أكّد الإليزيه، اليوم الأربعاء، أنّ الجولة التي قام بها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون هذا الأسبوع على موسكو وكييف وبرلين “حقّقت هدفها” بإتاحة “المضيّ قدماً” نحو خفض حدّة التوتر بين روسيا وأوكرانيا، مشدداً في الوقت نفسه على وجوب عدم انتظار “مكاسب فورية” منها. وقالت الرئاسة الفرنسية، في بيان، إنّ “الهدف تحقّق”، مشدّدة على أنّ ماكرون أراد من هذه الجولة “السماح لكلّ طرف بالتوقف والبحث في وسائل خفض التصعيد في لحظة من التوترات المتزايدة” على الحدود بين روسيا وأوكرانيا. وأضافت: “تحليلنا مشابه لتحليل الكرملين” الذي قال الأربعاء إنّه رصد “إشارات إيجابية” في أعقاب القمة التي جمعت ماكرون بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف الثلاثاء والتي أعقبت قمة مماثلة عقدها الرئيس الفرنسي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو الإثنين. وشدّد بيان الإليزيه على أنّ جهود ماكرون “فتحت آفاقاً، ولدينا عناصر تتيح التفكير بحلول مثيرة للاهتمام للمشاكل الراهنة”. وقال البيان: “في ظلّ قضايا على هذا القدر من الأهمية وتشمل هذا العدد الكبير من الشركاء، وفي سياق شديد التقلّب كالذي نشهده، من الضروري للغاية أن نتمكّن من تحديد مهل نهائية جديدة وأن نأخذ وقتنا.. ليس هناك أيّ مكسب فوري يمكن توقّعه في كلّ هذه القضايا”. ولفت البيان إلى أنّ باريس تعتبر خصوصا أنّ “من المهمّ جداً” أن تتواصل المفاوضات بشأن تنفيذ اتفاقيات مينسك التي أبرمت في 2015 بين كييف والانفصاليين الموالين لموسكو في شرق أوكرانيا والرامية لإنهاء حرب أودت خلال ثماني سنوات بأكثر من 13 ألف شخص. وبعدما استضافت باريس في 26 يناير الماضي اجتماعاً رباعياً لآلية النورماندي المعنية بتطبيق اتفاقيات مينسك (فرنسا وألمانيا وروسيا وأوكرانيا)، ستعقد هذه الآلية اجتماعها المقبل في برلين الخميس. وأوضحت الرئاسة الفرنسي في بيانها أنّ زيلينسكي أكّد خلال لقائه ماكرون “التزامه تنفيذ اتفاقيات مينسك”، مشيرة إلى أنّ باريس وبرلين تدخلتا في هذه العملية، الحسّاسة سياسياً للرئيس الأوكراني، إلى جانب كييف “كطرفين ثالثين موثوق بهما وشريكين حَسَنَي النيّة”. وشدّد الإليزيه في بيانه على أنّ “التفاهم قوي للغاية” بين ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس حول كل هذه المسائل، مؤكّداً أيضاً أنّ الرئيس البولندي أندريه دودا، الذي اجتمع معهما في برلين مساء الثلاثاء، “دافع عن الأسس نفسها”. ولفت البيان إلى أنّ ماكرون أجرى الأربعاء مباحثات مع قادة دول البلطيق الثلاث (إستونيا ولاتفيا وليتوانيا)، وسيتحدّث مجدّداً “سريعاً جداً” مع نظيره الأمريكي جو بايدن، لكنّه لا يعتزم حالياً السفر إلى واشنطن.
مشاركة :