أصدرت المحكمة الاتحادية في العراق، أعلى سلطة قضائية في البلاد، قراراً باستبعاد وزير الخارجية السابق هوشيار زيباري نهائيا عن الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية بعد تعرضه لاتهامات بالفساد. القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني والوزير السابق هوشيار زيباري استبعد نهائيا من المنافسة على منصب الرئيس. ذكرت وكالة الأنباء العراقية اليوم الأحد (13 شباط/فبراير 2022) أن المحكمة الاتحادية العليا العراقية قضت بأن قرار مجلس النواب قبول ترشح وزير الخارجية السابق هوشيار محمود زيباري لمنصب رئيس الدولة غير صحيح، وجاء ذلك وسط مزاعم فساد ضده وفي خطوة تطيل أمد مواجهة سياسية. وكان زيباري وزيرا للمالية عندما أقاله البرلمان في عام 2016 بعد اتهامه بالفساد. ونفى وزير الخارجية السابق الاتهامات وقال إن وراءها دوافع سياسية. وقالت وكالة الأنباء العراقية إن المحكمة الاتحادية العليا قضت بعدم صحة قرار مجلس النواب قبول ترشح زيباري كما قضت في نفس الحكم بعدم قبول ترشحه مستقبلا. وحكم المحكمة هو قرارها النهائي بعد أن أصدرت حكما مستعجلا يوم الأحد الماضي بإيقاف ترشيح زيباري لحين الفصل في اتهامات الفساد. وقال زيباري في مؤتمر صحفي اليوم الأحد بعد صدور الحكم "تفاجأنا بقرار المحكمة الاتحادية (حرماننا) من حقنا بالترشيح لرئاسة الجمهورية". وأضاف "نحترم قرار القضاء ومن حقي كمواطن عراقي (أن) أقول إن هناك ظلما" في هذا الحكم. وأضاف " لا يريدون رئيسا قويا للعراق وأنا مسؤول عن كلامي ولا يوجد ترشيح جديد من جانب الحزب الديمقراطي الكردستاني للمنصب وأنا المرشح الوحيد للحزب حتى الآن". كان أربعة أعضاء في مجلس النواب قد قدموا طعونا إلى المحكمة الاتحادية العليا أوائل الشهر الجاري على ترشح زيباري للمنصب طلبوا فيها استبعاد ترشحه واتهموه بالضلوع في فساد مالي وإداري. وكانت أمام زيباري، وهو واحد من بين 25 مرشحا للرئاسة، فرصة كبيرة في الفوز في التصويت في البرلمان قبل ظهور مزاعم الفساد على السطح مجددا. وألغى البرلمان تصويتا كان مقررا يوم الاثنين الماضي لعدم اكتمال النصاب القانوني بعدما أعلن عدد من النواب مقاطعة الجلسة عقب قرار المحكمة إيقاف ترشيح زيباري. ومهام الرئيس في العراق رمزية في الأغلب لكنه يكلف الفائز بأكبر كتلة برلمانية بتشكيل الحكومة. وفي حكم منفصل قضت المحكمة الاتحادية العليا باستمرار الرئيس الحالي برهم صالح، وهو مرشح أيضا لفترة ثانية، في منصبه لحين انتخاب رئيس جديد. ضربة لمقتدى الصدر وحكم المحكمة الاتحادية العليا باستبعاد زيباري من المنافسة على منصب رئيس الدولة ضربة لرجل الدين الشيعي الذي يتمتع بشعبية كبيرة مقتدى الصدر والذي فاز التيار الذي يتزعمه بأكبر عدد من المقاعد في مجلس النواب في انتخابات تشرين الأول/أكتوبر، والذي تعهد بتشكيل سريع لحكومة من المتوقع ألا يشارك فيها أي من حلفاء إيران السياسيين في العراق.\ وأيد الصدر والحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي ينتمي إليه زيباري، وتحالف سني في مجلس النواب ترشح وزير الخارجية السابق. وظهرت اتهامات الفساد ضد زيباري على السطح من جديد بعد أن تبين أنه منافس قوي على المنصب. وفي نهاية المطاف سحب الصدر دعمه له قائلا في بيان إن أي رئيس جديد للعراق لا بد أن يستوفي شروط شغل المنصب. وخاض التيار الصدري انتخابات مجلس النواب ببرنامج قائم على مكافحة الفساد. وفي العادة يدخل العراق فترة من الجمود السياسي لشهور بعد كل انتخابات عامة تدخل خلالها النخبة السياسية في مساومات سعيا وراء المناصب في الحكومة الجديدة. وبموجب نظام الحكم القائم في العراق منذ صدور الدستور في عام 2005 بعد الإطاحة بصدام حسين يرأس مجلس الوزراء شيعي ويرأس مجلس النواب سني ويرأس كردي الدولة شاغلا منصبا رمزيا إلى حد بعيد. خ.س/أ.ح (رويترز، د ب أ، أ ف ب)
مشاركة :