هل يسهم عيد الحب في تخفيف الضغط على الأزواج في زمن كورونا؟

  • 2/12/2022
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تواجد مستمر ورتابة.. لاتزال جائحة كورونا تشكل تحديا غير مسبوق للأزواج في ألمانيا. فالمكوث في المنزل لفترات طويلة بسبب القيود، يدفع الأزواج للمجادلة حول كل كبيرة وصغيرة. فكيف يمكن لمناسبة عيد الحب أن تكسر هذا التحدي؟ يرى خبراء أن عيد الحب يمثل فرصة لأن يفاجئ كل طرف الآخر بشيء يبعث على السرور يقول المعالج النفسي والكاتب البرليني فولغانغ كروغر عن موضوع الحب والشراكة الحياتية: "كورونا تمثل حالة اختبار للأزواج" . ففي أعقاب قيود كورونا ولوائح العمل من المنزل، يقضي العديد من الأزواج سويا وقتا أطول بكثير من ذي قبل. وإذا تسبب أحدهما في تعكير صفو الآخر، فسيكون هناك خطر اندلاع خلافات مستمرة ومضنية حول أمور صغيرة مثل مهمة غسل الأطباق. ويضيف كروغر: "هنا تُثار الأعصاب بسرعة"، مشيرا إلى أن العديد من العلاقات المتعثرة بالفعل قد لا تنجو من مثل هذه المواقف، ويضيف: "أفترض أنه ستكون هناك موجة انفصال بعد كورونا". وتقول عالمة النفس كريستينه باكهاوس، التي تعمل مدربة علاقات في فرانكفورت، إن الآباء - وخاصة الأمهات الصغيرات - مرهقون، وأضافت: "لقد فاضت بهم الأعباء"، موضحة أن التوفيق بين الأسرة والعمل أثناء الجائحة يتجاوز أحيانا حد الشعور بالإجهاد. وتقول عالمة الاجتماع، مينه كون، من معهد ماكس بلانك للأبحاث الديموغرافية في روستوك، إن الفهم السائد والتقليدي للغاية للأدوار في ألمانيا يعني أن معظم الأعمال المتعلقة بالتعليم المنزلي ورعاية الأطفال تُركت للنساء أثناء الإغلاق. وتطالب الباحثة كون الأوساط السياسية بأن تضع في اعتبارها خلال اتخاذ الإجراءات المتعلقة بكورونا الضغط المتزايد والإرهاق الذي تعاني منه الأمهات خلال الجائحة، والذي رصدته في إحدى الدراسات التي قامت بها. سواء أكان لدى الزوجين أطفال أم لا - الأزواج الذين واجهوا مشكلات في العلاقة قبل كورونا، تصبح كورونا بالنسبة لهم أشبه بـ"مُسرّع حريق"، كما تقول عالمة النفس باكهاوس. الجائحة لا تخلو من تأثيرات إيجابية وتشير العالمة باكهاوس إلى أن الجائحة أظهرت أيضا أن الحياة محدودة، حيث وجد كثيرون أنهم لا يريدون إضاعة وقتهم في علاقة كانت تسير بشكل سيء. وفي المقابل، ترى باكهاوس أن هناك أيضا تأثيرات إيجابية للجائحة على العلاقات. وتقول باكهاوس: "أتيحت الفرصة للأزواج الذين كان العمل شغلهم الشاغل في السابق لعيش الشراكة بشكل مختلف"، موضحة أنه صار بإمكان الأزواج الآن إعادة اكتشاف بعضهم من خلال التواجد سويا بصورة أكبر في الحياة اليومية والتمهل في إنجاز المهام. "لقد كان الإغلاق مُسرّعا رائعا للأشخاص الذين يواجهون صعوبات في العلاقات والارتباطات"، مضيفة أن العمل من المنزل خفف أيضا من التوتر بين الأزواج الذين لديهم مشكلات متعلقة بالخيانة الزوجية. وتضيف عالمة النفس باكهاوس: "لكن القضية الكبرى هي الاستقلالية... ما مقدار الحرية التي أحتاجها؟"، موضحة أن إمكانية إشباع الاحتياجات الخاصة، والخروج مع الأصدقاء، والسفر لقضاء عطلات قد تقلصت بشدة خلال الجائح. وتشير باكهاوس إلى أنه عند رؤية شريك الحياة مرتديا سروال الركض كل يوم، يصبح الانجذاب والشعور بالإثارة الجنسية صعبا، موضحة أن ما يتطلبه الأمر هنا هو تحمل الضغط وتقلص مساحات الحرية، وقالت: "لقد تعلم الكثيرون أيضا المثابرة هنا دون الهروب دائما من النزاعات، ومناقشتها مع شريك الحياة"، موضحة أن هذا أدى في بعض الأحيان إلى ظهور ثقة جديدة وإيمان بالنفس. لا تنسَ الاعتناء بالذات! وترى عالمة النفس أن عيد الحب فرصة لأن يفاجئ كل طرف الآخر بشيء يبعث على السرور ، وتقول: "حتى لو كانت الأجواء مضطربة، يمكنك أن تبذل مجهودا وتفكر فيما يمكن أن يجعل الطرف الآخر سعيدا؟"، مشيرة أيضا إلى أنه من الممكن ببساطة إسماع شريك الحياة مجددا كلمة "أحبك" أو "أحبك لأن ...". كما ينصح المعالج النفسي كروغر بالاعتناء بالذات. يقول كروغر: "كل شخص مسؤول عن حالته المزاجية"، مؤكدا ضرورة الحفاظ على علاقات اجتماعية متنوعة، والتي يمكن رعايتها أيضا أثناء الخروج للتنزه أو عبر الهاتف أو عبر الفيديو. ويضيف: "من هنا يمكن للعلاقة أن تتنفس، حيث ستجد شيئا جديدا تحكي عنه". كما يؤكد كروغر على ضرورة أن يترك كل طرف مساحة للآخر - وهو أمر ممكن تحقيقه حتى في داخل المنازل الصغيرة، وقال: "على سبيل المثال، لا أتحدث إلى زوجتي عندما تقرأ". وأشار كروغر إلى أنه في ظل عدم القدرة على الذهاب إلى حفلات موسيقية أو تجمعات لدى الأصدقاء، يمكن استغلال الوقت في ترتيب المنزل أو تخليص أمور متروكة منذ فترة طويلة، مثل كتابة الإقرار الضريبي. كما يقترح المعالج النفسي بدء هواية جديدة أو أن يفكر الفرد في الأمور الممتن لها خلال قيامه بنوع من الطقوس في الصباح، مضيفا أنه يمكن في المساء أيضا أن يسترجع الفرد الأمور التي يرى أنها سارت بشكل جيد خلال اليوم، موضحا أن ذلك يمكن أن يؤدي أيضا إلى تحسين الحالة المزاجية وزيادة الثقة بالنفس وتوفير الأساس لشراكة ناجحة على الرغم من أزمة كورونا.   ف.ي/ (د.ب.ا)

مشاركة :