الذكرى 64 لمجازر ساقية سيدي يوسف

  • 2/8/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

مجازر ساقية سيدي يوسف التي اقترفتها قوات الاحتلال الفرنسي في 8 فبراير 1958 في حق مدنيين جزائريين و تونسيين دليلا بارزا عن روح التضامن التي تربط بين الشعبين، كان هدف فرنسا الاستعمارية من خلال قنبلة قرية سيدي يوسف التي تقع بالمنطقة الحدودية الجزائرية الفرنسية تكسير الروابط التاريخية بين الشعبين و محاولة وقف الكفاح ضد الاستعمار، و لكن موقف الشعبين خيب آمال الاستعمار. أن الهجوم الوحشي على قرية ساقية سيدي يوسف التي تقع على ربوة توجد بها ثكنة للحرس الوطني التونسي و من الجانب الآخر من الحدود مركز عسكري تحت قيادة النقيب روني ألار “قد تقرر من طرف وزارة الدفاع الفرنسية آنذاك”. الهجوم الذي استهدف مدنيين و سخرت فرنسا لأجله 25 طائرة قد أسفر عن سقوط 79 شهيدا من بينهم 11 طفلا و 20 امرأة و إصابة 130 آخرين  بجروح بالإضافة إلى تدمير كلي لمنشآت حيوية بالقرية مما أدى كذلك إلى سقوط الجمهورية الرابعة و جيء بالجنرال ديغول إلى الحكم. من جهته، أكد أستاذ التاريخ بنفس الجامعة سوق اهراس شرق الجزائر العاصمة عثمان منادي أنه على الرغم من وحشية مجازر ساقية سيدي يوسف إلا أن ذلك الحدث الأليم “رسخ و عزز أكثر معاني التضامن و الوحدة بين الشعبين و بنى جسرا آخر للتلاحم و الأخوة بين البلدين”. وأضاف أن ذلك الهجوم تم تنفيذه حسب الإدارة الفرنسية تحت ذريعة الدعم التونسي للثورة الجزائرية خاصة و أن مدينة سوق أهراس كانت وقتها مركزا للقاعدة الشرقية و منطقة لعبور المؤونة و السلاح و الذخيرة. وعلى الرغم من الخسائر” الكبيرة” وسط المدنيين العزل خلال الجريمة النكراء التي وقعت في 8 فبراير و هو يوم السوق الأسبوعي بقرية ساقية سيدي يوسف، إلا أن ذلك الهجوم قد عزز و قوى من عزيمة الشعب التونسي في دعمه للثورة الجزائرية، حيث اندلعت مظاهرات بعدة مدن تونسية أمام ثكنات الجيش الفرنسي الذي لم تستكمل عملية إجلائه بعد من تونس. كما دفع ذلك الهجوم الحكومة التونسية إلى طرد خمسة قناصلة فرنسيين كانوا يقومون بمهامهم بأهم المدن التونسية بالإضافة إلى إرسال احتجاج رسمي من طرف الرئيس التونسي آنذاك لحبيب بورقيبة إلى مجلس الأمن الدولي يطالبه فيه بإجراء تحقيق حول تلك الأحداث الدموية. و بالإضافة إلى وفاء الشعبين الشقيقين لتلك المحطة التاريخية، فإن إحياء ذكرى أحداث ساقية سيدي يوسف تبقى مصدرا لا ينضب من أجل تقوية و تعزيز  التضامن و التعاون بين البلدين و تحقيق إقلاع في عدة قطاعات لفائدة مواطني الشريط الحدودي بين الجزائر و تونس.    15

مشاركة :