا العملية ضد زعيم داعش بهذه الطريقة لتفادي سقوط مدنيين". كما شدد على أن "القتال ضد داعش سيستمر لأن أفكار التنظيم باقية"، لافتاً إلى أن "خطر داعش ما زال مستمراً رغم أن التنظيم أصبح ضعيفاً". "تهديد إرهابي كبير" وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن بلاده "أزالت تهديداً إرهابياً كبيراً" بمقتل زعيم "داعش" أبو ابراهيم الهاشمي القرشي الذي فجّر نفسه خلال عملية إنزال نفذتها وحدة كوماندوس أميركية فجر الخميس على منزل في سوريا كان يقيم فيه مع عائلته. وقال بايدن في خطاب متلفز من البيت الأبيض الخميس إن الولايات المتحدة "أزالت تهديداً إرهابياً كبيراً في العالم" بهذه العملية التي نفذتها وحدة من القوات الخاصة الأميركية في بلدة أطمة بمنطقة إدلب في شمال غربي سوريا وشكلت أكبر انتكاسة للتنظيم الإرهابي منذ مقتل زعيمه السابق أبو بكر البغدادي في 27 أكتوبر 2019 في عملية أميركية مماثلة في منطقة إدلب أيضاً. كما أضاف أنه "بينما كان جنودنا يتقدمون للقبض عليه، اختار الإرهابي، في عمل جبان يائس أخير، ومن دون أي مراعاة لأرواح أسرته أو الآخرين في المبنى، تفجير نفسه... عوضاً عن مواجهة العدالة على الجرائم التي ارتكبها"، لافتاً إلى أن القرشي، بتفجير نفسه "أخذ معه العديد من أفراد عائلته مثلما فعل سلفه". كذلك شدد على أن مقتل القرشي يوجه رسالة قوية إلى قادة التنظيمات الإرهابية حول العالم مفادها "سوف نلاحقكم ونجدكم". تجنب سقوط مدنيين وتابع بايدن: "أحاول حماية الشعب الأميركي من التهديدات الإرهابية، وسأتخذ إجراءات حاسمة لحماية هذا البلد"، متعهداً أن تظل القوات الأميركية "يقظة" ومستعدة. كما أكد أن قرار إرسال وحدة كوماندوس لتنفيذ العملية ضد زعيم التنظيم الإرهابي عوضاً عن تصفيته بواسطة غارة جوية مرده إلى أن واشنطن أرادت تجنب سقوط ضحايا مدنيين. وقال: "لعلمنا أن هذا الإرهابي اختار أن يحيط نفسه بعائلات، بينها أطفال، اتخذنا خيار تنفيذ غارة للقوات الخاصة مع كل ما لها من مخاطر أكبر بكثير على عناصرنا، بدلاً من استهدافه بضربة جوية"، مضيفاً: "لقد اتخذنا هذا الخيار لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين". بسبب أعمال داعش من جانبه صرح مسؤول كبير لوكالة فرانس برس أن جميع القتلى الذين سقطوا خلال الغارة قضوا "بسبب أعمال إرهابيي تنظيم داعش" وليس بنيران القوات الأميركية. ولم يصب أي عنصر أميركي في الغارة، لكن إحدى المروحيات التي شاركت في العملية واجهت مشكلة فنية مما استدعى تدميرها في مكانها.
مشاركة :