الميثاق الوطني.. ومسيرة إنجازات متواصلة

  • 2/14/2022
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تحتفل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬بالذكرى‭ ‬الحادية‭ ‬والعشرين‭ ‬لميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬الذي‭ ‬أجمع‭ ‬عليه‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬بنسبة‭ ‬إجماع‭ ‬وطني‭ ‬كامل‭ ‬وشامل‭ ‬98.4‭%‬‭ ‬والذي‭ ‬فتح‭ ‬الباب‭ ‬مشرعا‭ ‬أمام‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬والوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬الكاملة‭ ‬حيث‭ ‬حقق‭ ‬هذا‭ ‬الميثاق‭ ‬3‭ ‬مكاسب‭ ‬أساسية‭ ‬للمواطنين‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭:‬ الأول‭: ‬التحول‭ ‬نحو‭ ‬المملكة‭ ‬الدستورية‭ ‬وتجديد‭ ‬البيعة‭ ‬السياسية‭ ‬وتأكيد‭ ‬طبيعة‭ ‬النظام‭ ‬السياسي‭ ‬البحريني‭ ‬باعتباره‭ ‬ملكية‭ ‬دستورية‭ ‬وراثية‭ ‬وديمقراطية‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬ثمار‭ ‬هذه‭ ‬النقطة‭ ‬تحديدا‭ ‬دستور‭ ‬عام‭ ‬2002‭ ‬وإنشاء‭ ‬سلطة‭ ‬تشريعية‭ ‬متوازنة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المجلس‭ ‬المنتخب‭ ‬مباشرة‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬ومجلس‭ ‬الشورى‭ ‬المعين‭ ‬من‭ ‬الكفاءات‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬كل‭ ‬أطياف‭ ‬الوطن‭ ‬ومكوناته‭.‬ كما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬ثمار‭ ‬هذه‭ ‬النقطة‭ ‬فتح‭ ‬الباب‭ ‬مشرعا‭ ‬أمام‭ ‬الانتخابات‭ ‬البرلمانية‭ ‬والبلدية‭ ‬التي‭ ‬جرت‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2002‭ ‬وحتى‭ ‬اليوم‭ ‬بنجاح‭ ‬وشفافية‭ ‬ونزاهة‭ ‬كاملة‭ ‬شهد‭ ‬لها‭ ‬القاصي‭ ‬والداني‭.‬ الثاني‭: ‬المكسب‭ ‬التشريعي‭ ‬والقانوني‭ ‬الذي‭ ‬كرس‭ ‬الحقوق‭ ‬والحريات‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تكريسا‭ ‬شاملا‭ ‬لا‭ ‬تمييز‭ ‬فيه‭ ‬بين‭ ‬الرجل‭ ‬والمرأة‭ ‬أو‭ ‬بين‭ ‬الفئات‭ ‬والطوائف‭ ‬لأن‭ ‬الأساس‭ ‬الذي‭ ‬بنيت‭ ‬عليه‭ ‬هذه‭ ‬التشريعات‭ ‬هي‭ ‬المواطنة‭ ‬الكاملة‭ ‬لكل‭ ‬أبناء‭ ‬البحرين‭ ‬الذين‭ ‬وفر‭ ‬لهم‭ ‬هذا‭ ‬التحول‭ ‬السياسي‭ ‬والتشريعي‭ ‬والقانوني‭ ‬كل‭ ‬الضمانات‭ ‬والحقوق‭ ‬والحريات‭.‬ من‭ ‬ذلك‭ ‬نذكر‭ ‬بوجه‭ ‬الخصوص‭ ‬منح‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬حقوقها‭ ‬كاملة‭ ‬غير‭ ‬منقوصة‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬السياسي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬منحها‭ ‬حق‭ ‬الترشح‭ ‬وحق‭ ‬الانتخاب‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬البرلمانية‭ ‬والبلدية‭ ‬وهي‭ ‬خطوة‭ ‬شجاعة‭ ‬ومهمة‭ ‬أقرها‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬ضمن‭ ‬الثوابت‭ ‬الجامعة‭ ‬لأبناء‭ ‬البحرين‭. ‬هذا‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬المكتسبات‭ ‬القانونية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حرية‭ ‬تشكيل‭ ‬الجمعيات‭ ‬السياسية‭ ‬وجمعيات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬بكل‭ ‬ألوانها‭ ‬وفقا‭ ‬للدستور‭ ‬والقانون‭ ‬طالما‭ ‬أنها‭ ‬تعمل‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬باحترام‭ ‬كامل‭ ‬للثوابت‭ ‬الوطنية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬إنشاء‭ ‬الجمعيات‭ ‬ذات‭ ‬النفع‭ ‬العام‭ ‬التي‭ ‬تمارس‭ ‬دورا‭ ‬ثقافيا‭ ‬واجتماعيا‭ ‬وإنسانيا‭ ‬وحقوقيا‭.‬ ومن‭ ‬المكتسبات‭ ‬أيضا‭ ‬حرية‭ ‬الإعلام‭ ‬والصحافة‭ ‬حيث‭ ‬شهد‭ ‬البحرين‭ ‬خلال‭ ‬العشرية‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬الألفية‭ ‬الثالثة‭ ‬قفزة‭ ‬كمية‭ ‬ونوعية‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الصحف‭ ‬والمجلات‭ ‬والوسائل‭ ‬الإعلامية‭ ‬العديدة‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬التابعة‭ ‬للجمعيات‭ ‬السياسية‭ ‬وشهدت‭ ‬البحرين‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الندوات‭ ‬الفكرية‭ ‬والثقافية‭ ‬والسياسية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الحرية‭ ‬والقانون‭ ‬وانتقلت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بذلك‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬ممارسة‭ ‬الفعل‭ ‬الديمقراطي‭ ‬عبر‭ ‬الانتخابات‭ ‬وعبر‭ ‬حرية‭ ‬ممارسة‭ ‬الأنشطة‭ ‬السياسية‭ ‬والثقافية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬قيد‭ ‬أو‭ ‬شرط‭ ‬إلا‭ ‬قيد‭ ‬القانون‭ ‬نفسه‭ ‬وانتعشت‭ ‬بذلك‭ ‬الحياة‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية‭ ‬انتعاشا‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬كما‭ ‬خطت‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬خطوات‭ ‬كبيرة‭ ‬وجادة‭ ‬نحو‭ ‬تأمين‭ ‬الحقوق‭ ‬الاجتماعية‭ ‬للمواطنين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعليم‭ ‬والصحة‭ ‬والإسكان‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬الحياة‭ ‬كما‭ ‬وسعت‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬الضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وحماية‭ ‬الفئات‭ ‬الضعيفة‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الهمم‭ ‬والأرامل‭ ‬والأيتام‭ ‬ووفرت‭ ‬لهم‭ ‬شبكة‭ ‬أمان‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬نكرانها‭ ‬أو‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬مثلما‭ ‬يفعل‭ ‬بعض‭ ‬الحاقدين‭ ‬على‭ ‬تجربتنا‭ ‬الديمقراطية‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬الأجندات‭ ‬السياسية‭ ‬التابعة‭ ‬للخارج‭.‬ الثالث‭: ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬أيده‭ ‬الله‭ ‬الذي‭ ‬ترجم‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬المبادئ‭ ‬والثوابت‭ ‬التي‭ ‬جاء‭ ‬بها‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬متضمنا‭ ‬كل‭ ‬التحولات‭ ‬والمشاريع‭ ‬والبرامج‭ ‬التي‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬الإنجاز‭ ‬السياسي‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬كما‭ ‬أسلفنا‭.‬ إن‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬قد‭ ‬نقل‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬الإنجاز‭ ‬الوطني‭ ‬وأحيا‭ ‬الآمال‭ ‬والطموحات‭ ‬في‭ ‬البناء‭ ‬الديمقراطي‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬وتحقيق‭ ‬تطلعات‭ ‬وطموحات‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭.‬ ولكن‭ ‬للآسف‭ ‬الشديد‭ ‬فإن‭ ‬المحاولة‭ ‬الانقلابية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2011‭ ‬وما‭ ‬جاء‭ ‬بعدها‭ ‬من‭ ‬أفعال‭ ‬وجرائم‭ ‬وعمليات‭ ‬تخريبية‭ ‬وإرهابية‭ ‬خارج‭ ‬الدستور‭ ‬والقانون‭ ‬قد‭ ‬أربكت‭ ‬المسيرة‭ ‬الوطنية‭ ‬وافتعلت‭ ‬القوى‭ ‬المعادية‭ ‬للبحرين‭ ‬بامتداداتها‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬مشكلات‭ ‬لا‭ ‬أساس‭ ‬لها‭ ‬ولا‭ ‬أصل‭ ‬لها‭ ‬للتشويش‭ ‬على‭ ‬الجهد‭ ‬الوطني‭ ‬الدؤوب‭ ‬لتطوير‭ ‬الحياة‭ ‬السياسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬في‭ ‬بلدنا‭ ‬العزيز‭.‬ وها‭ ‬هي‭ ‬هذه‭ ‬القوى‭ ‬والمليشيات‭ ‬السياسية‭ ‬والإعلامية‭ ‬تعبث‭ ‬وتحاول‭ ‬التشويش‭ ‬على‭ ‬المسيرة‭ ‬الوطنية‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬جدوى‭ ‬لأن‭ ‬البحرين‭ ‬قد‭ ‬تجاوزت‭ ‬والحمد‭ ‬لله‭ ‬أزمة‭ ‬2011‭ ‬وأن‭ ‬شعبها‭ ‬الوفي‭ ‬قد‭ ‬أدرك‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬كان‭ ‬مجرد‭ ‬مؤامرة‭ ‬على‭ ‬بلد‭ ‬يعيش‭ ‬أفضل‭ ‬مراحل‭ ‬تقدمه‭ ‬وازدهاره‭ ‬وبنى‭ ‬تجربته‭ ‬الديمقراطية‭ ‬بمشاركة‭ ‬شعبية‭ ‬حقيقية‭ ‬ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬أصوات‭ ‬الغربان‭ ‬التي‭ ‬نسمعها‭ ‬من‭ ‬حين‭ ‬لآخر‭ ‬لا‭ ‬يمكنها‭ ‬أن‭ ‬تؤثر‭ ‬في‭ ‬قطار‭ ‬الإنجاز‭ ‬والتنمية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭.‬

مشاركة :