انتهازية «الإخوان المسلمين» تعرقل مسيرة تحرير اليمن

  • 11/24/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يدفع حزب التجمع اليمني للإصلاح أعضاءه لخوض معارك جانبية عوضاً عن المعركة الأساسية المتمثلة في تحرير المناطق التي لا تزال تحت قبضة الانقلابيين، وتخاذل مقاتلوه في الميدان عن تحرير مدينة تعز التي تدور فيها معارك منذ عدة أشهر بهدف تخليصها من قبضة الميليشيات الحوثية، وهو ما تسبب في تأخير حسم المعركة، تماماً كما حث في عدن والجنوب. يقول أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي إن عمليات تحرير تعز تتقدم إيجابا وخاصة من الجبهة الشرقية، ولولا تخاذل جماعة الإخوان المسلمين لكان التحرير اكتمل، قائلاً إن الأدلة والشواهد على هذا التخاذل عديدة. ويرى أنور قرقاش أن الإصلاح/ الإخوان همهم السلطة والحكم في اليمن، وتخاذلهم في تحرير تعز سمة لتيار انتهازي تعوّد على المؤامرات، وموقفهم الآن في تعز موثق، وسيوثق التاريخ تخاذلهم وانتهازيتهم، وقد فاحت الرائحة النتنة لهذا التخاذل. ويجيء تقييم دولة الإمارات لدور جماعة الاخوان المسلمين في اليمن في ظل الأوضاع التي عاشتها مدينة عدن قبل وبعد تحريرها من جماعة الحوثيين وأنصار الرئيس المخلوع، بخاصة وأن تيار الإخوان قد انهار أمام الحشد الحوثي ولم يقف أمام التمرد، ولم يشارك في تحرير عدن والجنوب، وهو ما يؤكد انتهازية هذا الحزب الذي يسعى لدخول المشهد قرب النهاية لقطف ثمار النصر الذي تحقق في عدن وفي غيرها من المناطق الجنوبية، ويريد أن يقطف الثمار مرة ثانية في عملية تحرير تعز. ويرى الدكتور قرقاش أن الانتهازية سمة الإخوان في الربيع العربي حيث تمكنوا من سرقة طموحات تحركات الشباب وإحباطهم، وتحكموا وتسلطوا وهمشوا حتى سقطوا مرة أخرى، مثلما حدث في اليمن، عندما ركبوا موجة التغيير وأرادوا الاستئثار بالحكم بمفردهم. وأشار إلى أن الإخوان في اليمن كانوا على الدوام جزءاً من المشكلة، منذ بداية ثورة الربيع العربي العام 2011 في اليمن، كما كانوا المشكلة كلها في مرحلة ما بعد سقوط نظام المخلوع صالح، حيث أرادوا تقييد الرئيس عبد ربه منصور هادي عبر سلسلة من الإجراءات في الشارع، بفعل تحكمهم بالكثير من المؤسسات الحكومية وفي ساحات الاحتجاجات. وبعد سيطرة المتمردين الحوثيين، المسنودين بقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، عاد الإخوان إلى الانتهازية من جديد بعدما تركوا البلد فريسة أطماع المتمردين، ولم يكتفوا بذلك، بل عملوا على خلخلة الصف الوطني من خلال التأخير في حسم المعارك الهادفة إلى تحرير المدن التي سيطر عليها الحوثيون خلال مدة زمنية قصيرة. أكثر من ذلك تلكأ الإخوان في الانضمام إلى قوات الشرعية في محاربة ومواجهة تغول الانقلابيين ولم يلعبوا دوراً في تحرير عدن، وتفننوا في الهوامش والمنافي في نشر الإشاعات والأكاذيب التي تضعف الصفوف، وهو ما يشير إلى أن تحالف الإخوان مع السلطة أحيانا ومع الغالب دائماً انتهازية ميزتهم، فلا أمان لهم في اليمن أو أي قطر آخر. يقول أنور قرقاش إن كثيراً ما ارتبط حزب الإخوان بالمال الفاسد في العديد من الأقطار، ومنها اليمن على سبيل المثال، حيث نرى دورهم الانتهازي الحالي في اليمن، كمن يتحين فرصة الانقضاض على السلطة بعد أن تم تحرير معظم مدن اليمن من قبضة الحوثيين، ويؤكد أن الدولة الجديدة الواعدة لا يمكن أن يكون طريقها بوابتهم، فلا يمكن أن يمثل الإخوان مستقبل اليمن، فالغوغاء والمال الفاسد والولاءات الملتبسة تجعلهم جزءاً من المشكلة لا الحل. الاستيلاء على مواد الإغاثة انتهازية حزب الإصلاح تتجسد أكثر على الأرض في عدن، فبعد تحرير المدينة من قبضة المتمردين الحوثيين، تدافع قادة الحزب للظهور بمظهر المحاربين، وحاولوا الاستئثار بالقرار السياسي وصناعته في مدينة عدن، بعد أن فرضوا بتحايلهم محافظاً جديداً للمدينة، بواسطته تمكنت جماعة الإخوان من الاستيلاء على المواد الاغاثية التي قدمت للمواطنين في عدن وقامت ببيعها في الأسواق. وبحسب شهادة عضو في الهلال الأحمر الإماراتي ومدير جامعة الإمارات الدكتور علي سيف النعيمي فإن الإمارات عندما نزلت بقواتها المسلحة إلى عدن وتمكنت من تحريرها كانت هيئة الهلال الأحمر حاضرة بالمساعدات بالمواد الإغاثية لمساعدة الشعب اليمني، إلا أن جماعة الإخوان المسلمين، حالهم حال نظرائهم في مختلف الدول وبذات في دول العالم الإسلامي اختطفوا مواد الإغاثة، وحرموا الناس منها، عوضاً عن تجنيد أنفسهم لتوزيع هذه المواد، خاصة أن الناس كانوا خارجين لتوهم من حرب عبثية دمرت البنية التحتية للمدينة. ويقول النعيمي: فوجئنا بأن المواد الاغاثية التي سلمناها للمنظمات الاغاثية في عدن تباع في الأسواق، ثم جاءنا أناس يطلبون منا مواد إغاثة، قلنا لهم اذهبوا إلى مراكز الإغاثة، نحن سلمناها لهم، قالوا لنا هذا حزب الإصلاح لا يسلم المواد الاغاثية إلا لأتباعه والمنتمي إلى الإصلاح فقط. وقال إنه بعد متابعة الأمور والتدقيق على الأرض وجد أن عملية البيع التي تتم في الأسواق هي عن طريق منظمات الإغاثة التابعة لحزب الإصلاح. ويحذر النعيمي الشعب اليمني من تسلق الجماعة على دماء اليمنيين لأنهم لم يشاركوا في الحرب وان تواجدهم على صفحات التواصل الاجتماعي ولا وجود لهم على ساحات القتال. ويحذر القيادي البارز في الحراك الجنوبي أحمد عمر بن فريد من مغبة استغلال قيادات حزب الإصلاح اليمني للانتصارات العسكرية التي حققتها على الأرض المقاومة الجنوبية وقوات التحالف العربي، حيث يحاول حزب الإصلاح بانتهازيته المعروفة عنه استثمار هذه الانتصارات لمصلحته، ويؤكد ابن فريد ان حزب الإصلاح يحاول قطف ثمار انتصارات عاصفة الحزم وانتصارات المقاومة الجنوبية في الجنوب مذكرا ان الإصلاح كان جزءاً أساسياً من قوى حرب صيف 1994 ضد الجنوب. وأوضح ابن فريد ان حزب الإصلاح أدار ظهره للجنوبيين في ثورة الشباب وهو من مارس أعمال القتل ضد الجنوبيين عقب 2011 خلال قمع المسيرات السلمية في الجنوب. وكانت مصادر إعلامية قد تناولت في وقت سابق الدور الانتهازي لحزب التجمع اليمني للإصلاح، ووجه الكثير من الإعلام اتهامات مباشرة للحزب بالاستيلاء على المساعدات الغذائية والإغاثية التي أرسلتها دولة الإمارات العربية المتحدة وبيعها أو احتكارها. ويقول الإعلامي لطفي شطارة إنه تلقى رسائل كثيرة من مواطنين في عدن تحمل اتهامات مباشرة للإصلاح بالاستيلاء على هذه المساعدات وبيعها أو احتكارها لصالح الحزب. وأشار إلى أن هذه الاتهامات لم تأت جزافاً، بل عكست غضب المواطنين المحتاجين للإغاثة مما أسموها بالانتهازية الحزبية للإصلاح وهيمنته على استلام الإغاثة والتصرف بها، على حد تعبيره. وطالب شطارة الحزب بالرد الشافي والوافي على هذه الاتهامات بشأن العبث في توزيع الإغاثة أو بيعها، خاصة أن هذه القضية تثير غضب الناس من الدور الانتهازي للحزب. مواقف سياسية لا يريد اليمنيون تكرار الأخطاء التي وقع فيها رؤساء سابقون، من بينهم المخلوع علي عبد الله صالح عندما سمح لجماعة الإخوان المسلمين بالتحكم في مقدرات الدولة وفي الشارع، بخاصة بعدما أطلق أيديهم في حقل التربية والتعليم، ما سمح لهم بتشكيل ما عرف بالمعاهد العلمية، التي كانت بمثابة تجمع لتخريج كوادر للحزب تمكنت من الاستحواذ على كل مفاصل الدولة. أطلق صالح يد الإخوان المسلمين وسمح لهم بالتغلغل في صفوف الجيش والأمن، إضافة إلى المؤسسات السياسية الأخرى، من ضمنها مجلس النواب، بل وعمل على تقريبهم إلى داخل مؤسسة الرئاسة فكانوا السبب في اختراق الدائرة الأمنية الضيقة للرئاسة، وقد اعترف الرئيس المخلوع صالح بذلك بعد أن تمكن موالون للحزب من اختراق أمن الرئاسة، ما سمح بتنفيذ هجوم على المخلوع أثناء أدائه صلاة الجمعة في جامع دار الرئاسة. وعلى الرغم من النصائح العديدة التي قدمت لصالح بالحذر من انتهازية حزب التجمع اليمني للإصلاح، إلا أنه لم يعر ذلك اهتماماً، بل إنه منحهم اهتماماً أكبر وأشركهم في الحرب التي خاضها ضد الحزب الاشتراكي اليمني في الجنوب العام 1994 وكافأهم بمقعد في مجلس الرئاسة من خلال عضوية الشيخ عبد المجيد الزنداني. وخلال السنوات الأخيرة لم يقدم الحزب ما يشفع له كحزب شريك في العملية السياسية بل ان لديه رغبة واضحة في الاستئثار بالحكم وترك الأحزاب الأخرى على الهامش، وهو ما ظهر جلياً بعد ثورة 2011 التي أطاحت الرئيس المخلوع صالح، إذ كان الحزب يذكر الآخرين على الدوام بالدور المحوري الذي قام به في سبيل التخلص من حكم المخلوع، وهو ما تجسد في انتزاع الكثير من القرارات السياسية لصالح تعيين أنصاره في المؤسسات الحكومية والوزارية المختلفة، ما راكم غضب الأحزاب السياسية من الانتهازية التي تمتع بها الحزب ومحاولة احتكار السلطة لنفسه. بعد سيطرة الحوثيين وقوات المخلوع صالح على العاصمة صنعاء تكشفت حقائق جديدة عن الحزب الذي حاول التسلق على حساب بقية شركائه، ما دفع بالكثير من أحزاب اللقاء المشترك إلى فك ارتباطهم بالحزب، الذي حاول استثمار الانتصارات التي حققها الجميع في ثورة 2011. وفي الأحداث التي يعيشها اليمن اليوم هناك حقيقة مؤكدة مضمونها أن الأحزاب السياسية في اليمن، بخاصة المعارضة للمتمردين تقف صفاً واحداً لتحرير اليمن من هيمنتهم، إذ لا يوجد حزب سياسي قادر على التحكم بالأوضاع بعيداً عن الآخرين، ومعركة تحرير تعز شاهدة على ذلك. ويقول نائب الرئيس اليمني ورئيس الوزراء خالد بحاح إن اليمن وتعز أكبر من أي مكون سياسي، وأن الدولة تشجع كل المكونات المجتمعية للإسهام في استعادة الدولة من أيدي الميليشيات، لأن كل المكونات في الظروف الحالية في مركب واحد. أما في مدينة عدن فإن محاولة الإصلاح تجيير الأحداث لصالحه لن تفيد، بخاصة أن هناك قوة يقظة تدرك الأبعاد الخفية للأجندة التي يحملها حزب الإصلاح لمدينة عدن خاصة والجنوب بشكل عام، حيث تحولت الفصائل الإسلامية المسلحة في المدينة إلى واحدة من معوقات إعادة بناء المدينة بعد الخراب الذي عم المناطق المختلفة أدى لتأجيل تقدم قوات التحالف العربي نحو تعز وانتزاعها من قبضة المسلحين الحوثيين وقوات الرئيس السابق. من هنا لا يريد التحالف العربي أن يتكرر في تعز سيناريو ما حدث في عدن بعد محاولة حزب الإصلاح سرقة الانتصار الذي تحقق حيث يؤدي ذلك إلى صراع لن يستطيع اليمن التعافي منه على مدى سنوات طويلة. تلعب الانتهازية التي تميز جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، ويمثلها حزب التجمع اليمني للإصلاح، دوراً معيقاً في عملية استعادة اليمن لحريته، خاصة أن هذه الانتهازية بدأت تتجسد بشكل أكبر في الأسابيع الأخيرة، حيث تعيق الجماعة الخطوات العسكرية والسياسية لتحرير محافظة تعز من أيدي الانقلابيين المتمثلين في جماعة الحوثي، الموالية لطهران وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. وتحت مبررات مختلفة يحاول حزب التجمع اليمني للإصلاح الحصول على مكاسب سياسية بعد تحرير تعز، التي عانت ولا تزال تعاني من الانتهازية السياسية للحزب بمختلف صورها، وهي الانتهازية التي تعني ضمن ما تعني إضاعة الانتصارات التي حققتها قوات التحالف العربي في اليمن منذ عدة أشهر استجابة لطلب من الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي. موقف الإصلاح الضبابي أخر تحرير تعز أفادت تقارير إخبارية أن حزب الإصلاح في تعز التابع لحركة الإخوان المسلمين ربط مشاركته بعملية تحرير تعز بتغيير مواقف دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من الحركة. وكشفت التقارير أن موقف حزب الإصلاح أدى إلى حدوث تأخير في بعض العمليات العسكرية لاستكمال تحرير تعز نظراً لموقفه الضبابي، في الوقت الذي تنشغل فيه قوات التحالف العربي وقوات المقاومة بوضع الخطط من أجل تحرير كامل تعز.

مشاركة :