شهدت سوق السيارات المحلية ارتفاعاً في أسعار السيارات الجديدة بمعدل 10 % مطلع العام الحالي مقارنة بمطلع العام 2020، نتيجة تفاقم مشكلة النقص العالمي في رقائق أشباه الموصلات، بحسب خبراء ومسؤولين بالقطاع. وأكد هؤلاء لـ «الاتحاد» أن الطلب يتركز حالياً على السيارات المستعملة التي ارتفعت أسعارها بنسبة تتراوح بين 15 و20 % خلال الفترة المشار إليها، في ظل عدم توافر العديد من خيارات المشترين على مستوى السيارات الجديدة التي تشهد نقصاً غير مسبوق على المستويين العالمي والمحلي، منوهين إلى أن السيارات الرياضية والفارهة تعد الأكثر ارتفاعاً في الأسعار. وتسبب وباء كوفيد بازدياد طلب المستهلكين على الأجهزة الإلكترونية، وكان قطاع صناعة السيارات الأكثر تضرراً من نقص رقائق أشباه الموصلات التي تعد جزءاً أساسياً للعديد من الأنظمة في السيارات الحديثة، فيما أجبر عدد كبير من مصنّعي السيارات على تعليق خطوط الإنتاج بشكل مؤقت. وتتزامن أزمة نقص رقائق أشباه الموصلات مع أزمة سلسلة التوريد العالمية، ما تسببت باضطرابات في أسواق السيارات العالمية وتقلبات في أسعار السلع وقطع الغيار والمواد الخام، مما أثر على عمليات التصنيع في قطاع السيارات على مختلف المستويات. ووصفوا الوضع الحالي بـ «المؤقت»، متوقعين تحسن عمليات توريد السيارات الجديدة للسوق المحلية في النصف الثاني من هذا العام. وضع مؤقت من جانبه، قال أكسل دراير، مدير عام شركة كلداري للسيارات الموزع الحصري لسيارات مازدا في الإمارات، إن ارتفاع أسعار السيارات يأتي نتيجة الزيادة الكبيرة في أسعار المواد الخام بشكل عام والتكلفة اللوجستية، ما اضطر المصنعين إلى زيادة أسعارهم. أكسل دراير أكسل دراير وقال: إن السوق المحلية تتكيف مع الوضع العالمي الجديد بشكل جيد للغاية، حيث بات العملاء أكثر تقبلاً لعدم توفر الكثير من خياراتهم من السيارات الجديدة، في ظل توافر خيارات محدودة من الموديلات والألوان في الوقت الراهن، نتيجة تداعيات النقص العالمي لرقائق أشباه الموصلات وتأثيراتها على صناعة السيارات. ووصف دراير، الوضع الحالي بـ «المؤقت»، متوقعاً تحسن عمليات توريد السيارات الجيدة للسوق المحلية في النصف الثاني من هذا العام. ونوه بأن النقص في السيارات الجديدة أدى إلى زيادة الطلب على السيارات المستعملة، ولكن العرض لا يزال محدوداً، لذلك يزدهر سوق السيارات المستعملة مع زيادة مستويات الأسعار. وقال كمال الشخشير، مدير التسويق في شركة الرستماني التجارية، وكيل سيارات «سوزوكي»: إن النقص العالمي في أشباه الموصلات دفع المصنعين العالميين لرفع أسعار توريد السيارات الجديدة للوكلاء المعتمدين بنسبة تصل إلى 10%. ونوه بأنه على الرغم من ارتفاع الأسعار، فإن التحدي الأكبر يتمثل في توفير السيارات المطلوبة للعملاء، حيث يفوق الطلب حجم المعروض في العديد من الموديلات، مشيراً إلى أن المصنع العالمي يعتمد حالياً نظام الحصص المحدودة للتغلب على نقص عمليات الإنتاج، وهو الأمر الذي يعني عدم الاستجابة للنسبة الأكبر من الطلبيات. كمال الشخشير كمال الشخشير وفي سياق متصل، نوه الشخشير إلى أن الارتفاع العالمي لأسعار الشحن ساهم بدوره في تغذية ارتفاع أسعار السيارات، متوقعاً تحسن الأوضاع مع اتجاه سلاسل التوريد للتعافي خلال النصف الثاني من العام الحالي. تعافٍ تدريجي من جانبه، قال بلال نصر الرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة «نيو أوتو» للسيارات: إن أزمة نقص واردات الرقائق قائمة ونشهد ذروتها في الوقت الراهن، ومن المتوقع أن تتلاشى هذه الأزمة تدريجياً ابتداءً من النصف الثاني من العام الحالي، لافتاً إلى أن تأثير الأزمة يختلف من نوع سيارة إلى أخرى ومن مصنع إلى آخر. وقال: إن السوق المحلي شأنه شأن باقي الأسواق العالمية، تأثر بأزمة النقص العالمي لرقائق أشباه الموصلات والتي كان لها انعكاسات كبيرة على محدودية الاختيارات المتاحة أمام المستهلكين والتجار، لأن النقص أدى إلى ارتفاع أسعار بعض السيارات وعدم تلبية احتياجات المستهلك. بلال نصر بلال نصر السيارات المستعملة قال رشاد سميح الماني، رئيس شركة «فلادلفيا» لتجارة السيارات: إن نقص المعروض من السيارات الجديدة رفع مستويات الطلب على السيارات المستعملة التي سجلت ارتفاعاً في الأسعار تتراوح نسبته بين 15 و20% مطلع العام 2022 مقارنة بمطلع العام 2020 قبل ظهور تداعيات «كوفيد- 19»، في الوقت الذي ارتفع معدل ارتفاع أسعار السيارات الجديدة بنحو 10% خلال الفترة المشار إليها. ونوه الماني بأن السيارات الرياضية والفارهة كانت الأكثر ارتفاعاً في الأسعار، فيما ارتفعت أسعار السيارات الصغيرة بنسب أقل، منوهاً إلى وجود ندرة في عدد من الموديلات. وأدى النقص العالمي في تصنيع الرقائق الإلكترونية إلى حالة من الفوضى بصناعة السيارات في جميع أنحاء العالم. واضطرت شركات صناعة السيارات العالمية الكبرى إلى خفض الإنتاج أو تعطيل بعض خطوط إنتاجها، بما في ذلك تويوتا وفولكس فاجن، اللتان خفضتا إنتاجهما العالمي بنسبة 40%. وارتفعت التكلفة المصاحبة لنقص أشباه الموصلات بنسبة تزيد على 90% بالنسبة لشركات صناعة السيارات في العالم خلال عام 2021. رشاد الماني رشاد الماني الأكثر طلباً وقال ماركوس ليث، المدير الإداري لمجموعة «ستيلانتيس» الشرق الأوسط، وهي المجموعة التي ولدت نتاج الاندماج بين «فيات كرايسلر للسيارات»، ومجموعة «بيجو»، في تصريحات لـ «الاتحاد»: إن مشكلة النقص في أشباه الموصلات تفاقمت في الآونة الأخيرة بسبب تزامنها مع أزمة سلسلة التوريد العالمية التي تسببت باضطرابات في الأسواق وتقلبات في أسعار السلع وقطع الغيار والمواد الخام. ولفت ليث إلى أن تلك المتغيرات أثرت على عمليات التصنيع في قطاع السيارات على مختلف المستويات. وحول الآليات التي اتبعتها الشركة العالمية للتغلب على تحديات نقص رقائق أشباه الموصلات، قال إنه نظراً إلى اضطرابات سلسلة التوريد الناتجة عن النقص، كان على شركة «ستيلانتيس» أن تعيد النظر في استراتيجية مبيعاتها والانتقال من نهج تصنيع أعداد كبيرة إلى تصنيع السيارات ذات الهامش الأعلى والأكثر طلباً في محفظتها. وقال ليث:«تمكنا من الحفاظ على نشاطنا اليومي، منشأة تلو الأخرى، من خلال تكييف نشاطنا الصناعي مع الاتّجاهات السائدة في سوق السيارات، ومن خلال الأخذ بعين الاعتبار مختلف المواقف التي نواجهها فيما يتعلّق بتوريد قطع الغيار والقيود». وأضاف أن الشركة قامت بتكييف سلسلة التوريد الخاصة بها لتلبية أهداف الأداء لديها في ظل وجود حجم توريد محدود جداً، الأمر الذي دفع الشركة إلى العمل عن كثب مع شركائها من التجار للتأكّد من الحصول على المنتجات الأكثر طلباً في كلّ سوق. واستكمل أنه عوضاً عن الضغط على الوكلاء وبيع أكبر عدد ممكن من السيارات، أصبحنا اليوم نقول «هذه حصّتك، ضاعف أرباحك منها». وأوضح ليث بأن الوضع الحالي يتفوق فيه الطلب على العرض في كثير من النطاقات، ولهذا السبب يشهد العالم ارتفاعاً في أسعار السيارات الجديدة والمستعملة على حدّ سواء. وأضاف أننا نشهد منافسة شديدة بين الأسواق وبين شبكات الوكلاء داخل الأسواق على تخصيص المخزون، وبالتالي يتعين على الشركة المصنعة التأكد من أنها تقوم بتوزيع المخزون على الأسواق بشكل يعود بأكبر فائدة ممكنة على العملاء، مع إعطاء الأولوية لشبكة الوكلاء. تييري صباغ تييري صباغ عروض قوية للحد من تأثيرات تغير الأسعار قال تييري صباغ، المدير التنفيذي لشركة نيسان الشرق الأوسط، إن الشركات العالمية في مختلف القطاعات تواجه تحديات غير مسبوقة، خلال العامين الماضيتين مع انتشار وباء كوفيد-19 وتأثيره على سلسلة الإمداد، والنقص العالمي الذي برز مؤخراً في أشباه الموصلات، وهي كلها عوامل كان لها تأثير متتالٍ على قطاع السيارات حول العالم والتكنولوجيا الاستهلاكية وغيرها من القطاعات. وأضاف أنه مع توقّع الخبراء انتهاء مشكلة النقص في أشباه الموصلات بفضل زيادة الإنتاج العالمي، فسيطرأ على السوق مزيد من التحسّن في المستقبل القريب. ونوه بأن «نيسان» تواصل اتباع استراتيجيتها التي تهدف إلى التكيف مع التغيّرات المستقبلية، والتخفيف من التأثيرات المفاجئة، مع إيلاء العملاء الأولوية القصوى. وأوضح أن الشركة قامت بتعديل جداول الإنتاج في ما يتعلق بعمليات التصنيع على مدار العامين الماضيين، وتواصل الشركة العمل عن كثب مع فرق عملها حول العالم والشركاء المحليين لضمان وصول وتسليم السيارات إلى الوكلاء والعملاء في أسرع وقت ممكن. وأشار إلى أن الشركة تمكنت من خلال اعتماد خطة التحول العالمية «Nissan NEXT»، من مواصلة تحقيق الأرباح وضمان استمرارية الأعمال رغم التحديات، لكن يبقى الأهم من ذلك الاستمرار في تلبية احتياجات عملاء الشركة في المنطقة وحول العالم وتسريع التحول الرقمي في كافة العمليات، ويتماشى نهجها الذي يركز على الناس مع هدف شركة نيسان المتمثل بتعزيز الابتكار الذي يثري حياة الإنسان ويحقق التميز في الأعمال بالتعاون مع شركائنا الموثوقين في المنطقة. وحول تأثير الأزمة على أسعار السيارات في السوق المحلي قال صباغ: إن أسعار السيارات عالمياً شهدت تقلبات في السنوات القليلة الماضية، ويعود ذلك جزئياً إلى النقص في أشباه الموصلات، والضغط على سلسلة الإمداد، وارتفاع أسعار المواد الخام، وتفاقم التحديات اللوجستية. وقال: إن «نيسان» رغم هذه العوائق، عملت على الحدّ من تأثير تغيّر الأسعار على العملاء وقامت بتعزيز تجربة اقتناء العملاء لسيارات نيسان من حيث القيمة، وذلك بالتنسيق مع شركائها المحليين من خلال طرح عروض مبيعات مميّزة، وباقات الضمان الممتد، وخدمات الصيانة ما بعد البيع. وأضاف أنه من أجل توفير المزيد من الخيارات، والسلامة، والقيمة مقابل المال وراحة البال، قامت الشركة بتعزيز أسطول «الاختيار الذكي من نيسان» للسيارات المستعملة المعتمدة، بإطلاق أول برنامج من نوعه في الشرق الأوسط، مع ضمان ممتد من الصانع. وقال إنه على الرغم من ارتفاع أسعار السيارات بشكل طفيف، إلا أن شركة نيسان تحرص على استفادة عملائها من تجربة تنقّل مميزة وملائمة من خلال توفير تكنولوجيات رائدة في فئتها تتيح تجربة قيادة أكثر أماناً واتصالاً ومتعة، حيث تستند تقنياتها التي تندرج في إطار التنقل الذكي من نيسان على ثلاث ركائز تتمثّل بالقيادة الذكية، والطاقة الذكية والتكامل الذكي. وقال: تعتبر تقنية «ProPILOT» أحدث إضافة إلى مجموعة مزايا التنقل الذكي من نيسان التي تم إطلاقها مؤخّراً في المنطقة، حيث تمنح العملاء مستويات عالية من السلامة من خلال الجمع بين نظام التحكم الذكي لتثبيت السرعة وتقنيات مساعدة التوجيه، مقدّمةً لمحة عن قدرات القيادة الذاتية.
مشاركة :