الحيوانات الضالة «تسرح وتمرح» في المناطق الجديدة

  • 8/25/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

إيليا القيصر| مع زيادة الرقعة السكانية وانتشار المدن الجديدة على الأطراف، وبالقرب من البر، زادت ظاهرة انتشار الكلاب والحيوانات الضالة، لا سيما في المناطق التي تحيط بعض جوانبها الصحراء. وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها الجهات المختصة في الدولة، فإن الكثيرين يعتبرونها تحركات خجولة وليست بقدر المشكلة. من جهتهم، يعتبر المسؤولون المواطن والمقيم شريكين رئيسيين في مكافحة الحيوانات الضالة، والحد من انتشارها، مؤكدين أن سلوكيات البعض واعتيادهم على إلقاء بقايا الطعام أمام المنزل، لإطعام القطط والكلاب والضالة تسهم في زيادة أعدادها واستيطانها هذا المكان الذي يوفر لها الأكل والمأوى، وبالتالي تقوض الجهود المبذولة لمكافحتها. القبس استمعت إلى آراء المواطنين والمقيمين مقابل رأي المسؤولين؛ للوقوف على أسباب انتشار هذه الظاهرة وسلبياتها وتداعياتها وطرق علاجها.   في البداية، أكد المواطن مشاري العنزي أن كثيرا من المناطق الحديثة والمدن الجديدة، لا سيما تلك التي تقترب من المناطق البرية تعاني من ظاهرة انتشار الكلاب الضالة التي تتعايش وتتجول وسط شوارعها الداخلية وفي الساحات الترابية، مشيرا إلى أن الخطورة تكمن في بعض الكلاب المسعورة التي تهدد المارة جراء مهاجمتهم وإصابتهم بجروح جسيمة. وحذّر من أن بعض هذه الحيوانات الضالة كالكلاب والقطط قد تتسبّب في نقل الأوبئة والأمراض من مكان لآخر، لا سيما أن أخطر الأوبئة انتشرت بواسطة الحيوانات والطيور مثل أنفلونزا الخنازير وأنفلونزا الطيور وغيرهما من الأوبئة الخطيرة التي يصعب احتواؤها بسهولة، مستغربا تجاهل المسؤولين هذه الظاهرة الخطيرة وعدم النظر إليها بعين الاهتمام. وقال: تعودنا معالجة القضايا بعد حدوث الكارثة! عصا للتخويف بدوره، أكد محمد المطر كلام سابقه، مشيرا إلى أنه يخشى أحيانا الذهاب إلى المسجد لأداء صلاة الفجر بسبب الكلاب الضالة التي تتجمّع غالبا في مجموعات، تصل إلى 10 كلاب، لافتا إلى أنه تعود أن يمسك عصا في يده خلال ذهابه للمسجد تحسّبا لهجوم الكلاب الضالة أو لتخويفها. وحمل المطر وزارة الداخلية والهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية مسؤولية التصدي لهذه الظاهرة وحماية المواطنين والمقيمين من الكلاب الضالة التي انتشرت بكثرة خلال الآونة الأخيرة، بسبب إهمال أجهزة الدولة المعنية بالقيام بواجبها. تجربة مريرية وتناول فهد الفهد أطراف الحديث، قائلاً: «لي تجربة مريرة مع الكلاب الضالة، حيث لي ابنة لا تتجاوز الـ 6 سنوات أصيبت بمرض السكر، وقد فوجئنا بذلك بعد إجراء التحاليل، وعندما سألنا الطبيب: هل المرض وراثة في العائلة؟ قلنا: لا. فسألنا عما إذا تعرضت لصدمة او خوف شديد قبل فترة، فتذكرنا أنها ذهبت مساء يوم برفقة الخادمة إلى الجمعية وتعرضتا لمهاجمة بعض الكلاب الضالة وفزعتا جدا من نباحها الشديد». واضاف: «أكد الطبيب ان هذه الصدمة هي السبب في إصابتها بالسكر»، مشيرا إلى ان مثل تلك المواقف المخيفة قد تتسبب في هبوط الدورة الدموية او الوفاة. نبش القمامة من جانبها، ذكرت أم علي، التي التقيناها في ممشى منطقة تيماء، انها عادة لا تذهب إلى ممارسة رياضة المشي بمفردها خوفا من الكلاب الضالة المنتشرة في المنطقة وتفضل اصطحاب صديقاتها لتشعر ببعض الأمان، لافتة إلى ان خادمتها تعرضت أكثر من مرة لهجوم الكلاب الضالة التي تتجمع غالبا حول حاويات القمامة بحثا عن الطعام. واشارت إلى ان هذه الحيوانات تنبش أكياس القمامة وتنشرها في الشارع في مظهر غير حضاري، مؤكدة أنها تسبب إزعاجا كبيرا لأهالي المنطقة، لا سيما مع نباحها المستمر طوال فترة الليل، مما يثير ذعر الأطفال ويؤثر على نومهم. وناشدت المسؤولين بضرورة التحرك لتخليصهم من هذه الحيوانات التي تعكر صفو حياتهم. التسبب في حادث أما منير رفعت الذي يعمل سائق سيكل لتوصيل الطلبات في احد المطاعم، فروى انه تعرض اكثر من مرة لهجوم مجموعات من الكلاب الضالة خلال توصيله الطلبات خلال فترة المساء، حيث تبدأ الكلاب في النباح ومطاردة السيكل، لا سيما عندما احمل طعاما، مؤكدا انه كاد أن يتعرض اكثر من مرة لحادث بسبب هذه الكلاب التي تصيبه بالذعر.   «الزراعة»: المكافحة مسؤولية مشتركة أكد مدير إدارة الصحة الحيوانية في الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية د. عبدالرحمن الكندري، أن مكافحة انتشار الحيوانات الضالة ليست منوطة بجهة او مؤسسة واحدة، وانما هي مسؤولية مشتركة بين جهات الدولة المعنية والمواطنين والمقيمين انفسهم. وأشار الكندري لـ القبس إلى ان بعض السلوكيات قد تتسبب في ازدياد الظاهرة وتقوض أي جهود تقوم بها الجهات المختصة، موضحا أن الحيوانات الضالة تبحث بطبيعتها عن الأكل والمأوى وفي حال توافرهما سوف تستقر وتتكاثر في المكان. ورأى أنه هنا تكمن المشكلة، لان بعض المواطنين والمقيمين يلقون ببقايا الطعام امام منازلهم لإطعام القطط والكلاب الضالة كنوع من انواع الرحمة والرفق بالحيوان، مما يتسبب في اجتذابها وزيادة أعدادها في المكان. ولفت الكندري إلى العديد من التوصيات العالمية الخاصة بمكافحة الحيوانات الضالة في عدة دول شددت على ان أنجع طرق المكافحة عن طريق غياب الطعام والمأوى، وبالتالي هجرة الحيوان لهذا المكان بحثا عن الطعام، مناشدا المواطنين والمقيمين عدم تقديم الطعام للحيوانات الضالة او الاقتراب منها لجهلهم بالأمراض التي قد تحملها. إغلاق الحاويات ونبّه إلى ضورة إغلاق حاويات وصناديق القمامة أمام المنازل وعدم وضع أكياس القمامة خارجها، كي لا تجذب الحيوانات الضالة وتعتاد على التواجد في المكان، بحثا عن الطعام. وبيّن أن الظاهرة لا تقتصر على الحيوانات فقط، بل انتشار كميات كبيرة من الحمام السائب وسط المدن وفي الميادين بسبب توفير الطعام والماء في هذه الأماكن، مما يؤدي إلى زيادة أعدادها بصورة سريعة، مؤكدا أنها عرضة لنقل الأمراض والأوبئة، لا سيما أنها لا تخضع إلى أي رعاية صحية أو تحصينات، داعيا المواطنين إلى عدم توفير الطعام لها حتى تعود إلى البر وبيئتها الطبيعية. «الصحة الحيوانية»: احذروا «السعار» حذّر رئيس قسم الوبائيات والأمراض المشتركة في إدارة الصحة الحيوانية بالهيئة العامة للزراعة د.يوسف الشريدة من التعامل أو الاقتراب من أي حيوان ضال، لتجنّب العدوى ببعض الأمراض وأخطرها «السعار» الذي ينتقل من الحيوان إلى الإنسان بواسطة العقر، لافتا إلى أن الكثير يعتقد أن هذا المرض مقتصر على الكلاب فقط، ولكن «السعار» قد ينتقل من القطط والماشية والخيل والجمال في حال إصابتها بهذا الفيروس الذي قد يظهر بعض العدائية أو سلوكا غير طبيعي. ونبّه إلى أنه إذا تعرّض أي شخص للعقر في موضع قريب من المخ؛ كالذراع أو الرقبة مثلا، تكون الإصابة أسرع والموت خلال فترة قصيرة، بعكس كونها في الرجل أو القدم، مبينا أن الحيوان الحامل للمرض ينفق خلال 12 يوما؛ لذلك فإننا نحجز الحيوان العاقر في وحدة داء الكلب لمدة من أسبوعين إلى 3 أسابيع، للتأكد من خلوه من المرض. إجراءات احترازية وأوضح أنه في حال نفق الحيوان خلال هذه الفترة نبلغ وزارة الصحة بعدما يتم اتخاذ الإجراءات الاحترازية المتعارف عليها. وأضاف الشريدة: إذا تعوّد الحيوان على المهاجمة أو أبدى سلوك عدائية لا بد من إبلاغ الهيئة للتعامل معه والكشف عليه للتأكد من خلوه من أي أمراض معدية أو أوبئة. وذكر أن أغلب الحيوانات الضالة حاملة لأمراض مختلفة نتيجة أنها تقتات من أغذية ملوثة وغير خاضعة لأي رعاية صحية أو تطعيمات، لافتا إلى أن هناك العديد من الأمراض المشتركة بين الحيوان والإنسان والتي تنتقل بسهولة من طرف إلى الآخر. ونصح الشريدة مَن يقتني أي حيوان في المنزل بالحرص على تحصينة «التطعيم» في الأوقات المحددة، وفي حال تعرض أحد للعقر فلا بد من الإبلاغ ومراجعة وزارة الصحة لعمل اللازم والتحفّظ على الكلب العاقر إذا كان معروف الهوية للتأكد من خلوه من الأمراض.   زيادة البلاغات أرجع د.عبد الرحمن الكندري زيادة البلاغات عن الحيوانات الضالة في الفترة الأخيرة إلى زيادة الرقعة العمرانية، مشيرا إلى أن أغلب البلاغات من قاطني المدن الجديدة، لافتا إلى أن بعض هذه البلاغات تشمل وجود عقارب وثعابين وثعالب. حيوانات المنازل شدّد الكندري على أهمية تحصين الحيوانات المنزلية بأنواعها في المواعيد المحددة تجنّبا لإصابتها بأي أمراض، مشيرا إلى أن التطعيمات متوافرة من خلال المستشفيات البيطرية الخاصة، وليس الهيئة العامة للزراعة. شركة خاصة في إطار جهود الهيئة لمكافحة الحيوانات الضالة كشف الكندري عن طرح مناقصة لاعتماد إحدى شركات القطاع الخاص المتخصصة في هذا المجال للعمل مع الهيئة عقب توفير المخصصات المالية اللازمة من قبل وزارة المالية، مما يساهم في السيطرة على انتشار الحيوانات الضالة. لا «سعار» في الكويت أكد د. يوسف الشريدة خلو البلاد من مرض السعار، مشيرا إلى أن الإدارة لم ترصد أي حالة لهذا الفيروس، ولم تسجل أي إصابة حتى الآن. التخلّص بالتسميم كشف الشريدة أن الإدارة تتخلص عادة من الكلاب الضالة حال تسبّبها في مشاكل أو تمثيل خطورة على الإنسان بالتسميم وفقا للفتاوى الشرعية في هذا الأمر، لا سيما أننا في مجتمع محافظ، وكثير من المواطنين لا يرغبون أو يستحسنون وجود الكلاب بالقرب من المنازل أو في الشوارع؛ لذلك لا نعتمد طريقة «الإخصاء»؛ لأنها عملية طويلة الأمد. محجر الخيل كشف الكندري عن الانتهاء من تصميم محجر الخيل البيطري، مشيرا إلى أنه يفتتح للجمهور قريبا وسيوفر العناية الطبية الخاصة بالخيول والتطعيمات الخاصة بها للوقاية من إصابتها بالأمراض.

مشاركة :