عبد الله بن طوق: الإمارات الشريك التجاري الأول لتركيا في المنطقة العربية

  • 2/15/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد معالي عبد الله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، أن العلاقات الاقتصادية بين الإمارات وتركيا قوية وراسخة، موضحاً أنها استمرت في التطور برغم المتغيرات المختلفة التي شهدتها المنطقة والعالم . وقال معاليه، في حوار مع وكالة «الأناضول» التركية، إننا نسعى لتعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية مع تركيا، مشيراً إلى أن أبوظبي هي الشريك التجاري الأول لأنقرة في المنطقة العربية . وأضاف أن الإمارات تتطلع إلى تعزيز التبادل التجاري والتعاون المشترك مع تركيا في قطاعات اقتصادية جديدة، واصفاً التطور الذي شهدته العلاقات بين البلدين خلال الأشهر القليلة الماضية بـ«التاريخي»، وأن الزيارة الأخيرة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى تركيا، في نوفمبر الماضي، وزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الإمارات اليوم، نجحتا في تتويج ذلك. وتوقع أن يشمل التعاون الاقتصادي بين الإمارات وتركيا خلال المرحلة المقبلة كل المجالات التي تخدم المصالح المشتركة وتحقق المنفعة المتبادلة، لافتاً إلى أن زيارة أردوغان ستعطي دفعة قوية لتسريع وتيرة التعاون بين البلدين على مستوى القطاعين العام والخاص . وكشف عن أن الزيارة ستسفر عن توقيع سيوقع بيان وزاري مشترك حول نية إبرام اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة، ترمي إلى توسيع التجارة المتبادلة في السلع والخدمات، وبالتالي تعزيز الشراكة الاقتصادية والاستثمارية ذات المنفعة المتبادلة . وبيَّن أنه توقيع الاتفاقية المشتركة سيكون بمثابة منصة لشراكة اقتصادية حديثة وديناميكية، تعكس التفاهم المتبادل بين والإمارات وتركيا، وتوفر مجموعة واسعة من الفوائد الاجتماعية والاقتصادية لتحسين مستوى المعيشة في كلا البلدين . وأضاف أنه سيتم توقيع أكثر من 10 اتفاقيات ومذكرات تفاهم حول التعاون في مجالات عديدة، من بينها: الصحة وعلوم الحياة، والصناعات المتقدمة، والنقل البري والبحري، والزراعة، والتبادل الثقافي، وتمكين الشباب، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات . وأشار إلى أن الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المعنية ستعمل على تعزيز الشراكة الاقتصادية الحديثة والديناميكية بين الإمارات وتركيا، مع توسيع سبل التعاون السياسي والدبلوماسي خلال الفترة المقبلة . وذكر أن الإمارات هي واحدة من أكبر 15 مستثمراً في تركيا، حيث بلغ إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر 15 مليارات دولار أمريكي اعتباراً من عام 2020، وفي الوقت نفسه بلغت الاستثمارات التركية في الإمارات 310 مليون دولار أمريكي في عام 2019، منوهاً بأنه تم توقيع 10 اتفاقيات في مجالات الطاقة والتمويل والتجارة خلال زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى تركيا العام الماضي. وتابع أن الإمارات أنشأت صندوقاً بقيمة 10 مليارات دولار لدعم الاستثمارات الاستراتيجية في مجالي الطاقة والصحة في تركيا، معرباً عن مدى حرص البلدين على توسيع التبادل التجاري والاقتصادي في الفترة المقبلة مع التركيز على فرص الاستثمارات . وقال معاليه إن الإمارات تهتم باستكشاف آفاق تعزيز العلاقات بما يخدم الرخاء والمصالح المشتركة لبلدينا وشعبينا، مشيراً إلى أنها أطلقت جولة جديدة من المشاريع الاستراتيجية الوطنية تحت اسم «مشاريع الـ50»، مبشرة ببدء حقبة جديدة من النمو المحلي والدولي . وأكد أن المشاريع تهدف إلى تعزيز القدرة التنافسية الاقتصادية للإمارات، وجذب 150 مليار دولار أمريكي من الاستثمار الأجنبي المباشر في السنوات التسع المقبلة عبر القطاعات الرئيسة، بما في ذلك الاقتصاد الرقمي، وريادة الأعمال، والمهارات المتقدمة، والفضاء، والتكنولوجيا المتقدمة . وأوضح أن المجموعة الأولى من المشاريع تتضمن مخططات تأشيرات دخول معدلة وجديدة لتعزيز مكانة الإمارات بوصفها وجهة مثالية للعمل والاستثمار وريادة الأعمال والتعليم والحياة . وأضاف أن الإمارات تعمل حالياً على إبرام اتفاقيات اقتصادية شاملة مع 8 أسواق عالمية استراتيجية لتحقيق نمو سنوي قدره 11 مليار دولار أمريكي لحجم التجارة الإماراتي الحالي البالغ 70 مليار دولار أمريكي مع هذه الأسواق، مشيراً إلى تركيا واحدة منها . كما لفت إلى برنامج 10 X 10 الذي يهدف إلى تحقيق زيادة سنوية في صادرات البلاد بنسبة 10 في المئة في 10 أسواق رئيسة، و Invest.ae ، وهي بوابة إلكترونية تعمل كمظلة لجميع المؤسسات المحلية ذات الصلة بالاستثمار و14 مؤسسة اقتصادياً تابعة للدولة وتقدم جميع الفرص الاستثمارية في جميع أنحاء الإمارات . وتحدث عن قمة  "Investopia" التي ستربط صناديق الاستثمار بالقطاعين العام والخاص لخلق فرص استثمارية تجذب 150 مليار دولار أمريكي من الاستثمار الأجنبي المباشر على مدى السنوات التسعة المقبلة . ونوَّه بأن الوتيرة الحالية للنشاط الاقتصادي والاستثمارات تخلق فرصاً غير مسبوقة في كلا السوقين، وهناك فرص لزيادة الشراكة في هذه المجالات لتعود بالفائدة على البلدين . وأوضح أن الصناعة الدفاعية تعتبر من أكثر الصناعات تنافسية في الإمارات، وقد أثبتت الشركات الإماراتية تفوقها في المنطقة في هذا المجال الحيوي، لافتاً إلى هذا القطاع يعتبر ركيزة أساسية للدولة على المستويين الاستراتيجي والاقتصادي، حيث يسهم بشكل رئيس في الاقتصاد الوطني، كما أنه من أهم القطاعات التي تحفز الابتكار والبحث والتطوير وتبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، بهدف تعزيز النمو الاقتصادي وضمان تنوعه واستدامته . وذكر أن صناعات الفضاء والدفاع أيضاً تعد جزءاً من الرؤية المستقبلية للبلاد ونموذجها الاقتصادي الجديد للسنوات الخمسين المقبلة، الذي يعتمد على المعرفة والابتكار، وأن الإمارات تعتبر تطوير تعاونها الاقتصادي مع مختلف الدول الشريكة والصديقة في مجالات الدفاع والفضاء جانباً متكاملاً من استراتيجيتها التنموية ورؤيتها للمستقبل . وأعرب عن اعتقاده بأن هذه الرؤية مشتركة بين الإمارات وتركيا، وأن الإمارات حريصة على توسيع شراكتها مع تركيا في مختلف المجالات الحيوية إضافة إلى قطاع الدفاع . وأكد الإمارات تسعى إلى تعزيز علاقاتها مع تركيا سياسياً واقتصادياً، مع التركيز أيضاً على الاستثمار، ومن خلال هذه الزيارة والزخم الذي سينتج عنها تتطلع إلى تعزيز التبادل التجاري والتعاون المشترك في قطاعات اقتصادية جديدة تعود بالنفع على اقتصادات البلدين والمنطقة ككل . وبيَّن أن القيمة الإجمالية للتجارة غير النفطية بين الإمارات وتركيا بلغت 13.7 مليار دولار أمريكي في 2021، بزيادة قدرها 54 في المائة عن 2020، وزيادة بنسبة 86 في المائة عن 2019 . وذكر أنه في ضوء التغيرات العالمية الكبرى، أصبح من المهم تشكيل إجماع إقليمي أكبر يضمن السلام والاستقرار ويعود بالنفع على دول المنطقة، موضحاً أنه لا يمكن للمنطقة أن تتحمل المزيد من الاستقطاب والمواجهة، كما أن العقود المقبلة تتطلب المزيد من التواصل والتكامل والتعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والتكنولوجية والصحية، ومجال الأمن الغذائي على وجه الخصوص . وأكد معاليه أن الإمارات تؤمن بضرورة التواصل والحوار لتعزيز الثقة، بطريقة تقرب وجهات النظر المتعددة بشأن القضايا الشاغلة، كما نؤمن تماماً بأن تعزيز التفاهم المتبادل سيؤثر إيجاباً في المنطقة بكاملها، من خلال تعزيز ترابطها مع بعضها، وتعزيز تفاعلها مع المجتمع الدولي . تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :