أعلنت إسرائيل تشكيل لجنة تحقيق رسمية بعدما ذكرت صحيفة أن الشرطة استخدمت برنامج تجسس بصورة غير قانونية ضد مقربين من رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو وعدد كبير من الشخصيات العامة الأخرى. مقر شركة "إن.إس.أو" في إسرائيل صاحبة برنامج بيغاسوس تعهّد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت اليوم (الإثنين السابع من فبراير/ شباط 2022) بمتابعة جدية لتقارير تتهّم الشرطة بالتجسس على عشرات الشخصيات البارزة في الدولة بشكل غير قانوني من خلال برنامج "بيغاسوس" المثير للجدل. وقال بينيت في بيان دافع فيه عن البرنامج الذي طورته شركة "إن إس أو" الإسرائيلية " بيغاسوس وغيره من الأدوات المشابهة مهمة لمحاربة الإرهاب ومنع الجريمة، لكن لم يكن الغرض منها أن تستهدف عامة الإسرائيليين أو المسؤولين"، مشيرا الى أن "الادعاءات خطيرة". وأضاف رئيس الوزراء "نتفهم خطورة الأمر". وأفاد تقرير لصحيفة كالكاليست الاقتصادية الإسرائيلية نشر اليوم بأن الشرطة استخدمت برنامج "بيغاسوس" للتجسس على هواتف عشرات الشخصيات من بينها أفنير نتانياهو نجل رئيس الوزراء السابق بنيامين نتانياهو إلى جانب عدد من النشطاء والمسؤولين الحكوميين. وتحدّثت الصحيفة ذاتها الأسبوع الماضي عن استخدام البرنامج للتجسس على شاهد رئيسي في محاكمة نتانياهو وضد نشطاء قادوا الاحتجاجات المطالبة برحيل رئيس الوزراء السابق. وقال وزير الأمن الداخلي عومر بارليف إنه سيطلب من وزارة العدل تشكيل لجنة تحقيق حكومية. وفي حال تمت الموافقة على التحقيق ، فسيقوده قاض متقاعد ويستجوب في إطاره أي شخص داخل النظام السياسي والقانوني والأمني في محاولة للكشف عن "انتهاكات الخصوصية والحقوق المدنية". ووجهت للدولة العبرية انتقادات لتصديرها هذه التكنولوجيا إلى دول صاحبة سجل سيء في مجال حقوق الإنسان، لكن تقارير كالكاليست الأخيرة أثارت موضوع التجسس محليا ودفعت الحكومة إلى متابعة الموضوع بجدية. من جهته، شدّد الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ على أن مصداقية المؤسسات الإسرائيلية على المحك. وقال الرئيس في معرض تعليقه على تقارير كالكاليست "يجب أن لا نخسر ديموقراطيتنا، يجب أن لا نفقد شرطتنا". وأضاف "بالتأكيد علينا أن لا نفقد ثقة الجمهور بها (الشرطة) وهذا يتطلب تحقيقا معمقا وشاملا". وبمجرد تحميله على هاتف جوال، يتيح "بيغاسوس" التجسّس على مستخدم الهاتف من خلال الاطّلاع على الرسائل والبيانات والصور وجهات الاتصال، كما يتيح تفعيل الميكروفون والكاميرا عن بُعد. ووجدت شركة "إن إس أو" نفسها في صلب فضيحة تجسّس عالمية بعد تحقيق نشرته 17 وسيلة إعلاميّة دوليّة اعتباراً من 18 تمّوز/يوليو وكشف أنّ برنامج "بيغاسوس" سمح بالتجسّس على ما لا يقلّ عن 180 صحافياً و600 شخصيّة سياسيّة بينها رؤساء دول، و85 ناشطاً حقوقياً و65 صاحب شركة في دول عدّة. وبحسب تقرير كالكاليست الأخير فإن البرنامج استهدف عشرات الأشخاص ممن لم يشتبه بارتكابهم أي سلوك إجرامي ودون حصول الشرطة على الموافقة اللازمة من المحكمة. وتضم القائمة شخصيات بارزة في وزارات المالية والعدل والاتصالات ورجل الأعمال المعروف رامي ليفي، بالإضافة إلى العديد من رؤساء البلديات والإسرائيليين الأثيوبيين الذين قادوا الاحتجاجات ضد سوء سلوك الشرطة. ومن بين الأسماء التي أتى تقرير الصحيفة الإسرائيلية على ذكرها، إيلان يشوع الرئيس التنفيذي السابق لموقع "والا" الإخباري، ومن المتوقع أن يؤثر هذا على محاكمة نتانياهو الجارية والتي يواجه فيها تهما تتعلق بالفساد. وينفي نتانياهو جميع تلك المزاعم. ونشر أفنير نتانياهو الذي يبتعد عن الحياة العامة عبر حسابه على فيسبوك "حقا صدمت". وطالب محامو رئيس الوزراء السابق الإثنين بوقف المحاكمة إلى حين التحقيق في مزاعم التقارير المنشورة. الأسبوع الماضي، أفادت تقارير بالتجسس على شلومو فيلبر وهو حليف سابق لنتانياهو أصبح شاهد دولة في محاكمته. ولم تأت تلك التقارير التي شبهها نتانياهو بـ "الزلزال" على ذكر بيغاسوس. ونفى المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية إيلي ليفي الإثنين في مقابلة مع الإذاعة العامة الإسرائيلية (كان) ارتكاب أي مخالفة. ح.ز/ ج.ع.م (أ.ف.ب / رويترز)
مشاركة :