تهيمن إيران على مختلف قطاعات الدولة العراقية من خلال شركات موالية لها وعبر كيانات تعمل على ابتزاز الموارد العراقية لصالح الحرس الثوري الإيراني، الذي ينقل بدوره ثروات بلاد الرافدين إلى جماعات إرهابية مثل الحوثيين في اليمن و«حزب الله» في لبنان، فضلاً عن دوائر مارقة أخرى في منطقة الشرق الأوسط، لتعزيز الصراع المسلح على جبهات ساخنة في اليمن ولبنان وسوريا وفي العراق ذاته، حسب صحيفة «فورين بوليسي». ويرى تقرير الصحيفة الأمريكية أنه بعيدًا عن مفاهيم الاحتلال التقليدي، ابتكر نظام الملالي في طهران استراتيجية جديدة للهيمنة على موارد دول ضعيفة، أنهكتها الحروب والصراعات خلال ما يُعرف بـ«الربيع العربي»، وهو ما بدا بصورة واضحة في سوريا واليمن. أما في العراق، فابتزت إيران موارده مبكراً، لاسيما بعد انهيار نظام صدام حسين، وشجعها على ذلك واقع الفراغ السياسي والأمني، الذي تزامن مع الغزو الأمريكي للبلاد في العام 2003، واستهلت عملياتها في هذا الخصوص بخلق كيانات وشركات موالية لها في مختلف القطاعات لتسييل الموارد العراقية، وصبها في خزينة الحرس الثوري الإيراني، الذي يعكف بدوره على تخصيص نصيب كبير من تلك الموارد لصالح الحوثيين في اليمن و«حزب الله» في لبنان، بالإضافة إلى تمويل الميليشيات الموالية لطهران في مختلف المناطق الساخنة في الشرق الأوسط. وحسب الصحيفة الأمريكية، يفرض الواقع الإيراني في العراق تحديًا هائلًا على حكومة مصطفى الكاظمي، التي تناضل منذ توليها السلطة في 7 مايو 2020 حتى الآن من أجل رفع عباءة الاحتلال الإيراني عن البلاد، الذي يعتبره مراقبون في بغداد أعنف من نشاط تنظيم «داعش».
مشاركة :