أثار المصوّر كريس رينييه، خلال جلسة حوارية ضمن فعاليات الدورة السادسة من «اكسبوجر 2022»، أسئلة كثيرة حول راهن الثقافات الأصلية في العالم، وأهمية توثيقها، وأثر اختفائها وانتهائها على الثقافة الإنسانية وقيمها الجوهرية النبيلة. وأكّد كرينييه، خلال الجلسة التي حملت عنوان «ثقافات على الهامش» أنّ العديد من المجتمعات التقليدية حول العالم تكافح من أجل الحفاظ على تقاليدها وطقوسها الثقافية وإحيائها، وقال: «من خلال التصوير الفوتوغرافي، أسعى إلى توثيق الطقوس، والحياة اليومية، والمناظر الطبيعية الروحية لهذه الثقافات القديمة، وبالتالي المساعدة في الحفاظ عليها للأجيال القادمة، في الوقت الذي لا تزال فيه صامدة وسط الضغوط المتزايدة للعالم الحديث». وأضاف: «إنّ التكنولوجيا الحديثة والهائلة اليوم، تساعدنا بشكل كبير على نشر الثقافات النادرة، التي تعيش حقاً على الهامش، ويجب استغلالها بالشكل الأمثل الذي يسهم في الحفاظ على مختلف التقاليد الثقافية القديمة والنادرة في جميع أنحاء العالم، فنحن أخذنا على عاتقنا في هذا المشروع أن نطلع العالم على العديد من الثقافات التي لم يسمعوا عنها من قبل». وتطرّق كرينييه أثناء حديثه إلى عدد من الحضارات والثقافات التي عمل على توثيقها، وقدّم خلفية عن الصور الفوتوغرافية التي تم التقاطها على مدى أربعين عامًا، كتجربته في العيش مع قبائل العصر الحجري في جزيرة غينيا الجديدة، إلى العمل مع صائدي الصقور في مانغوليا، للمساعدة في الحفاظ على تقاليد الصيد الخاصة بهم، إلى السفر إلى وسط الصحراء الكبرى مع الطوارق بحثًا عن منجم ملح قديم موجود منذ القرن الثالث عشر، وقبائل شعب الايدو في اليابان، وثقافة الوشم في منطقة جنوب المحيط الهادئ، وتوثيق الأهرامات في مصر، وغيرها من التقاليد المتعلقة بالتواصل مع عالم الأقنعة وعالم ما بعد الموت. وسرد كريس أهمية توثيق هذه الثقافات القديمة التي تعيش على حافة الحداثة في القرن الحادي والعشرين، وأهمية استخدام التصوير الفوتوغرافي كأداة اجتماعية لخلق مكان أفضل تعيش فيه للأجيال القادمة، موضحاً أن طريقة عمله كانت تعتمد على قضاء وقت طويل في المكان المستهدف، لخلق علاقة وديّة وعلى درجة عالية من الثقة معه ومع القبائل هناك، الأمر الذي يسهم في تسهيل عمليات التوثيق بالشكل الأمثل، وبالتالي منح القبائل الأصلية التي تريد الحفاظ على تقاليدها، حق القيام بذلك بكل سهولة.