الدروس المستفادة من كأس آسيا لكرة اليد

  • 2/7/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أُسدل الستار على بطولة كأس آسيا العشرين لكرة اليد لمنتخبات الرجال والمؤهلة إلى كأس العالم «بولندا والسويد 2023»، التي احتضنتها مدينة الدمام بالمملكة العربية السعودية خلال الفترة من 18 وحتى 31 يناير 2022، واختتمت البطولة بتتويج المنتخب القطري على حساب منتخبنا الوطني، وحلول محاربين الأحمر في مركز الوصيف للمرة الخامسة في تاريخه، بعد الأداء المتميز والنتائج الجيدة التي حققها منتخبا في الدور التمهيدي والدور الرئيسي والدور نصف الختامي. وبينما قد يسأل الكثير من الحبر بغرض تحليل المشاركة منتخبنا الوطني في هذه البطولة، إلا أن التطلع للمستقبل واستقاء الدروس المستفادة من هذه المشاركة، أفضل من البكاء على اللبن المسكوب. يجب ان نعترف أولاً بأن منتخبنا الوطني لكرة اليد قد سطر في البطولة الآسيوية الـ20 لمنتخبات الرجال، تاريخًا جديدًا للرياضة البحرينية، بغض النظر عن نتيجة المباراة الأخيرة، وواصل تألقه في تأهله للمباراة النهائية للمرة الخامسة في مشاركاته الآسيوية، وبلوغه منافسات كأس العالم للرجال «بولندا والسويد 2023» للمرة السادسة في تاريخه ليؤكد التطور اللافت لمنتخبنا خلال السنوات الماضية، وهو ما يؤكد أن سياسة اتحاد كرة اليد تسير في الاتجاه السليم رغم ما يعانيه من نواقص تعترض خطط الاتحاد المستقبلية. إن من يعتقد بأن عدم الفوز باللقب الآسيوي يعد فشل فهو مخطئ، فمجرد الوصول للمباراة النهائية خمس مرات مختلفة هو في حد ذاته مكسباً يضاف إلى المكاسب التي حققتها اللعبة في السنوات الأخيرة. علمتنا البطولة أن تحقيق التوازن بين الهجوم السريع والهجوم المنظم مهم، ولكن يجب البحث عن حلول أكثر فاعلية من أجل تطوير كفاءة الهجوم المنظم خاصة عندما يقوم الفريق المدافع باللعب بطريقة (6- صفر) مع إغلاق المساحات على الدائرة، كما فعله المنتخب القطري أمام منتخبنا في المباراة النهائية، حيث كان لافت للنظر معاناة لاعبين منتخبنا من الفاعلية الهجومية أمام مرمى المنتخب القطري أثناء الهجوم المنظم، وعدم قدرتهم على احراز الاهداف نظرا لاعتمادهم على الاختراقات. وعمومًا، يكمن أحد الدروس المستفادة من هذه البطولة في أنه من الأفضل أن تمتلك فريقًا بجودة جيدة في جميع المراكز يعمل بمنظومة جماعية منظمة ودقيقة ومحددة الأدوار، ولاعبين في الخط الخلفي (ساعد أيسر وأيمن) متميزين يجيدون التصويب بالوثب من على خط الـ(9 م)، من أن تمتلك فريقاً يعتمد على الاختراقات فقط لقيادة الفريق نحو الفوز. البطولة أوضحت بما لا يدع مجالاً للشك عدم امتلاكنا للاعبين في الخط الخلفي يجيدون التصويب من مسافة الـ(9 م)، حيث انتهى ما مجموعه غالبية اهدافنا في المباراة النهائية بدون تسجيل أي هدف صريح من خارج منطقة (9 م)، وغيرها من الجوانب الفنية التي تحتاج إلى دراسة وتحليل، وهو ما يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول مدى القدرة على مقارعة الكبار في بطولة كأس العالم القادمة. أنه من الضروري أن تقوم الأندية باكتشاف وتطوير سواعد (أيسر وأيمن) يتصفون بطول جسماني وبنية عضلية، وهذه دعوة لمدربين الأندية بالتركيز على اكتشاف وصقل لاعبين يجيدون التصويب من الوثب ومن على بعد خط الـ(9 م)، وتشجيعهم خلال المباريات لتوفير الفرص لهم لإظهار مواهبهم ومهاراتهم في الملاعب، مما يسهم في تطوير القوة الهجومية في منتخبنا الوطني. خاتمة الرؤى، يبقى الدرس البحريني في أن خسارة اللقب الآسيوي لا تعني أن نقسو على المدرب أو اللاعبين. أستطيع أن أتفهم الانتقادات النابعة من القلب حبًا وخوفًا على أحمر اليد وهي موجودة بالتأكيد فلا عمل بدون أخطاء ولا أحد منزه. إننا لا ننكر أن المدرب لم يكن موفقًا في اختيار الطريقة الدفاعية المناسبة وقراءة المباراة بالشكل الصحيح، كما أننا لا ننكر أن المستوى الذي قدمه المحاربين في المباراة النهائية لا يرقى إلى مستوى الطموحات المعقودة أبدًا، ولكن لابد من التمسك بالأمل. أمامنا المشاركة في مونديال اليد 2023 ولابد من التعلم من هذه الأخطاء. نتمنى أن تكون الخسارة بداية تصحيح الأوضاع والعودة من جديد للمستوى الذي ننتظره من المحاربين في البطولات المقبلة. وإننا على قناعة تامة بأن المنتخب سيقدم عروضاً جيدة في بطولة العالم القادمة بعد دراسة إيجابيات وسلبيات هذه المشاركة، وذلك انطلاقًا من رغبة اللاعبين أنفسهم في تأكيد جدارتهم وأحقيتهم بتمثيل وطنهم أحسن تمثيل. حياة تستمر.. ورؤى لا تغيب

مشاركة :