جدد سواق سيارات الأجرة والنقل المشترك، في سوق المحرق، شكواهم المتعلقة بتحول القطاع إلى«سوق سوداء، وذلك بعد دخول الآسيويين على خط المنافسة غير القانونية»، على حد تعبيرهم. وخلال لقائهم مع «الوسط»، أكد السواق البحرينيون، دراية أفراد شرطة المرور بالشكوى والمخالفات، حتى قال السواق: «كل التجاوزات تحصل على مرأى ومسمع شرطة المرور، لكن كل ذلك لم يدفعها بعد لمخالفة المتجاوزين»، وتساءلوا عن السبب وراء عدم حلحلة المشاكل حتى بعد التوجيهات الأخيرة لسمو رئيس الوزراء، لحظة زيارته للمحرق. المعاينة المباشرة، ثبتت شكاوى السواق، تحديداً حين استوقفت «الوسط» أحد الآسيويين المتواجدين بالقرب من قهوة الريان، لسؤاله عما إذا كان قادراً على إيصالنا للمنامة، فكان الجواب «نعم، وبـ 1.5 دينار»، مؤكداً تواجده في نفس المكان وبشكل يومي، في مخالفة صريحة للقانون البحريني الذي يقصر العمل في قطاع سيارات الأجرة على البحرينيين. المواطن مرزم، بدأ مسلسل الشكاوى، فقال: «قبل شهر رمضان الفائت، ونتيجة لتردي أحوال المهنة؛ بعت رقم التاكسي الذي ظل منذ العام 1962 مصدر رزقي ورزق عائلتي، قبل أن يصبح عاجزاً عن توفير قيمة البترول لمشاويري اليومية، ولا تتجاوز 3 دنانير»، مرجعاً ذلك لمنافسة الآسيويين التي تستعين بالسيارات الخاصة وسيارات الإيجار في عملية منظمة. ورداً على سؤال عن فارق السعر بين البحريني والآسيوي، قال مرزم: «الفرق موجود، لكننا كبحرينيين لا نستطيع مجاراة الآسيويين في ذلك، والسبب يعود لالتزامنا بعداد السيارة وللتكاليف المفروضة علينا بما في ذلك فحص النظر السنوي، وتسجيل السيارة». أما المواطن عباس، والذي اضطر هو الآخر لبيع رقم التاكسي الخاص به بعد عمل امتد لـ 35 سنة، فبدأ حديثه بالتساؤل «إذا كان التاكسي عاجزا عن توفير دينار واحد لي يومياً، فلماذا أبقيه؟»، قبل أن يضيف «جميع الجهات المعنية على دراية بمعاناتنا، بما في ذلك الإدارة العامة للمرور، ورغم ذلك، لا وجود لمن يمنع الآسيويين من مواصلة مضايقتهم لنا». وبحسب شكاوى السواق، فإن الآسيويين، يتواجدون بصورة يومية وتبلغ ذروة تواجدهم في الفترة المسائية وخاصةً بعد الساعة 7:30 مساءً، متوزعين في أماكن مختلفة في المحرق، بما في ذلك مطار البحرين الدولي. وتطرق السواق، لمشاكل وليدة للمشكلة الأم المتفاقمة خلال السنوات الأخيرة، وتتمثل في أزمة مواقف السيارات، وتكرار حوادث سرقة الزبائن في سيارات الآسيويين، وتعرضهم لمشاكل ومخاطر الحوادث؛ بسبب غياب التأمين، خلافاً لما هو الحال مع سيارات الأجرة القانونية. بدوره، قال المواطن محمد بوحسين: «ذات مرة تحدثت مع شرطي المرور، فسألته مازحاً، إن كان بإمكاني العمل بسيارتي الخاصة كسائق تاكسي، فكان جوابه بالمنع القانوني، لكنني حين أشرت لسيارات الآسيويين المتواجدة في السوق، ضحك وغادر». قريباً من منطقة سيارات الأجرة، يستريح أصحاب سيارات النقل المشترك، في المكان المخصص لهم، والموعود من قبل وزارة المواصلات والاتصالات، بالتطوير وإنشاء غرفة خاصة. هناك كانت البداية مع المواطن يوسف جابر، والذي قال: «مساء أمس الأول (الأربعاء)، تواجد الآسيويون كعادتهم وسط سوق المحرق، تماماً كما لو كانت الأجواء احتفالية، وسط غياب أية جهة معنية بتنفيذ القانون»، مضيفاً «ينازعنا الآسيويون على زبائننا، بلا أية خشية». من جانبه، قال المواطن عبدالنبي إبراهيم: «5 مرات، لجأنا فيها لمركز شرطة المحرق، وقدمنا من خلالها الشكاوى، إلا أن الرد يأتي ليعقد من الحل، حيث اشتراط ضبط الآسيوي متلبساً، وتقديم شكوى من قبل الزبون»، وتساءل «ألا يكفي ارتكاب التجاوزات جهاراً نهارا، وعلى المكشوف؟». عطفاً على ذلك، أكد إبراهيم أن المشكلة تركت تداعيات وخيمة على سواق سيارات الأجرة والنقل المشترك، وأوضح ذلك بالقول «لا أبالغ، حين أقول إن 90 في المئة من إيرادات المهنة، تبخرت، بعد أن أضحت لقمة سائغة في فم الأجنبي». وبدأ السواق، الذين انتهى بهم النهار دون عمل، في حصد تواقيع عريضة احتجاجية، من المقرر من خلالها نقل المعاناة لمحافظ المحرق سلمان بن هندي، مصحوباً بتأكيدات السواق على «ضرورة وضع حد لكل ما يحصل، وتفادي ما لا يحمد عقباه»، وختم المواطن أحمد المرباطي بالقول «طفح الكيل، ولا بد من علاج مواضع الخلل».
مشاركة :