فيروز هو الاسم الفني لنهاد وديع حداد، هي مطربة ومغنية وممثلة لبنانية من مواليد 21 نوفمبر 1935، وتعتبر فيروز من الجيل الذهبي للمسرح والموسيقى في لبنان، وقد لاقت من خلال فنها وصوتها المميز رواجا واسعا في الوطن العربي والغربي فهي بمثابة العمود السابع لبعلبك، ويطلق عليها جارة القمر. ولدت عام 1935 في قضاء الشوف بجبل لبنان وهي الطفلة الاولى، حيث نشأت في حارة زقاق البلاط، من العاصمة اللبنانية بيروت في حي قديم، والدها كان يعمل في مطبعة الجريدة اللبنانية (الوريون لوجور) أما والدتها فقد توفيت 1961. وفي ذات اليوم سجلت أغنية يا جارة الوادي من ألحان موسيقار الاجيال محمد عبدالوهاب وكلمات أحمد شوقي، كان عمرها 45 سنة، وفيروز الفنانة أحبت الغناء منذ صغرها وكان لديها ميول فنية منذ ايام المدرسة وغنت كثيرا ضمن الحفلات المدرسية منذ عام 1947، وقد التقاها محمد فليفل وكان عمرها أربعة عشر عاما وأعجب بصوتها، وكان له الفضل بمشاركتها كمؤدية في كورس الاذاعة، ثم انضمت الى فرقة الاذاعة الوطنية اللبنانية بعد دخولها المعهد بشهور قليلة، وبقيت أربع سنوات في المعهد، وقد نجحت أمام لجنة فحص الأصوات المؤلفة من حليم الرومي ونقولا المنى وخالد أبو النصر، ومسمى فيروز جاء من قبل حليم الرومي، وقد لاقت ألحان أغانيها من قبل حليم الرومي صدى واسعا في الاذاعات العربية مثل أغنية (يا حمام يا مروح) واغنية بحبك مهما أشوف منك عام 1952 في بداية الخمسينيات تعرفت فيروز على (الاخوين رحباني) وكانت بداية مشوارها الطويل في التعاون الفني بالمئات من الاغاني والعديد من المسرحيات الغنائية حتى وصل عددها إلى 1800 أغنية وثلاثة أفلام وأربعمائة ألبوم لفترة زمنية مدتها ثلاثة عقود، كما أبدعت في الموشحات الاندلسية والمواويل والعتابات، وكانت كثيرة المشاركة في القناتين اللبنانيتين وغنت في مهرجان بعلبك لأول مرة عام 1957، بعدها توالت المهرجانات في دمشق ومسرح البيكا دبلي، كما غنت للحب والاطفال وللحزن وللفرح والوطن، وقد ألفها ولحنها الاخوان رحباني، وتنوعت مواضيعها بين النقد السياسي والاجتماعي وتمجيد الشعب والبطولة والتاريخ، كما تعاونت الفنانة فيروز مع عدد من الملحنين مثل فلمون وهبة، محمد عبدالوهاب، وإلياس الرحباني ومحمد محسن، وزكي ناصيف، ما اكسبها فنيا التاثير الكبير على الشعوب ولقبت بـ(السفيرة إلى النجوم وجارة القمر)، كما غنت ايضا للبنان الوطن والقضية الفلسطينية والعديد من الحفلات في المدن العربية والعالمية، وبمناسبة احد عروضها في المغرب استقبلها الملك (الحسن الثاني) ملك المغرب شخصيا في المطار. وقد منحت كثيرا في المدن التي تغني فيها (مفاتيح المدن) وخلال حفلها الموسيقي في لاس فيجاس عام 1999 أعلن عمدة المدينة رسميا يوم 15 مايو 1999 (يوم فيروز)، وبسبب مرض زوجها عاصي الرحباني وتوقفه عن التلحين واعتزاله العمل الفني، بعد ان رافقها في مسيرتها الفنية الغنائية منذ بدايتها، حيث حدث الانفصال بين الاخوان الرحباني وفيروز بعد مسيرة عمل مشتركة امتدت عقودا. ففي عام 1980 أطلقت فيروز أول ألبوم غنائي بدون الأخوين رحباني، وقد اكملت مسيرتها الفنية مع ابنها زياد الرحباني وأصدرا معا 6 ألبومات كان آخرها (ببالي) في عام 2017، كما شاركت في أعمال فنية وأفلام وثائقية، ونالت وسام الشرف عام 1963، والميدالية الذهبية عام 1975 من ملك الأردن الحسين بن طلال. كما كرمها ايضا الرئيس الفرنسي عندما زار منزلها عام 2020، وهو ما زادها من إعجاب رؤساء فرنسيين آخرين، فقد منحها الرئيس الفرنسي (فرانسوا ميتران) وسام قائد الفنون والاداب عام 1988، وكذلك منحها الرئيس جاك شيراك وسام فارس جوقة الشرف عام 1998، في عام 2015، تحول منزل فيروز الذي نشأت فيه الى متحف، وتنحدر فيروز (من عائلة سريانية ارثوذكسية) فقيرة الحال وهي الطفلة الاولى للعائلة من بين أربع ابناء نهاد – هدى – آمال – جوزيف، وفي مقابلة أجرتها عام 1935، حيث تحتفل كل عام بيوم ميلادها في 21 نوفمبر وكانت منذ طفولتها خجولة، لم تكون صديقات، وهي شديدة التعلق بجدتها، وكانت تقضي العطلة الشتوية عندها لم تكن أسرتها تملك المال الكافي لشراء جهاز راديو، فكانت تجلس الى شباك المنزل لتسمع صوت الراديو حاملا أصوات أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب واسمهان وليلى مراد، وهي تقف في الفناء الخلفي لغسل الاواني وتساعد والدتها في أعمال الصباح لكونها الاكبر سنا، كما كانت تعتني بشقيقاتها هدى وآمال وجوزيف، ولعل أبرز اسهامات والدها هو انه علمها ترديد آيات من القرآن الكريم وفق ما يعرف بالتجويد، وقد بذل محمد فليفل مجهودا كبيرا في إقناع والدها لتشارك كمؤدية في كورس الإذاعة، وكان والدها في البداية رافضا بشدة ان تغني ابنته امام العامة، لكنه وافق لاحقا بعد ان اطمأن الى انها ستشارك في الاغاني الوطنية فقط. وبرفقة اخيها جوزيف، وقد تحمل محمد فليفل نفقات دراستها في المعهد الموسيقي الذي يترأسه (وديع صبرا) ملحن النشيد الوطني اللبناني، الذي رفض تقاضي اي مبلغ من (نهاد) بشدة إعحابه بصوتها، وتذكر فيروز في أحد أحاديثها النادرة تلك الايام فتقول كانت أمنيتي ان اغني في الاذاعة وانني سوف أتقاضى مبلغ 100 ليرة (21 دولارا) في الشهر وكانت فرحتي لا توصف، وبعد دراسة اربع سنوات ونجاحها أمام لجنة فحص الاصوات غنت أغنية (يا ديرتي) لاسمهان ويا زهرة في خيالي لفريد الاطرش، وقد اعجبت اللجنة بصوتها، وفي عام 1950 كان لها أول اغنية في الاذاعة 10 اغنيات (تركت قلبي وطاوعت حبك) ولم يتم تسجيلها آنذاك وهي من كلمات ميشيل عوض والحان حليم الرومي، في ذلك الوقت كانت البرامج تبث مباشرة على الهواء ولا يتم تسجيلها، لم تتوقع فيروز ان تصبح مغنية مستقبلا بل كان حلمها الحقيقي ان تكون معلمة، وقالت في مناسبات عديدة انها لم تتزوج ابدا. وبهذه المناسبة قالت فيروز لعاصي إنها لا يعجبها طريقة اهتمامه بها من بين العديد من الفتيات والتزامها بالاصرار المتشدد لفكرة الزواج، وبعد أيام مرت وبالتحديد في عام 1953 كرر عاصي عرضا سابقا كان قد تقدم به وهو الزواج منها فأجابت هذه المرة بالقبول، وجمعهما الحب والفن سويا وأعلنا زواجهما في يوليو عام 1954، وكان هذا الزواج فاتحة خير عليها وجعل منها اسطورة غناء في الوطن العربي وكذلك في العالم، انطلاقا من ذلك امتلأت القنوات الاذاعية بالاغاني التي غنتها فيروز في ذلك الوقت، وبدأت تتخطى شهرتها بلدها لبنان وتصل الى كل الدول العربية، وقد ساعدها صوتها برقته في الانتقال دائما الى مناطق جديدة ومتعددة، حيث كان النمط السائد للاغاني الطويلة الا ان فيروز قدمت أغاني قصيرة. في عام 1955 كانت زيارتها الاولى لمصر والثانية في اكتوبر 1966، والثالثة ايضا في اكتوبر ولكن كانت في 1976، وزارت فيروز مصر عام 1989 وقد (أحيت في هذه الزيارة حفلها عند سفح الهرم.
مشاركة :