مصبح الكتبي.. رحل وبقيت مآثره في الذاكرة

  • 11/23/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

رحل عن الدنيا بذكرى طيبة لا يزال يرددها كل من عرفه، ورغم مرور أكثر من 35 عاماً على استشهاده بعد أن سقط من معدة في مهمة عسكرية، دامت صفاته النبيلة التي تحلى بها في حب الوطن والإخلاص لقيادته، المرجع الأسمى الذي حرصت زوجته على غرسه في نفوس أبنائها. أعمال شاقة الشهيد مصبح سلطان مصبح الكتبي ولد في إمارة الشارقة عام 1940، ترعرع في بادياتها التي استمد منها الشجاعة والكرم ومساعدة الغير وهي السمة الغالبة على شعب الإمارات، ومنذ نعومة أظفاره كان بجوار والده فتعلم منه آلية التعامل مع صعوبة الحياة واستغلال إمكانياتها البسيطة، وعشق تربية الجمال ورعايتها.. وعمل في العديد من المهن والأعمال الشاقة التي قل ما يؤديها من هم في عمره، وعلى الرغم من كثرة المهام التي كان يؤديها بكل حب واعتزاز لم يتقاعس عن تعلم أبجديات الحروف، بل كانت هذه المهمة متنفساً وعالماً خاصاً يوليه الكثير من الوقت، حتى أتقن القراءة والكتابة التي كان يفتقدها الكثير من أبناء جيله. ثقافة المجتمع أدرك الكتبي، رحمه الله، بعد أن تعلم القراءة أنه مدين للوطن الذي ترعرع فيه، ولا بد أن يرد له ولو جزءاً بسيطاً من فضله وعطاياه، خصوصاً وأنه ملم بالقراء والكتابة التي كانت تفتقر لها العديد من المؤسسات حينها، وبما أن الثقافة المجتمعية في الوظائف كان ترتكز على العمل في القوات المسلحة؛ فقد سارع في الالتحاق بها.. وذلك ما وجد نفسه فيه بعد فترة قليلة من التحاقه بالعمل العسكري الذي أظهر فيه إخلاصاً وتفانياً كبيراً لا يزال يذكره العديد من الأشخاص الذين عملوا بجانبه إلى يومنا هذا، وحصد على إثره تكريماً خاصاً. لحظة الاستشهاد صباح الخامس من مايو عام 1980 استشهد مصبح الكتبي أثناء تأديته لمهمة عسكرية بعد سقوطه من إحدى المعدات، ونظراً لغياب الهواتف آنذاك فقد كان الاعتماد على وسائل بدائية لنقل الأخبار، وصل الخبر لذويه في مساء اليوم ذاته من قبل أحد زملائه في العمل، حيث استقبلوا الخبر بفخر واعتزاز، ليتوجهوا بعد ذلك لاستلام جثمانه الطاهر الذي ووري الثرى في مدينة الرحمانية. رحل الشهيد تاركاً خلفه ولدين وثلاث بنات إلى جانب محبة كبيرة وتقدير من قبل الجيران والأصدقاء الذين وقفوا بجانب العائلة رداً لجميل الشهيد ومحاسنه العطرة ووقفاته الكريمة مع الكثير منهم، وهو ما خفف ألم الفراق وفقدان المعيل على الأسرة التي كان أكبر أبناءها لا يتجاوز العاشرة من العمر. خدمة الوطن ويذكر خليفة الابن الرابع للشهيد بعض التفاصيل التي روتها والدته عن زوجها البطل الذي كان مخلصاً لعمله، وحريصاً على تعليم أبنائه وتشجيعهم على التميز ليخدموا الوطن الذي قدم لهم الكثير، مشيراً إلى أن الرعاية والحرص الكبير الذي قدمته الدولة لأسرته بعد فقدان معيلها خفف كثيراً من معاناة والدته التي تفرغت لتربية الأبناء وتأهيلهم ليصبحوا .. كما كان يطمح والده، رحمه الله، خصوصاً بعد المتابعة الحثيثة من قبل القيادة الرشيدة لتلبية متطلبات الأسرة وتوفير احتياجاتها بصورة مستمرة، وهو ما انعكس على توليهم مناصب قيادية وتطلعات مستمرة لتحقيق الأفضل. أسماء خالدة أوضح خليفة الكتبي، نجل الشهيد؛ أن حب الوطن فطرة يولد عليها الإنسان، وتزداد هذه العلاقة عند يتأمل الفرد في عطاء الوطن ومنجزاته.. مشيراً إلى أن الاستشهاد من أجل الوطن مفخرة وشرف يتمنى كل فرد أن يحققه، وشهداء الوطن مغبوطون لأن أسماءهم خالدة ولهم منزلة عالية في الدنيا والآخرة، وما يؤكد ذلك أنه بعد مرور 35 عاماً على استشهاد والده، زار إحدى الدوائر الحكومية لطلب بعض الأوراق المعنية بالشهيد، وعندما ذكر اسمه عرفه كثير منهم؛ خصوصاً من كانوا في جيله.v

مشاركة :