التهديدات والتحديات التي تــواجــه الـولايات الــمتـحـدة ودول الـخـلـيـج

  • 2/11/2022
  • 01:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

على‭ ‬مدار‭ ‬يومي‭ ‬3‭ ‬و4‭ ‬فبراير‭ ‬2022‭. ‬عقد‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬،‭ ‬بواشنطن،‭ ‬مؤتمره‭ ‬السنوي‭ ‬الثاني‭ ‬‮«‬MEI‭-‬CENTCOM‮»‬،‭ ‬والذي‭ ‬ضم‭ ‬خبراء‭ ‬ومختصين‭ ‬وباحثين‭ ‬معنيين‭ ‬بأمن‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط؛‭ ‬لمناقشة‭ ‬آخر‭ ‬القضايا‭ ‬السياسية‭ ‬والعسكرية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬ولمناقشة‭ ‬هذا‭ ‬الأمر،‭ ‬دعا‭ ‬المعهد‭ ‬الجنرال‭ ‬‮«‬كينيث‭ ‬ماكنزي‮»‬،‭ ‬قائد‭ ‬القيادة‭ ‬المركزية‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬لتوضيح‭ ‬وجهة‭ ‬نظره‭ ‬حول‭ ‬موقف‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وبعض‭ ‬التوجهات‭ ‬والتهديدات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬هي‭ ‬وحلفاؤها‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة‭. ‬ وفي‭ ‬كلمته،‭ ‬قدم‭ ‬‮«‬ماكنزي‮»‬،‭ ‬رؤية‭ ‬للاستراتيجية‭ ‬الشاملة‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬والتي‭ ‬تناولت‭ ‬التصورات‭ ‬المحلية‭ ‬داخلها،‭ ‬والمنافسة‭ ‬العالمية‭ ‬مع‭ ‬الصين،‭ ‬والتهديد‭ ‬الذي‭ ‬تشكله‭ ‬إيران،‭ ‬وبعض‭ ‬النقاشات‭ ‬حول‭ ‬طبيعة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬العالمي‭ ‬والإقليمي،‭ ‬والتي‭ ‬شهدت‭ ‬اهتمامًا‭ ‬كبيرا‭ ‬بعد‭ ‬الذكرى‭ ‬السنوية‭ ‬الأولى‭ ‬لتنصيب‭ ‬‮«‬جو‭ ‬بايدن‮»‬‭ ‬رئيسا‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬كما‭ ‬قدم‭ ‬طرحا‭ ‬بشأن‭ ‬نهج‭ ‬إدارة‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬‭ ‬تجاه‭ ‬طهران،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تعثر‭ ‬المفاوضات‭ ‬النووية،‭ ‬والمخاوف‭ ‬المتزايدة‭ ‬بشأن‭ ‬قواتها‭ ‬المقاتلة‭ ‬بالوكالة‭.‬ وظلت‭ ‬النظرية‭ ‬القائلة‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تنسحب‭ ‬من‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ -‬وهى‭ ‬نظرية‭ ‬حرصت‭ ‬واشنطن‭ ‬على‭ ‬إثبات‭ ‬عدم‭ ‬صحتها‭- ‬محل‭ ‬نقاشات‭ ‬بين‭ ‬المحللين‭ ‬والمعلقين‭ ‬وواضعي‭ ‬السياسات‭. ‬ورغم‭ ‬ما‭ ‬حظيت‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬اهتمام‭ ‬وتأييد‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬الأخيرة،‭ ‬فقد‭ ‬تراجع‭ ‬بعض‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬دعمها‭. ‬وأشارت‭ ‬‮«‬داليا‭ ‬كاي‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬جامعة‭ ‬كاليفورنيا‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬العكس‭ ‬من‭ ‬القلق‭ ‬الإقليمي‭ ‬بشأن‭ ‬انسحاب‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬بعد‭ ‬خروجها‭ ‬من‭ ‬أفغانستان،‭ ‬فإن‭ ‬الواقع‭ ‬يقول‭ ‬إنها‭ ‬لا‭ ‬تخطط‭ ‬لانسحاب‭ ‬كبير،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬انخراطها‭ ‬العسكري‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬أكثر‭ ‬قوة‭ ‬واستمرارا‭ ‬مما‭ ‬هو‭ ‬مُدرك،‭ ‬ولذا‭ ‬فإن‭ ‬حدوث‭ ‬‮«‬تخفيض‭ ‬جذري‭ ‬لعشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬قواتها‭ ‬أمر‭ ‬‮«‬مشكوك‭ ‬فيه‮»‬‭. ‬ وفي‭ ‬تأييد‭ ‬لهذا،‭ ‬أكد‭ ‬‮«‬ماكنزي‮»‬،‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬‮«‬بعض‭ ‬أكثر‭ ‬التهديدات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬واشنطن‭ ‬إلحاحا‭ ‬ومصداقية‭ ‬ينبع‭ ‬من‭ ‬المنطقة،‭ ‬التي‭ ‬يشملها‭ ‬نطاق‭ ‬عمل‭ ‬القيادة‭ ‬المركزية،‭ ‬موضحًا‭ ‬أن‭ ‬الفرضية‭ ‬القائلة‭ ‬بأن‭ ‬لدى‭ ‬واشنطن‭ ‬خيارا‭ ‬واحدا؛‭ ‬‮«‬إما‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬أو‭ ‬المنافسة‭ ‬الاستراتيجية‮»‬،‭ ‬هي‭ ‬‮«‬فرضية‭ ‬غير‭ ‬حقيقية‮»‬،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬وجودها‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬يشكل‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬صورة‭ ‬استراتيجية‭ ‬أوسع‭ ‬‮«‬ذات‭ ‬نطاق‭ ‬عالمي‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬المنافسة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬لها‭ ‬مع‭ ‬الصين‭ ‬وروسيا‭ ‬لا‭ ‬تمنحهما‭ ‬رفاهية‭ ‬‮«‬التفكير‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬إقليمي‮»‬‭. ‬ وبالمثل،‭ ‬حذر‭ ‬‮«‬مايك‭ ‬واتسون‮»‬،‭ ‬من‭ ‬معهد‭ ‬‮«‬هدسون‮»‬،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الانسحاب‭ ‬من‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬سيضعف‭ ‬موقف‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ضد‭ ‬روسيا‭ ‬والصين‮»‬‭. ‬وأوصى‭ ‬‮«‬أنتوني‭ ‬كوردسمان‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مركز‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‮»‬،‭ ‬بأنه‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬واشنطن‭ ‬‮«‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬وراء‭ ‬شرق‭ ‬المحيط‭ ‬الهادئ،‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬الصين‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‮»‬‭. ‬وعلى‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬كاي‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬المنافسة‭ ‬الاستراتيجية‮»‬،‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والصين،‭ ‬‮«‬تهيمن‭ ‬حاليًا‮»‬،‭ ‬على‭ ‬أجندة‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬‮«‬إجماعًا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحزبين‭ ‬المنقسمين‭ ‬على‭ ‬ذلك‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬إطار‭ ‬المنافسة‭ ‬العالمية،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬ماكنزي‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬واشنطن‭ ‬ترى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬‮«‬أحد‭ ‬أكثر‭ ‬المناطق‭ ‬المتنازع‭ ‬عليها،‭ ‬وأحد‭ ‬أكثرها‭ ‬أهمية‭ ‬في‭ ‬العالم‮»‬‭.‬ وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بدور‭ ‬الصين‭ ‬المتنامي‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬أكد‭ ‬قائد‭ ‬القيادة‭ ‬المركزية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬‮«‬منظور‭ ‬جيوستراتيجي‮»‬،‭ ‬ليس‭ ‬مستغربا‭ ‬أنها‭ ‬حققت‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬‮«‬تقدما‭ ‬ثابتا‮»‬‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬‮«‬محورية‮»‬،‭ ‬لمبادرة‭ ‬‮«‬الحزام‭ ‬والطريق‮»‬‭ ‬الخاصة‭ ‬بها‭. ‬ووفقًا‭ ‬لـ«كريستيان‭ ‬ميير‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬ارسيبل‭ ‬واسوسيتس‮»‬،‭ ‬لاستشارات‭ ‬المخاطر‭ ‬الجيوسياسية،‭ ‬فقد‭ ‬شهدت،‭ ‬‮«‬تحولاً‭ ‬تدريجيًا،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬رجعة‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬في‭ ‬حساباتها‭ ‬الاستراتيجية‮»‬،‭ ‬زاد‭ ‬من‭ ‬وتيرته‭ ‬حقيقة،‭ ‬إنها‭ ‬أصبحت‭ ‬الآن‭ ‬‮«‬مشتريا‭ ‬أساسيا‭ ‬لنفط‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬‭.‬ وفي‭ ‬تفصيل‭ ‬لهذا،‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬كوردسمان‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬أصبح‭ ‬‮«‬طريق‭ ‬الحرير‭ ‬البحري‮»‬‭ ‬في‭ ‬الصين‭ -‬والذي‭ ‬يسهل‭ ‬وارداتها‭ ‬من‭ ‬الطاقة‭ ‬وكذلك‭ ‬صادراتها‭- ‬ذا‭ ‬‮«‬أهمية‭ ‬استراتيجية‭ ‬حاسمة‮»‬‭ ‬للقوة‭ ‬العظمى‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬آسيا،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬اعتمادها‭ ‬المتزايد‭ ‬على‭ ‬المنطقة،‭ ‬يسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬‮«‬الأهمية‭ ‬الحاسمة‭ ‬لتوسيع‭ ‬نهج‭ ‬واشنطن‭ ‬للتنافس‭ ‬معها‭ ‬بما‭ ‬يتجاوز‭ ‬البعد‭ ‬العسكري‮»‬‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬بدا‭ ‬أيضًا‭ ‬متوافقا‭ ‬مع‭ ‬تعليق‭ ‬‮«‬ماكنزي‮»‬،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬المنطقة‭ ‬تُظهر‭ ‬‮«‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬عليه‭ ‬منافسة‭ ‬استراتيجية‮»‬‭. ‬وتؤكد‭ ‬هذه‭ ‬التعليقات‭ ‬الإجماع‭ ‬في‭ ‬دوائر‭ ‬صنع‭ ‬السياسة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬النفوذ‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬مصالح‭ ‬الصين،‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كونها‭ ‬أقل‭ ‬وجودا‭ ‬فيها‭.‬ ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬المخاوف‭ ‬الأمريكية،‭ ‬بشأن‭ ‬العلاقات‭ ‬العسكرية‭ ‬للصين‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬‮«‬قائمة‮»‬‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬ماكنزي‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬مخاوف‭ ‬بشأن‭ ‬‮«‬الجهود‮»‬‭ ‬الصينية،‭ ‬‮«‬لكسب‭ ‬النفوذ‭ ‬العسكري‮»‬‭ ‬مع‭ ‬حلفاء‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬وعلق‭ ‬‮«‬جوناثان‭ ‬فولتون‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأطلسي‮»‬،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬بكين‭ ‬تتبع‭ ‬نهجًا‭ ‬‮«‬أكثر‭ ‬قوة‮»‬‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬وتحاول‭ ‬‮«‬خلق‭ ‬فجوة‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وحلفائها‮»‬‭. ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬أعرب‭ ‬‮«‬ماكنزي‮»‬‭ ‬عن‭ ‬ثقته‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬واشنطن‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬حلفائها،‭ ‬ستكون‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬بنجاح،‭ ‬وأنه‭ ‬بينما‭ ‬تود‭ ‬الصين‭ ‬أن‭ ‬‮«‬تحل‭ ‬محل‮»‬‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬بصفتها‭ ‬‮«‬الشريك‭ ‬المفضل‮»‬‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬فإنها‭ ‬‮«‬لا‭ ‬ترغب‮»‬‭ ‬في‭ ‬‮«‬التقاط‭ ‬عباءة‭ ‬الضامن‭ ‬لنظام‭ ‬عالمي‭ ‬حر‭ ‬ومفتوح‮»‬،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬بلاده،‭ ‬‮«‬ليس‭ ‬لديها‭ ‬نية‭ ‬للتنحي‭ ‬عن‭ ‬القيام‭ ‬بهذا‭ ‬الدور‮»‬‭.‬ ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬أقر‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬واشنطن‭ ‬مضاعفة‭ ‬جهودها‭ ‬لطمأنة‭ ‬شركائها،‭ ‬بأنها‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬ملتزمة‭ ‬بالحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬وتم‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬المطلب‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المحللين‭ ‬والمعلقين‭ ‬في‭ ‬تقييماتهم‭ ‬لسياسة‭ ‬إدارة‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬أصر‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬‮«‬ليوناردو‭ ‬جاكوبو‮»‬،‭ ‬و«ماريا‭ ‬مازوكو‮»‬،‭ ‬و«كريستيان‭ ‬ألكسندر‮»‬،‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬‮«‬تريندز‭ ‬للبحوث‭ ‬والاستشارات‮»‬،‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬لتجنب‭ ‬تكرار‭ ‬أخطاء‭ ‬الإدارات‭ ‬السابقة،‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تزويد‭ ‬حلفائها‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬بـ«تطمينات‭ ‬ذات‭ ‬مصداقية‮»‬‭ ‬بشأن‭ ‬‮«‬التزاماتها‭ ‬تجاه‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‮»‬‭.‬ لافتًا‭ ‬الانتباه‭ ‬إلى‭ ‬دوره‭ ‬كقائد‭ ‬للقيادة‭ ‬المركزية،‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬ماكنزي‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬مع‭ ‬ما‭ ‬يطرأ‭ ‬على‭ ‬العلاقات‭ ‬السياسية‭ ‬من‭ ‬تغير‮»‬،‭ ‬تركز‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬‮«‬علاقات‭ ‬عسكرية‭ ‬قوية‮»‬‭ ‬مع‭ ‬الشركاء‭ ‬الإقليميين،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬قد‭ ‬اتخذ‭ ‬شكل‭ ‬‮«‬برامج‭ ‬المبيعات‭ ‬العسكرية‭ ‬الأجنبية‮»‬،‭ ‬وكذلك‭ ‬‮«‬التعليم‭ ‬العسكري‭ ‬المهني‮»‬؛‭ ‬بهدف‭ ‬خلق‭ ‬‮«‬جسر‭ ‬مشترك‮»‬‭ ‬بين‭ ‬القوات‭ ‬الشريكة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬ وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الجهود،‭ ‬ظهر‭ ‬‮«‬تحول‭ ‬ملحوظ‮»‬‭ ‬في‭ ‬سياسة‭ ‬واشنطن‭ ‬تجاه‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬منذ‭ ‬تنصيب‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬،‭ ‬وتمت‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬تأكيده‭ ‬على‭ ‬الدبلوماسية،‭ ‬عوضًا‭ ‬عن‭ ‬الوجود‭ ‬العسكري‭ ‬العلني‭. ‬وتأكيدا‭ ‬لذلك،‭ ‬قالت‭ ‬‮«‬ناتالي‭ ‬توتشي‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬الشؤون‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬إنه‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬‮«‬إعادة‭ ‬التوجيه‭ ‬الاستراتيجي‮»‬‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تجاه‭ ‬الصين،‭ ‬طورت‭ ‬الأولى‭ ‬استراتيجية،‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬‮«‬تعزيز‭ ‬العلاقات‮»‬‭ ‬مع‭ ‬حلفائها،‭ ‬و«الاعتماد‭ ‬بشكل‭ ‬أقل‭ ‬على‭ ‬الآلة‭ ‬العسكرية‮»‬،‭ ‬لمتابعة‭ ‬أهداف‭ ‬سياستها‭ ‬الخارجية‭. ‬ووصف‭ ‬‮«‬بريان‭ ‬كاتوليس‮»‬،‭ ‬و«بيتر‭ ‬جول‮»‬،‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬‮«‬أمريكان‭ ‬بروجرس‮»‬،‭ ‬نهج‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬،‭ ‬تجاه‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬يؤكد‭ ‬الخيار‭ ‬الدبلوماسي‮»‬‭.‬ وفي‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬ذكر‭ ‬‮«‬ماكنزي‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬يدعم‭ ‬‮«‬عنصر‭ ‬القوة‭ ‬الدبلوماسية‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬الجارية‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬تهديد‭ ‬إيران‭ ‬‮«‬ركز‭ ‬اهتمام‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬بطرق‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مطروحة‭ ‬من‭ ‬قبل‮»‬،‭ ‬وأنه‭ ‬‮«‬لا‭ ‬مفر‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تبدأ‭ ‬واشنطن‭ ‬في‭ ‬التعاون‭ ‬بشكل‭ ‬أعمق‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الدول،‭ ‬واصفا‭ ‬طهران‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬التهديد‭ ‬الرئيسي‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬تراه‭ ‬القيادة‭ ‬المركزية‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬‮«‬أنشطتها‭ ‬التي‭ ‬تقوض‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المنطقة‭ ‬بأكملها‮»‬‭. ‬وعلى‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬تم‭ ‬الاعتراف‭ ‬بهذا‭ ‬التهديد‭. ‬وكتبت‭ ‬‮«‬روبن‭ ‬رايت‮»‬،‭ ‬من‭ ‬مركز‮ «‬وودرو ويلسون‮»‬،‭ ‬أنها‭ ‬باتت‭ ‬الآن‭ ‬‮«‬أفضل‭ ‬تسليحًا،‭ ‬وذات‭ ‬نفوذ‭ ‬عسكري‭ ‬وسياسي‭ ‬أكثر‭ ‬قوة‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى‭ ‬في‭ ‬تاريخها‮»‬‭.‬ وفي‭ ‬تناوله‭ ‬لقضية‭ ‬إيران‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬ماكنزي‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬منذ‭ ‬اغتيال‭ ‬قائد‭ ‬فيلق‭ ‬القدس،‭ ‬‮«‬قاسم‭ ‬سليماني‮»‬،‭ ‬‮«‬قامت‭ ‬طهران‭ ‬بممارسة‭ ‬أنشطتها‭ ‬بنفسها،‭ ‬بصورة‭ ‬أقل‭ ‬مما‭ ‬تعتبره‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬مقدار‭ ‬صبرنا‭ ‬وتحملنا‭ ‬إزائها‮»‬،‭ ‬لكنه‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬أكد‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬تعتمد‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬وكلاء‭ ‬آخرين‭ ‬للقيام‭ ‬بهذه‭ ‬الأنشطة‮»‬،‭ ‬وتزويدهم‭ ‬‮«‬بالأسلحة‭ ‬والموارد‭ ‬الأخرى‮»‬‭. ‬ وفي‭ ‬الواقع،‭ ‬أصبحت‭ ‬رعاية‭ ‬إيران‭ ‬لمجموعة‭ ‬متنوعة‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المسلحة‭ ‬غير‭ ‬النظامية،‭ ‬بمثابة‭ ‬حجر‭ ‬الزاوية‭ ‬في‭ ‬سياستها‭ ‬الدفاعية،‭ ‬وكما‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬جويدو‭ ‬شتاينبرغ‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المعهد‭ ‬الألماني‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية‭ ‬والأمنية‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬تلك‭ ‬الجهات‭ ‬تستخدم‭ ‬كل‭ ‬الموارد‭ ‬لتوسيع‭ ‬‮«‬نفوذها‮»‬،‭ ‬بشكل‭ ‬لا‭ ‬بأس‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬النجاحات‭ ‬السابقة‭ ‬في‭ ‬توجيه‭ ‬تلك‭ ‬الجهات،‭ ‬فقد‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬ماكنزي‮»‬،‭ ‬أنها‭ ‬بدأت‭ ‬تفقد‭ ‬قبضتها‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬وكلائها،‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬أن‭ ‬قائد‭ ‬فيلق‭ ‬القدس‭ ‬الجديد،‭ ‬‮«‬إسماعيل‭ ‬قآني‮»‬،‭ ‬لا‭ ‬‮«‬يمارس‭ ‬نفس‭ ‬الدرجة‭ ‬من‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬المليشيات‭ ‬المتحالفة‭ ‬معها،‭ ‬مقارنة‭ ‬بسلفه‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬علق‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬‮«‬قاسم‭ ‬عبدالزهرة‮»‬،‮ ‬و«سامية‭ ‬كُلاب‮»‬،‭ ‬من‭ ‬وكالة‭ ‬‮«‬أسوشيتد‭ ‬برس‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬محاولات‭ ‬‮«‬قآني‮»‬،‭ ‬‮«‬قوبلت‭ ‬بالتحدي‭ ‬والرفض‮»‬،‭ ‬عندما‭ ‬حاول‭ ‬التأثير‭ ‬في‭ ‬نشاط‭ ‬المليشيات‭ ‬المدعومة‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬العراق‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬دان‭ ‬لوس‮»‬،‭ ‬و«كورتني‭ ‬كوب‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬إن‭ ‬بي‭ ‬سي‭ ‬نيوز‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬محاولة‭ ‬الاغتيال‭ ‬الفاشلة‭ ‬لرئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬العراقي،‭ ‬مصطفى‭ ‬الكاظمي،‭ ‬توضح‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬طهران‭ ‬‮«‬تكافح‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬محاصرة‭ ‬قادة‭ ‬المليشيات‭ ‬الشيعية‭ ‬المتنازعة‮»‬‭.‬ وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬ماكنزي‮»‬،‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬حجم‭ ‬التهديد‭ ‬الذي‭ ‬تشكله‭ ‬الجماعات‭ ‬المسلحة‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬بالوكالة‭ ‬لصالح‭ ‬إيران،‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬خطورة‭ ‬عن‭ ‬‮«‬قدرات‭ ‬الصواريخ‭ ‬الباليستية‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تملكها،‭ ‬والتي‭ ‬‮«‬طورتها‭ ‬بلا‭ ‬هوادة‮»‬‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭. ‬ولتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬هذه‭ ‬القدرات‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬تقوية‭ ‬شوكتها‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬اعتبر‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬‮«‬روبرت‭ ‬أينهورن‮»‬،‭ ‬و«فان‭ ‬ديبين‮»‬،‭ ‬من‭ ‬معهد‭ ‬‮«‬بروكينجز‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الصواريخ‭ ‬الباليستية،‭ ‬هي‭ ‬عنصر‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬ولا‭ ‬غنى‭ ‬عنه‮»‬،‭ ‬في‭ ‬استراتيجيتها‭ ‬للدفاع‭ ‬الوطني‭.‬ وفي‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬الهجمات‭ ‬الصاروخية‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬شنها‭ ‬المتمردون‭ ‬الحوثيون‭ ‬على‭ ‬أهداف‭ ‬في‭ ‬الإمارات؛‭ ‬أكد‭ ‬قائد‭ ‬القيادة‭ ‬المركزية،‭ ‬أن‭ ‬الوكلاء‭ ‬الإيرانيين‭ ‬‮«‬سيستخدمون‭ ‬أي‭ ‬قدرات‭ ‬يضعونها‭ ‬في‭ ‬أيديهم‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬الهجمات‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬لتتحقق‭ ‬لولا‭ ‬التدخل‭ ‬الإيراني،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأخيرة‭ ‬‮«‬مسؤولة‭ ‬أخلاقيًا‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الهجمات،‭ ‬وربما‭ ‬أكثر‭ ‬بكثير‮»‬‭. ‬وعلق‭ ‬‮«‬بلال‭ ‬صعب‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بإمكانهم‭ ‬فعل‭ ‬ذلك‮»‬،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬‮«‬شحنات‭ ‬الأسلحة‭ ‬شبه‭ ‬المستمرة‮»‬‭ ‬من‭ ‬‮«‬فيلق‭ ‬القدس‭ ‬الإيراني‮»‬‭. ‬وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬كاثرين‭ ‬زيمرمان‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬أمريكان‭ ‬إنتربرايز‮»‬،‭ ‬و«نيكولاس‭ ‬هيراس‮»‬،‭ ‬من‭ ‬معهد‭ ‬‮«‬نيو‭ ‬لاينز‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الهجمات،‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬جماعة‭ ‬الحوثي‭ ‬المتمردة‭ ‬أصبحت‭ ‬‮«‬أكثر‭ ‬اتساقًا‭ ‬مع‭ ‬رعاتها‭ ‬الإيرانيين‮»‬،‭ ‬تاركة‭ ‬الفرصة‭ ‬للسماح‭ ‬لهم‭ ‬‮«‬بممارسة‭ ‬ضغط‭ ‬عسكري‭ ‬استراتيجي‭ ‬ثابت‮»‬‭ ‬في‭ ‬شبه‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية‭.‬ على‭ ‬العموم،‭ ‬قدمت‭ ‬تعليقات‭ ‬‮«‬ماكنزي‮»‬،‭ ‬‮«‬نظرة‭ ‬ثاقبة‮»‬،‭ ‬على‭ ‬الرؤية‭ ‬الحالية‭ ‬لدى‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وأوضح‭ ‬أن‭ ‬المنطقة‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬محط‭ ‬‮«‬تركيز‭ ‬مهم‮»‬‭ ‬لسياسة‭ ‬واشنطن‭ ‬الخارجية،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬عندما‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بالمنافسة‭ ‬العالمية‭ ‬مع‭ ‬الصين‭. ‬وعليه،‭ ‬رفض‭ ‬الفكرة‭ ‬القائلة‭ ‬بتحويل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬انتباهها‭ ‬إلى‭ ‬شرق‭ ‬آسيا‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬المنطقة،‭ ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الاستراتيجية‭ ‬الأمريكية‮»‬،‭ ‬تستلزم‭ ‬وجودًا‭ ‬عالميا‭ ‬واسعًا‭. ‬وتعكس‭ ‬تعليقاته،‭ ‬آراء‭ ‬الخبراء‭ ‬الغربيين‭ ‬التي‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬تبني‭ ‬‮«‬استراتيجية‭ ‬عالمية‮»‬‭ ‬لمواجهة‭ ‬المنافسة‭ ‬الراهنة‭ ‬مع‭ ‬بكين،‭ ‬حيث‭ ‬بات‭ ‬يُنظر‭ ‬إلى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬مسرح‭ ‬رئيسي‭ ‬لتلك‭ ‬المنافسة‭. ‬ وفي‭ ‬ضوء‭ ‬ذلك،‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ستتعاون‭ ‬بـ«شكل‭ ‬أوثق‮»‬‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬لمواجهة‭ ‬التهديدات‭ ‬الإيرانية،‭ ‬وأن‭ ‬تركيزها‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يظل‭ ‬على‭ ‬طهران‭ ‬طوال‭ ‬عام‭ ‬2022‭.‬

مشاركة :