برامج شركات التجسس الإسرائيلية تسرح وتمرح في هواتف أيفون

  • 2/4/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

باتت برامج شركات التجسّس الإسرائيلية، مشهورة أو مجهولة، تسرح وتمرح في هواتف أيفون، وتعتمد أساليب متشابهة في أكثر من بلد بما في ذلك إسرائيل نفسها. وقالت خمسة مصادر مطلعة إن شركة إسرائيلية استغلت ثغرة في برمجيات شركة أبل في الوقت ذاته الذي استطاعت فيه مجموعة إن.إس.أو الإسرائيلية للاستخبارات الإلكترونية اختراق هواتف أيفون في 2021. وقالت المصادر إن شركة كوا دريم، وهي شركة أصغر حجما وأقل شهرة، تعمل في مجال تطوير أدوات اختراق الهواتف الذكية المخصصة لعملاء من الحكومات. واكتسبت الشركتان المتنافستان في العام الماضي القدرة على اختراق هواتف أيفون عن بُعد وفقا لما قالته المصادر الخمسة وهو ما يعني أن بإمكان الشركتين تعريض هواتف شركة أبل إلى الخطر دون أن يفتح أصحابها روابط خبيثة. الاتهامات الموجهة إلى شركات التجسس لم تقف عند دول خارجية وشخصيات سياسية بارزة، فقد نشطت أنشطة التجسس بصفة أكبر في إسرائيل وقال خبير إن استخدام شركتين لأسلوب واحد متطور يعرف باسم “زيرو كليك” يثبت أن الهواتف أكثر ضعفا أمام أدوات التجسس الرقمي الفعالة مما تعترف به صناعة الهواتف. وقال ديف آيتل الشريك في شركة كورديسيبس سيستمز المتخصصة في الأمن السيبراني “الناس يريدون الاعتقاد بأنهم آمنون وشركات الهواتف تريد منك الاعتقاد بأنها مأمونة. وما أدركناه هو أنها ليست كذلك”. ويعتقد خبراء يعكفون على تحليل اختراقات مجموعة إن.إس.أو وشركة كوا دريم منذ العام الماضي أن الشركتين استخدمتا أساليب برمجية متشابهة جدا تعرف باسم “فورسد إنتري” في اختراق هواتف أيفون. وقالت ثلاثة من المصادر إن المحللين أبدوا اعتقادهم أن أساليب الشركتين في الاختراق متشابهة لأنهما استغلتا ثغرات معيّنة في منصة التراسل الفوري الخاصة بشركة أبل واستخدمتا أسلوبيْن متشابهيْن في زرع برمجيات خبيثة في الأجهزة المستهدفة. وامتنع متحدث باسم أبل عن التعليق على كوا دريم أو قول ما إذا كانت الشركة تنوي اتّخاذ أيّ خطوات فيما يتعلق بهذه الشركة. وقال مصدران مطلعان إن التشابه بين أسلوبي الشركتين في الاختراق كان شديدا حتى أن برمجيات التجسس الخاصة بهما أصبحت عديمة الفائدة عندما أصلحت أبل الثغرات في سبتمبر 2021. وقالت متحدثة باسم إن.إس.أو إن الشركة “لم تتعاون” مع كوا دريم لكن “صناعة الاستخبارات السيبرانية تواصل نموها السريع عالميا”. وقد رفعت أبل دعوى على مجموعة إن.إس.أو في نوفمبر الماضي واتهمتها بمخالفة شروط الاستخدام واتفاق الخدمات فيما يخص هواتفها. ولا تزال القضية في مراحلها الأولى. وتقول شركات برمجيات التجسس إنها تبيع تكنولوجيا ذات إمكانيات عالية لمساعدة الحكومات في إحباط الأخطار المحدقة بالأمن الوطني. غير أن منظمات حقوقية وصحافيين أثبتوا مرارا أن هذه البرمجيات تُستخدم في الاعتداء على المجتمع المدني وتقويض المعارضة السياسية والتدخل في الانتخابات. استخدم بشكل غير قانوني وأقر مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) الأربعاء بأنه حاز برنامج تجسس من إنتاج مجموعة إن.إس.أو الإسرائيلية واختبره، لكن وكالة إنفاذ القانون الأميركية قالت إنها لم تستخدمه في أيّ تحقيق. واحتدم الجدل حول شركة المراقبة والاستطلاع، التي تصنع برنامج “بيغاسوس”، بعد الكشف عن إساءة حكومات ووكالات أخرى استخدام أدواتها لاختراق أجهزة أيفون. وتقول إن.إس.أو إن تقنيتها تهدف إلى المساعدة في الإمساك بالإرهابيين والمعتدين على الأطفال جنسيا والمجرمين عتيدي الإجرام. ولم تقف الاتهامات الموجهة إلى شركات التجسس عند دول خارجية وشخصيات سياسية بارزة، فقد نشطت أنشطة التجسس بصفة أكبر في إسرائيل، حيث كشف شريط بثته قناة إخبارية إسرائيلية أن الشرطة قد تكون استخدمت “بيغاسوس” للتجسس على شاهد رئيسي في محاكمة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو. وفي الشريط الذي بثته “القناة 12” المحلية، يسمع رجال شرطة يناقشون التنصت على هاتف شلومو فيلبر الحليف السابق لنتنياهو الذي أصبح شاهد دولة أو “شاهدا ملكا”. ويقول ضابط شرطة “يبدو الأمر غير قانوني”. من جهته، أقر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومر بارليف للمرة الأولى بأن الشرطة الإسرائيلية استخدمت “بشكل غير قانوني” برنامج “بيغاسوس” للتجسس على مواطنين. وفي مقابلة مع صحيفة “يديعوت أحرنوت” ستنشرها كاملة في ملحق السبت، تحدث بارليف عمّا يحدث في الوحدة التكنولوجية التابعة للشرطة فيما يتعلق باستخدام بعض البرامج الخبيثة، وبينها “بيغاسوس”. وبَّين أن هذه القدرات “تتضمن البحث في المراسلات وعرض الصور وقراءة أيّ مواد أخرى متراكمة على الهاتف”.

مشاركة :