حث قائد قوات الأمم المتحدة العاملة بجنوب لبنان (يونيفيل) اللواء ستيفانو ديل كول اليوم (الجمعة) لبنان وإسرائيل على استئناف محادثات (الخط الأزرق) التقنية للوصول إلى اتفاقات حول عدد من النقاط الخلافية على طول الخط. جاء ذلك في بيان لليونيفيل صدر بعد اجتماع عسكري بين يونيفيل وضباط كبار من الجيشين اللبناني والإسرائيلي انعقد اليوم في مقر الأمم المتحدة على معبر "رأس الناقورة" على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. و(الخط الأزرق) هو الخط البالغ طوله 120 كيلو مترا الذي رسمته الأمم المتحدة بين لبنان وإسرائيل في العام 2000 والذي يتحفظ لبنان على 17 من نقاطه، وكان تم إنشاؤه بهدف التحقق من انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، ويعتبر خطا مؤقتا لحين ترسيم الحدود غير المرسمة بين البلدين. ودعا اللواء ديل كول الأطراف إلى "استخدام المنتدى الثلاثي للبناء على الإنجازات التي تحققت في الماضي ولإحراز تقدم نحو بيئة أكثر استقرارا"، وأشار إلى "أن خط اتصالات يونيفيل المفتوح مع الأطراف سوف يحافظ على حيويته، على الرغم من بعض التحديات". وقال "خلال العديد من الحوادث التي وقعت على (الخط الأزرق) واصل كل من القوات المسلحة اللبنانية والجيش الإسرائيلي العمل مع يونيفيل، مما أتاح لها الوقت والمساحة للتهدئة". ودعا ديل كول الذي تنتهي ولايته في نهاية الشهر الجاري، وفدي لبنان وإسرائيل إلى تقديم دعمهم المعتاد لخلفه الإسباني اللواء أرولدو لازارو ساينز. وتعقد الاجتماعات الثلاثية بانتظام تحت رئاسة يونيفيل منذ نهاية حرب العام 2006 في جنوب لبنان، بوصفها آلية أساسية لإدارة النزاع. وفي سياق متصل، أعلنت قيادة الجيش اللبناني في بيان إن الجانب اللبناني تطرق في الاجتماع إلى "الاعتداءات الإسرائيلية اليومية والمتكررة للسيادة اللبنانية"، محملا "العدو الإسرائيلي مسؤولية النتائج التي تترتب عنها". كما "أدان الجانب اللبناني استخدام المجال الجوي اللبناني لقصف الأراضي السورية، وأبدى اعتراضه على أي أعمال هندسية ينوي العدو الإسرائيلي تنفيذها في القسم المحتل من منطقة الغجر الحدودية". وشدد الجانب اللبناني على "ضرورة الانسحاب الاسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة ومنها المنطقة المتآخمة لشمال الخط الأزرق ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم الشمالي المحتل من بلدة الغجر وبقعة (ب1) المحتلة والنقاط الـ17 المتحفظ عليها". يذكر أن يونيفيل تعمل في جنوب لبنان منذ العام 1978 لمراقبة انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، وقد تم تعزيزها في العام 2006 بموجب قرار مجلس الأمن 1701 الذي وضع حدا للحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان في شهر يوليو من العام ذاته. وتضم يونيفيل حسب آخر بياناتها في 31 أكتوبر الماضي نحو 10144 جنديا من حفظة السلام من 46 دولة.
مشاركة :