أسعد فرزات وبلورة الأفق الموغل في القيم الجمالية

  • 2/6/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

قراءة أعمال أسعد فرزات تحتاج إلى كمن يستعد لخوض حرب ضروس، إذ عليه أن يتمرس جيداً، فالمقاربة التاريخية ممكنة، والبحث عن حالة إنشطارها بتداخلاتها الكثيرة ممكنة أيضاً وكذلك القدرة على التقصي بين مفردات التقنية لديه وإشاراتها ممكنة أيضاً. فكل التفاصيل في أعماله موحية ومشجعة فتتملكك رغبة لا تقاوم بشدّ الرحال دون أي إرتباك، تلك التفاصيل التي تمنح العمل قيمة مهنية وجمالية بآن واحد هي ذاتها التي تدفعك إلى سرد عناصره تفكيكاً لبعضها وإمعاناً في إضاءة بعضها الآخر.  فهو بقدر ما هو حريص في بناء مساراته التي تقربه من الأبعاد الأسطورية لتوثيق العلاقة ما بين تلك العناصر المنسربة من تكويناته المتآزرة في توسيع مطامحه وبين إختزالاته كشكل من دوافع الإتصال بالروح المتوثبة نحو إزدهار الوعي بكل أنواعه، فهو حريص على بقاء تجلياته متوازنة في فضاءاته، بل متجاوبة في كثير من مستوياتها التي تكشف أسرار توكيدها في تباين وجهها الإبداعي في صحوتها التي تمارس كنوع من السطوة على الذاكرة و التاريخ.  وبالفعل فإن أسعد فرزات يوسع من تجاربه فإمكاناته التعبيرية المتطورة ترسم له سبل كثيرة جميعها توصله إلى الإعتاق من رق المدارس فوعيه بجماليات ما ينتجه بمقاماتها المختلفة يدفعه وبثقة عالية إلى التخطي الذي يغلب عليه روح البحث والتجريب.  فأعماله تثير إهتمامات المتلقي و بلورة أفقه الموغل في القيم الجمالية. وبعبارة أخرى أعماله تكتظ بدلالات قد تشكل عناوين فرعية يسمح لنا الخوض بحميمية في تلك الأمواج الكثيرة التي تفرزها بحره الغارق بدوره في لجة التفاصيل المدرجة في سياق ثقافي ما، و في طليعتها تلك الجوانب المتعلقة بتساؤلاته اللامحدودة التي يطرحها ضمن عمليات مفتوحة في البناء المعرفي بالإضافة إلى متابعته الدؤوبة واللامتناهية لبلوغ التفريقات الدقيقة التي ستمنحه الحيّز الذي يستحقه من الفضاء الفني الجميل.  ومن الواضح أن أسعد قادر أن يضيء الكثير من عتبات اللاشعور وذلك بخلق حراك جدلي بين كل مكونات عمله ضمن منظور فني جمالي يسهل عملية التفاعل بين الجوانب المختلفة التي قد تبرز بالظهور أثناء عملية البث بعد إنجاز عملية الخلق.  ولنعد قليلاً إلى رؤية المسألة بفاعلية إيجابية دون أي إنفعال جانبي سنلمس تلك القوى المتفاعلة التي سعى إليها آسعد أولاً من أجل الوصول إلى جذرية العلاقة ضمن نطاق العمل المنتج بوصفه منحى فيها كل ما يضيء العمل كوثيقة جمالية، وثانياً من أجل أن يتجاوز تلك الإشكاليات التي قد تعترض مساره الخاص فلا بد من اللجوء إلى بعض الحركات المستمدة من التراث وعلى نحو أخص الأسطوري منها وبذلك يعيد تقييم الأدوار وإن نسبياً.  فهو يبحث عن تلك الإستدلالات ليوظفها في الإتجاه المضمر لديه بقوة أكبر وبلغة أخرى هو يمتلك هذا القديم ليكون أكثر تجانساً وهو يقترب بل يغوص في مقولات جديدة.

مشاركة :