أبدى عدد من أعضاء البرلمان الليبي تخوفهم من إقدام المجلس على تشكيل حكومة جديدة، خلال الأيام المقبلة، دون الاتفاق على «خريطة طريق» واضحة، وإجراء مزيد من التشاور من الأطراف السياسية، وهو ما يهدد بعودة الانقسام الحكومي. ودعا النائب الأول لرئيس مجلس النواب الليبي، فوزي النويري، أعضاء البرلمان المتواجدين بالعاصمة طرابلس للاجتماع الأحد المقبل لتنسيق الجهود بشأن الاستحقاقات الوطنية المقبلة، وخلق حالة من التوافق حول «خريطة طريق» تكون وسيلة لإنقاذ ليبيا. وتسلم مجلس النواب الليبي أوراق عدد من المرشحين لرئاسة الحكومة الجديدة بعد استيفاء الشروط، ومن المقرر الاستماع لبرامجهم ورؤيتهم لإنجاز الانتخابات في أقرب وقت ممكن، لإنهاء المراحل الانتقالية التي تعيشها البلاد منذ فترة طويلة. بدوره، أكد المحلل السياسي الليبي أحمد المهدوي أن البرلمان لم يضع أي ضمانات تلزم أي حكومة جديدة بـ«خريطة طريق» واضحة لإجراء الانتخابات وفق جدول زمني، مشيراً لعدم وجود ضمانات سوى التفاهمات التي جرت بين الأطراف المحلية المؤثرة خلال الفترة الماضية، لافتاً إلى أن حكومة الوحدة الوطنية باتت معرقلة لإجراء الانتخابات الليبية. وأوضح «المهدوي»، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن رفض حكومة الوحدة الوطنية تسليم السلطة يعني وجود حكومتين في ليبيا، مؤكداً أن الحكومة الجديدة، حال تشكيلها، ستسعى للحصول على اعتراف المجتمع الدولي بشرعيتها، لافتاً إلى أنه في حالة فوز شخصية ليبية لديها حضور سياسي وعسكري برئاسة الحكومة سيتمكن من فرض حكومته على الأطراف الدولية. وعن معارضة المجلس الأعلى للدولة لخطة مجلس النواب الليبي بشأن تشكيل حكومة جديدة، أشار المحلل السياسي إلى أن مجلس الدولة لا يعارض تغيير السلطة التنفيذية، لكنه يتحفظ على تجزئة المسارات التي تم التوافق عليها مع البرلمان خلال اجتماعات المغرب ويتطلع لتنفيذها في وقت واحد. وأوضح النائب الأول لرئيس الحكومة الليبية حسين القطراني أن يترقب تعاطي الأطراف الداخلية مع المبادرة التي طرحها مؤخراً لتحقيق التوافق بين الأطراف، مشيراً لوجود دعم إقليمي ودولي للمبادرة التي طرحها لنزع فتيل الأزمة. وأكد القطراني، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام ليبية، أن الخلاف ليس كبيراً بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وأنها بعيدة عن تمسك أي طرف بالسلطة، لافتاً إلى أن حكومة الوحدة لا بد أن تتشاور مع البرلمان الليبي بصفته السلطة التشريعية، مضيفاً: «تغيير الحكومة أو ترك مناصبنا لا يهم، لكن يجب أولاً الاتفاق على خريطة طريق واضحة المعالم والتوقيت». وفي بنغازي، بحثت المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا ستيفاني ويليامز مع أعضاء ملتقى الحوار السياسي المتواجدين بالمنطقة الشرقية وضع الملتقى والمتغيرات الحالية، مشيرة إلى أن أعضاء ملتقى الحوار السياسي طرحوا وجهات نظر متعددة حول سبل المضي قدماً، وذلك وفقاً لما أعلنته البعثة الأممية لدى ليبيا عبر حسابها على «تويتر». وفي هذه الأثناء، عاد المشير خليفة بلقاسم حفتر إلى ممارسة مهامه كقائد عام للجيش الوطني الليبي، بعد قطع إجازته التي بدأها في سبتمبر الماضي للترشح للانتخابات الرئاسية التي تعثر تنظيمها في 24 ديسمبر الماضي، ومن المتوقع أن يعقد حفتر اجتماعاً موسعاً مع قادة الجيش لمناقشة آخر التطورات العسكرية، خصوصاً الأوضاع في الجنوب الليبي، وملاحقة عناصر تنظيم «داعش»، حسبما أكد مصدر عسكري مسؤول في مكتب قائد الجيش الليبي لـ«الاتحاد». إلى ذلك، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا توقف التصدير بشكلٍ مؤقت من ستة موانئ على الساحل الليبي بسبب موجة الطقس السيئ، موضحاً أن الموانئ التي جرى إيقاف عمليات التصدير منها هي «موانئ البريقة والزويتينة ورأس لانوف والزاوية ومليتة والسدرة».
مشاركة :