تشهد موريتانيا انتشارا واسعا للمنصات الرقمية العاملة في مجال الاعلام والتي تتخذ من وسائل التواصل الاجتماعي طريقا للوصول إلى الجمهور الموريتاني الباحث عن مضمون ما تنتجه هذه المنصات. غير أن الطفرة في عدد هذه المنصات وسهولة إطلاقها ولد مخاوف من أن تلحق الضرر بمهنة الإعلام في موريتانيا نظرا لعدم امتلاك العاملين بها للمهرات الصحفية المطلوبة لممارسة مهنة الصحافة. واكب محمد شي، صاحب أول منصة رقمية في موريتانيا، الإرهاصات الأولى للتحول الكبير الذي شهدته البلاد في مجال النشر عبر منصات التواصل الاجتماعي، قبل الطفرة الحالية في عدد المنصات الرقمية العاملة في مجال صناعة المحتوى. وولدت المنصات الرقمية في موريتانيا انسيابية في نقل الأخبار وانتشارها والتفاعل معها وحجزت مساحة ثابتة لدى المشاهد الموريتاني، لكنها شهد مؤخرا ما يشبه الفوضى، حيث أتاحت شبكات التواصل الاجتماعي للمستخدمين إمكانية إنشاء منصاتهم الخاصة دون أن تكون لديهم خبرات بمبادئ وأخلاقيات العمل الصحفي. مشهد تزاحم عدسات الهواتف الذكية مع الكاميرات التليفزيونية يعكس الحضور الكبير للمنصات الرقمية في المشهد الإعلامى الموريتاني في ظلّ الحاجة إلى وجود مؤسسات صحفية قادرة على القيام بدورها، بطريقة مبتكرة وغير تقليدية تضمن اشراك الجمهور من خلال التفاعل مع المحتوى الذي تقدمه. وأمام عجز وسائل الإعلام التقليدية عن تقديم محتوى إعلامي مناسب تنامى دور المنصات الرقمية كبديل للمشاهد الموريتاني، الباحث عن مساحة أكبر من التفاعل مع قضاياه المختلفة .
مشاركة :