الحمام يستطيع تشخيص السرطان وتعميم النتائج

  • 11/24/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أثبتت دراسة علمية أن الحمام قادر على تمييز نماذج الأنسجة المصابة بسرطان الثدي عن تلك السليمة، بعد تلقيه تدريباً مناسباً، تماماً مثل البشر. ويستطيع الحمام وفق الدراسة، أن يكتسب خبرة في هذا المجال نتيجة التدريب، وان يعمم هذه الخبرة في قراءة صور لم تُعرض عليه قبلاً، إذ استطاع أن يُشخص الأنسجة المصابة بالسرطان بدقة، وهو ما يُعتبر أمراً صعباً جداً. وتقول الدراسة إن تشخيص مرض السرطان غالباً ما يبدأ باعتباره تحدياً بصرياً، وأن تدريب الأطباء والفنيين الطبيين على التمييز بين الخلايا الخبيثة والحميدة مكلف ويستغرق وقتاً طويلاً، إضافة إلى أن أجهزة الكومبيوتر ليست حتى الآن على مستوى هذه المهمة. ولمعرفة ما إذا كانت هناك وسيلة مختلفة قادرة على تحقيق نتائج أفضل من البشر، قام فريق بقيادة ريتشارد فينسون، الطبيب الشرعي والتقني في جامعة «كاليفورنيا» في ديفيز في الولايات المتحدة، وإدوارد واسرمان، وهو طبيب نفسي في جامعة ولاية أيوا، باستبدال المتدربين من البشر بالحمام. وقال واسرمان إنه «يمكن للحمام تمييز هويات الوجوه البشرية والتعبيرات العاطفية فيها، وحروف الأبجدية، وكبسولات الدواء المشوهة». وأضاف أن «الذاكرة البصرية لدى الحمام أثبت أنها قادرة على استحضار أكثر من 1800 صورة». وتقول الدراسة إن الحمام لديه أنظمة بصرية ممتازة على غرار البشر، إن لم يكن أفضل منهم. وقد استطاع تمييز خمسة ألوان مختلفة بدلاً من ثلاثة ألوان يميزها البشر. وأوضح ليفنسون أن «الطيور كانت ماهرة بشكل لافت في التمييز بين شرائح أورام الثدي الخبيثة و الحميدة»، مضيفاً ان «هذه المهمة التي تبدو صعبة حتى على البشر، تؤشر الى قدرة الحمام على محاكاة موثوقة لعناصر القوة والضعف الإنسانية في النظر الى الصور الطبية». ووضع الباحثون 16 طيراً من الحمام تحت التدريب، وتم تعليم كل طير كيف يميز الصور المايكروسكوبية للأنسجة المصابة بالسرطان من تلك السليمة، ومكافأته في كل مرة يقدم فيها إجابة سليمة. ويقول الباحثون إن الطيور تعلمت تمييز السرطانات حتى مع غياب الألوان عن الصور. وبعد شهر من التدريب، ارتفعت الدقة في كشف الحمام للأنسجة المصابة إلى مستوى 85 في المئة، لأنه حدد بنجاح الأنسجة السرطانية في صور لم يرها من قبل، وبهذا توصل الباحثون إلى استبعاد التفسير الذي يقول أن الأمر مجرد حفظ صور عن ظهر قلب. ويقول الباحثون إن الدقة لدى الحمام ارتفعت إلى 99 في المئة مع استمرار التدريب، لتصبح على قدم المساواة مع الخبراء المدربين من البشر، لا بل ان الحمام أكثر موثوقية من جهاز كومبيوتر في القيام بتحليل الصورة تلقائياً. ووصف ألدو بادانو، وهو فيزيائي في «إدارة الغذاء والدواء» الأميركية في سيلفر سبرينغ في ولاية ماريلاند، الدراسة بأنها «قوية وطموحة»، لكنه حذر من أن الطيور لا تزال بعيدة عن كونها مفيدة للطب مثل البشر، وأنها كانت أقل دقة في تشخيص الصور التي بدت مختلفة بسبب التغيرات في اللون والضغط. وأضاف بادانو أن «الحمام قد يكون عرضة لميزات إيجابية كاذبة. ولاختبار ذلك، يجب تدريب الطيور على مجموعات من الصور من الأورام الحميدة التي تبدو وكأنها خبيثة». ويشير أيضاً إلى أن «الطيور ربما لا يمكن تدريبها على أخذ السياق السريري في الاعتبار في قراراتها، والذي يفعله البشر بسهولة». ويؤكد ان «هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث».

مشاركة :