واصلت موسكو شن حملتها الإعلامية والسياسية على أميركا في سوريا، بالتزامن مع التصعيد في أوكرانيا بين روسيا ودول غربية. وقال الفريق ستانيسلاف غادجيماغوميدوف نائب رئيس مديرية العمليات بالأركان العامة الروسية، إن مستوى معيشة السكان في سوريا يستمر في الانخفاض بسبب العقوبات الأميركية. وأضاف الجنرال: «عندما كانت هناك حرب مشتعلة، كان الناس يعيشون أفضل من الآن». ووفقاً له، تراجع مستوى معيشة سكان سوريا حتى بالمقارنة مع عام 2015 عندما كانت الحملة الروسية في هذا البلد قد بدأت لتوها. وأضاف ممثل هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، القول إن «العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا عبر ما يسمى بقانون قيصر أرهبت العديد من الشركات، بما في ذلك الشركات الروسية، فلا أحد يريد دخول سوريا». وشدد الجنرال على أن الشركات، ترفض حتى الدخول في مشروعات مربحة في سوريا، خوفاً من الوقوع تحت العقوبات الأميركية. إلى ذلك، أعلنت موسكو أنها تملك معلومات عن نية الاستخبارات الأميركية «استغلال متطرفين في سوريا لتنفيذ عمليات ضد قوات حكومة دمشق وروسيا وإيران». وصرح نائب وزير الخارجية الروسي، أوليغ سيرومولوتوف، اليوم الأحد بأن مجموعة القوات الروسية في سوريا تملك معلومات عن وجود خطط لدى الاستخبارات الأميركية لـ«تعبئة متطرفين نائمين في سوريا لتنفيذ عمليات ضد عناصر قوات الأمن المحلية وعسكريي روسيا وإيران»، وفقاً لما نقلت عنه وكالة «تاس». وقال الدبلوماسي إن القوات الروسية في سوريا تتخذ إجراءات مناسبة للتعامل مع أي حوادث محتملة من هذا النوع. كانت وزارة الدفاع الروسية قد حذرت في بيان من أن «قادة جماعات مسلحة في سوريا يخططون لشن هجمات في 4 محافظات، وهي حمص ودمشق ودرعا والسويداء». وقال نائب مدير مركز حميميم لمصالحة الأطراف المتناحرة في سوريا، التابع للوزارة، أوليغ جورافليوف، إن «المعلومات الواردة تفيد بأن زعماء العصابات المسلحة المختفية يخططون لتنفيذ عمليات تخريبية، تستهدف الموظفين والمنشآت للحكومة» في المحافظات الأربع. وجدد جورافليوف الحملة على «أنشطة القوات المسلحة الأميركية»، وقال إنها تواصل التأثير سلباً على الأوضاع في سوريا؛ مشيراً إلى مقتل 18 شخصاً خلال 3 أيام، جراء هجمات نُفذت في منطقة الضفة الشرقية لنهر الفرات. وزاد الجنرال الروسي أن «الأحوال الأمنية ما زالت حرجة في مناطق الضفة الشرقية لنهر الفرات، الخاضعة لسيطرة أجهزة السلطة الموالية للولايات المتحدة». وكانت هيئة الاستخبارات الخارجية الروسية، قد حذرت في وقت سابق، من «خطة أميركية لتوجيه جماعات متطرفة في سوريا، لاستهداف القوات السورية والروسية والإيرانية، تزامناً مع تشجيع الاحتجاجات في البلاد». وأفادت الهيئة الأمنية، في بيان أصدرته أول من أمس، بأن «الاستخبارات الأميركية تعمل على توجيه خلايا نائمة للمتطرفين في مدينة دمشق والمنطقة المتاخمة لها، وكذلك في محافظة اللاذقية، إلى شن عمليات دقيقة ضد عناصر أجهزة قوات الأمن، وكذلك ضد العسكريين الروس والإيرانيين». ووفقاً للبيان، فإن المعلومات الواردة إلى هيئة الاستخبارات الخارجية الروسية، تؤكد سعي إدارة الولايات المتحدة إلى الحفاظ على الوجود الأميركي على الأراضي السورية، مع عرقلة استقرار الوضع في البلاد. وزاد أنه في إطار هذه الخطة «تنوي واشنطن إطلاق حملة إعلامية واسعة، بما في ذلك في الحسابات الناطقة باللغة العربية في مواقع التواصل الاجتماعي، لتشجيع الميول الاحتجاجية في المجتمع»؛ محذرة من أنه «من المخطط استغلال الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الصعبة، لتنظيم مظاهرات حاشدة مناهضة للحكومة، ما يدفع أجهزة إنفاذ القانون خلالها إلى استخدام غير متكافئ للقوة، بحق هؤلاء الذين ستتم تسميتهم (المحتجين السلميين)». وأضاف البيان أنه «من أجل تحقيق أهدافهم في سوريا، يقوم الأميركيون باستخدام اتصالاتهم الوثيقة مع ما يسمى المعارضة المسلحة، أو عملياً مع الجماعات المتطرفة الإسلامية».
مشاركة :