أعلنت عملاقة النفط والغاز "شل" أنها مستعدة للتدخل في حال تعطلت إمدادات الغاز بسبب العقوبات ضد روسيا أو أي سبب آخر، وذلك للحفاظ على إمدادات الغاز إلى أوروبا، حسبما صرح بن فان بيردن الرئيس التنفيذي للشركة. ووفقا لوكالة "بلومبيرج" للأنباء، قال بيردن "إن الشركة ستكون قادرة على المساعدة من خلال تشغيل أصولها في أوروبا على أكمل وجه ممكن، وتحويل شحنات الغاز الطبيعي المسال إلى القارة مثلما فعلت العام الماضي". وأشار بيردن إلى أن زيادة الإنتاج من حقل غاز جرونينجن التابع للشركة في هولندا لم يعد يهم بعد الآن، وستأتي قرارات الإنتاج من الحكومة الهولندية. وكانت الحكومة الهولندية أعلنت في وقت سابق من هذا العام أنها ستزيد إنتاج الغاز من حقل جرونينجن المثير للجدل، وتم ربط المشروع بزلازل وقعت في المقاطعة التي تحمل الاسم نفسه. وفي سياق متصل، تخطط عملاقة النفط والغاز "شل" لإنفاق مليارات الدولارات على برنامج لإعادة شراء الأسهم، وذلك بعد تعاف قوي لأعمالها العام الماضي. وأعلنت الشركة أمس صافي أرباح بلغ 11.5 مليار دولار، 1.5 دولار للسهم الواحد، في الربع الأخير من 2021، مقابل خسائر بلغ صافيها أربعة مليارات دولار، أي 0.52 دولار للسهم، في الربع نفسه من العام السابق. وسجلت مجموعة شل أرباحا طائلة العام الماضي، وفق أرقام كشفها عملاق الطاقة أمس، في وقت ارتفعت فيه أسعار النفط والغاز مدفوعة بانتعاش الطلب وإلغاء تدابير إغلاق مرتبطة بالجائحة. وبلغ صافي أرباح الشركة 20.1 مليار دولار في أعقاب تسجيل خسارة بلغت 21.7 مليار دولار بعد اقتطاع الضرائب في 2020، وفق بيان لـ"شل" أمس. وقال بن فان بوردن الرئيس التنفيذي للمجموعة "إن 2021 كان عاما بالغ الأهمية لشل"، لافتا إلى أن المجموعة بسطت اسمها وهيكلها وعرضت خططا لخفض انبعاثات غازات الدفيئة. وأعلنت "شل" أنها تخطط لإطلاق برنامج لإعادة شراء الأسهم بقيمة إجمالية تبلغ 8.5 مليار دولار "7.5 مليار يورو". ومع فرض تدابير إغلاق في أنحاء العالم في 2020، انهارت أسعار النفط بدرجة كبيرة بل إلى ما دون الصفر لفترة وجيزة. غير أن الأسعار عاودت الارتفاع ويتم التداول بنفط برنت بحر الشمال المرجعي عند نحو 90 دولارا للبرميل. كما سجلت أسعار الغاز والكهرباء ارتفاعا في العام الماضي، ما عزز مداخيل كبرى شركات الطاقة، لكن أرخى بثقله على تكاليف الشركات والقوة الشرائية للفرد. العام الماضي أيضا أيد المساهمون خطة لنقل مقر الشركة العملاقة من هولندا إلى بريطانيا بعد قرن من تمركزها هناك، وحذف "رويال داتش" من اسمها. وهذا يعني نقل مقرها الضريبي إلى بريطانيا، ونقل كبار مديريها ومنهم بوردن إلى لندن، غير أن "شل" تخطط لإبقاء 8500 موظف في هولندا. وارتفعت عائدات "شل" 45 في المائة وصولا إلى 261.5 مليار العام الماضي، وفق المجموعة، وتعزز الأسعار المرتفعة بدرجة كبيرة مداخيل الدول المنتجة للنفط. وأعلن تحالف "أوبك +" الذي تنضوي فيه 23 دولة بقيادة السعودية وروسيا، الأربعاء زيادة طفيفة في الإنتاج. وسترفع تلك الدول الإنتاج بواقع 400 ألف برميل في اليوم في آذار (مارس)، وهي الكمية نفسها كما في الأشهر السابقة.
مشاركة :