الأمير يرعى مُصالحة بين قبيلتين ليبيتين

  • 11/24/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة - إبراهيم بدوي وقنا: برعاية كريمة من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وقعت قبيلتا الطوارق والتبو في دولة ليبيا الشقيقة على اتفاق مصالحة شامل ينهي الاقتتال في مدينة "أوباري" جنوب غرب ليبيا. وقّع الاتفاق في الدوحة أمس كل من الشيخ أبوبكر الفقي رئيس وفد قبائل الطوارق، والسيد علي سيدي آدم رئيس وفد قبائل التبو، بحضور سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني مساعد وزير الخارجية لشؤون التعاون الدولي. وينص اتفاق المصالحة على وقف نهائي لإطلاق النار بين الطرفين، وعودة النازحين والمهاجرين من أهالي مدينة "أوباري" إلى ديارهم، وفتح الطريق العام إلى "أوباري"، وإنهاء كافة المظاهر المسلحة في المدينة. وأكد الطرفان في بيان مشترك ترحيبهما بالجهود المتواصلة لدولة قطر الشقيقة في ظل قيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى لتحقيق المصالحة بين الطوارق والتبو والتي حظيت بموافقة القبائل كافة ومساندة دول الجوار. ودعا البيان الليبيين كافة إلى الاتفاق والمصالحة والعمل يدًا بيد لبناء الوطن بعزم وسواعد أبنائه. وقد أعربت الأطراف الليبية المشاركة بعد التوقيع على الاتفاق عن تقديرها للجهود التي تبذلها دولة قطر في تحقيق المصالحة ما يؤكد أهمية الوساطة القطرية في حل الخلافات بالطرق السلمية وإنهاء الأزمات. من جانبها أعربت دولة قطر عن تطلعها لأن تدفع هذه المصالحة لمزيد من الوفاق والوحدة بين أبناء الشعب الليبي الشقيق والحفاظ على أمن واستقرار ليبيا. وفي سياق متصل وقال د. إبراهيم فريحات خبير النزاعات الدولية بمركز بروكنجز إن الاتفاق يُحدث نقلة نوعية في الأوضاع الأمنية جنوب ليبيا ويُعالج أكثر من مسألة بالحد من النزاعات القبلية والعرقية والانفلات الأمني وعمليات التهريب التي تعد من المشكلات المزدهرة في الجنوب، كما يؤثر بشكل عام على الوضع الأمني في المنطقة الممتدة من مدينة سبها عاصمة الجنوب وصولاً إلى دول الجوار. وفيما دعا آمر القوة الثالثة المكلّفة بحماية الجنوب الليبي العقيد جمال التريكي، دول الجوار أن تحذو حذو قطر في دعم القوة المكلّفة بتنفيذ الاتفاق، وعدم التدخل سلبًا في الشأن الليبي وإيقاف الهجرة غير النظامية، أكد د. فريحات أن التوصّل إلى اتفاق يعزّز دور الوساطة القطرية في الجانب التاريخي منه وتميّزها في تسوية النزاعات العربية كما يُعطي مزيدًا من المصداقية لجهود الوساطة القطرية النشطة بهدف تعزيز الأمن والاستقرار في مناطق النزاعات. وشهدت منطقة أوباري قتالًا بين التبو والطوارق منذ أكتوبر من العام الماضي، نتيجة الصراع على منافذ التجارة والتهريب على المناطق الحدودية، وسقط بسببه عشرات القتلى والجرحى، ونزح عن المدينة قرابة 80% من سكانها. وعن أهمية الاتفاق وتوقيته شدّد د.فريحات على أهمية الاتفاق بتقديمه نموذجًا يحتذى وتعزيزه فرص التوصّل إلى تسوية سياسية في ليبيا حيث شكّل الصراع إحدى العقبات في ظل انتماء طرفيه لجبهات مختلفة. وتؤيد قبائل التبو مجلس النواب المنحل في طبرق، بينما تؤيد قبائل الطوارق المؤتمر الوطني العام في طرابلس. ونوه بأن إتمام الاتفاق يُعد جرعة حياة جديدة للعملية السياسية في ليبيا التي تواجه بها بعثة الأمم المتحدة تعثرًا كبيرًا نحو التوصّل إلى تسوية شاملة. وعن إمكانية أن يشكّل الاتفاق نواة لتسوية توترات مشابهة في الجنوب الليبي قال د. فريحات الخبير بالنزاعات الدولية: إننا أمام اتفاق ونموذج حقيقي وهناك فرق بين التوصّل إلى اتفاق وبين تنفيذه لأن الاتفاق يكون على الخطوط العريضة المتفق عليها أما التنفيذ فيرتبط بالتفاصيل والقضايا الهامشية والتي يمكن التعامل معها في حال توافر حسن النوايا والإرادة السياسية لدى الأطراف الموقعة على الاتفاق.

مشاركة :