عند الوقوف أمام العمل الفني “تبييض أمريكا” للفنان أسامة أسعيد في بينالي الدرعية، يتبادر لذهن المشاهد بأنها لوحات تشكيلية رسمت بالألوان الزيتية، فيما لا يتعدى كونه عبارة عن صور فوتوغرافية تمت معالجتها من خلال تبييضها بشكل انتقائي، خلال عملية طباعة الصور؛ لتغيير أو إزالة ألوانها في بعض الحالات، حتى تكون النتيجة أشبه بسجلات صور شخصية أو أماكن معيّنة. ويعتمد الفنان في عمله على التخلص من بعض الملامح والهويات التي يمكن التعرف عليها من خلال علميات التبييض والطلاء التي يقوم بها على الصور، وتكون بالعادة لأشخاص مواجهين له خلال التقاط الصور في المناسبات المختلفة كما يتمكن المشاهد بعد التأمل من رؤية تفاصيل توثيقية مألوفة، كـقميص دون أزرار، أو وميض كاميرا في الأكواب، أو أزهار حدائق بدرجات مختلفة من اللون الوردي. وعرف عن الفنان أسامة أسعيد الذي يعمل في مجال التصوير الفوتوغرافي منذ عام 1996م استخدامه لكاميرته الخاصة كأداة تقدمه إلى أناس لم يقابلهم على الإطلاق، مما يمنحه علاقة بالمجتمعات التي يزورها، ويسلط الضوء على ما لديهم من قصص، وذلك من خلال عمله المتعمق في أساليب وتقنيات التصوير الفوتوغرافي الكلاسيكي، ليضفي مجموعة متنوعة من البصمات الخاصة على صوره النهائية؛ فهو غالباً يلتقط الصور الفوتوغرافية بكاميرات الأفلام الكبيرة، ليصنع نسخاً ورقية سلبية، ثم يعمل بعدها على تحميضها لتصبح نسخاً إيجابية باستخدام كاميرا “بولارويد مقاس 24×20”. يذكر بأن “بينالي الدرعية” يشهد مشاركة أكثر من 60 فناناً من مختلف دول العالم، قدموا مجموعة واسعة من التحف الفنية، وقطع فنية تحمل توقيع عدد من أشهر الفنانين المعاصرين.
مشاركة :