أصيب عدد من الفلسطينيين في صدامات عنيفة مع الجيش الإسرائيلي مساء يوم الأربعاء، في عدة مدن من الضفة الغربية بحسب مصادر فلسطينية. واندلعت أبرز هذه الصدامات عند مناطق التماس والحواجز العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي في أريحا ورام الله تنديدا بمقتل 3 شبان وسط مدينة نابلس يوم الثلاثاء. وقالت مصادر طبية لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن فلسطينيين اثنين أصيبا بالرصاص فيما أصيب العشرات بالاختناق خلال صدامات اندلعت بين شبان فلسطينيين وقوات الجيش في مخيم "عين السلطان" للاجئين الفلسطينيين في مدينة أريحا. كما اندلعت مواجهات مماثلة عند المدخل الشمالي لمدينتي رام الله والبيرة في محيط حاجز "بيت إيل" العسكري استخدم خلالها الجيش الإسرائيلي الرصاص المغلف بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع. وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان إن عشرات الفلسطينيين أصيبوا جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع والرصاص المغلف بالمطاط. ولم يصدر أي تعليق من جانب الجيش الإسرائيلي بشأن المواجهات، في وقت أفادت الإذاعة الإسرائيلية العامة بأن القوات الإسرائيلية تواصل مطاردة الشاب إبراهيم النابلسي الذي ينتمي للخلية التي تم تصفيتها في نابلس الثلاثاء. من جهته، اعتبر نائب رئيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) محمود العالول أن الشعب الفلسطيني يعيش "مآسي وعذابات" يوميا من أجل حريته وإقامة دولته المستقلة، مشيرا الى أن الواقع الحالي "لا يمكن القبول باستمراره على الإطلاق". وأضاف العالول في كلمة خلال مؤتمر شعبي بمدينة رام الله أن إسرائيل "توغل في ارتكاب الجرائم ضد الفلسطينيين من خلال عمليات القتل اليومية ومصادرة الأراضي والبناء الاستيطاني وما يجري في القدس، وهي ممارسات لا يمكن احتمالها أبدا"، داعيا الشعب الفلسطيني إلى الوقوف موحدا في مواجهة كافة الإجراءات الإسرائيلية. وفي السياق ذاته، اعتبرت وزارة الخارجية والمغتربين في السلطة الفلسطينية أن تردد الإدارة الأمريكية بتنفيذ التزاماتها تجاه القضية الفلسطينية وضعف ضغوطاتها على إسرائيل و"تقاعس" مجلس الأمن الدولي عن تحمل مسئولياته تجاه معاناة الفلسطينيين باتت تساهم في "تأجيج وتوتير" ساحة الصراع. وقالت الوزارة في بيان تعقيبا على الأحداث الميدانية في الضفة الغربية إن إسرائيل تستغل "العجز الدولي والأمريكي في تصعيد انتهاكاتها والإمعان في ممارساتها في مقدمتها جريمة الاستيطان والإعدامات الميدانية والفصل العنصري". وأكد البيان رفض الشعب الفلسطيني التسليم بالاحتلال والاستيطان كواقع معاش، مشيرا إلى أن الوزارة ستواصل حراكها السياسي والدبلوماسي والقانوني الدولي لفرض عقوبات دولية على إسرائيل كقوة احتلال ومحاسبة ومحاكمة مجرمي الحرب"، محذرا من مغبة التعامل مع "الانتهاكات والجرائم الاسرائيلية كأرقام وإحصائيات أو أنها أصبحت اعتيادية ومألوفة لتكرارها يوميا".
مشاركة :