في برنامج أعمال الشرق الأوسط، دالين حسن تناقش مع كبير استراتيجيي الاسواق في اي دي اس سيكوريتز نور الدين الحموري عودة الاقتصاد الياباني للركود. بعد فترة قصيرة من النمو، مرة جديدة يعود ثالث أكبر اقتصاد في العالم للدخول بمرحلة الركود. على ما يبدو ان سياسية رئيس الوزراء الياباني تشنزو ابي لتحقيق نهضة اقتصادية سميت ب ابينوميكسلا تؤتي ثمارها، حيث يعتبر هذا الانكماش الثاني في البلاد منذ وصوله الى السلطة في العام 2012 . تساؤلات تثار اليوم عن مدى فعالية برامج التيسير الكمي المستمرة منذ سنوات ؟ وما أثر تطورات الأسبوع الماضي على الين وعلى حركة تداول العملات في المنطقة العربية؟ الركود يجتاح اقتصاد اليابان بعد تراجع اجمالي الناتج المحلي الياباني في الربع الثالث من هذا العام بنسبة 0.2 % ، أعلنت الحكومة اليابانية عودة الاقتصاد الياباني الى الانكماش. العديد من التقارير اشارت الى أن أسباب العودة للانكماش تعود إلى إنفاق الشركات اليابانية في قطاعات الأعمال، أي عدم النجاح في تشجيع الشركات على زيادة الأجور وتعزيز الاستثمارات وانخفاض الطلب في الصين، لكن اجراء الحكومة بفرض ضريبة القيمة المضافة هو السبب الأهم برأي الخبراء . وكان رئيس الوزارء الياباني تشينزو ابي قد وعد بحل أزمة الاقتصاد الذي يعاني من انخفاض معدلات الفائدة والتضخم وارتفاع مستوى الديون السيادية بشكل كبير. من جهته البنك المركزي الياباني وفي اجتماعه الأخير الأسبوع الماضي، أكد على إبقاء سياسته دون تغيير، كما وأكد كورودا أن التزامه بمحاولة الوصول بمعدل التضخم إلى المستوى المستهدف عند اثنين بالمئة سيكون في أقرب وقت ممكن، اضافة الى تلميحات قوية بان البنك لن يتردد في تخفيف السياسة النقدية إذا أنذرت الأوضاع الاقتصادية بعدم تحقيق المستهدف . نهاية الاسبوع الماضي أغلقت الأسهم اليابانية على ارتفاع طفيف وعلى مدار الأسبوع ارتفع مؤشر نيكاي 1.4 بالمئة مواصلا مكاسبه للأسبوع الخامس على التوالي. ولكن بعد اجتماع بنك اليابان ارتفع الين مقابل سلة العملات العالمية حيث ارتفع امام الدولار في يومي الخميس والجمعة بمعدل 0.9 ٪ ومقابل اليورو 1.24 % وكذلك ارتفع امام العملات العربية بما فيها الدرهم الاماراتي بواقع 0.89 ٪ والريال السعودي بواقع 0.80٪ رأي من ابوظبي للمزيد من التحليل عن الاقتصاد الياباني وتأثيره على توجهات الين، ينضم الينا كما في كل أسبوع كبير استراتيجي الاسواق في أي دي اس سيكورتيز من ابوظبي، نور الدين الحموري. دالين حسن-يوروينوز:نور على الرغم من استمرارية برنامج التيسير الكمي؟ مشهد العودة للانكماش يتكرر لماذا ؟ نور الدين الحموري:هذا الشيء الذي لطالما كنا نحذر منه في السابق بأن استمرار برامج التيسير الكمي لفترة اطول من اللازم سيكون لها تأثير سلبي. برنامج التيسير الكمي في اليابان ليس وليد اليوم، هو متواجد منذ اكثر من 15 عام وعلى الرغم من ذلك، إلا انه لم ينجح في دعم الاقتصاد كما هو مخطط له، وذلك يعود لاكثر من سبب، الاول وهو طبيعة المستهلك الياباني والثانية الاصلاحات الاقتصادية. الحكومة تحاول تغيير نمط الاقتصاد الى استهلاكي وفي اليابان هذا شيء صعب. دالين حسن-يوروينوز:ما هي التحديات التي تواجه رئيس الوزراء تشينزو ابي لتحقيق ما يسمى الايبنوميكس؟ نور الدين الحموري: دخول الاقتصاد في ركود للمرة الثانية في عهد رئيس الوزراء يعتبر فشل بالفعل, لان وعود الحكومة كانت افضل من ما يحصل الان, كما ان الاقتصاد ايضاً لازال يعاني منذ اكثر من خمس سنوات, حيث دخل في مرحلة ركود على مدار اربع مرات على التوالي خلال الخمس سنوات الماضية, ومنها مرتين خلال حكم شنزو ابي بمعنى لم نشهد تغيراً نحو الافضل. وفي الوقت الحالي, هل سنشهد تغير من الحكومة, لا نعتقد ذلك، لكن لن يكون المزيد من رفع لضريبة المبيعات كما هو مخطط لها في العام المقبل، كما من الممكن جدا الان ان نبدأ بسماع احتمالات استقالة الحكومة، لان الركود هو الثاني من نوعه في عهد هذه الوزارة والركود الرابع على التوالي خلال الخمس سنوات الماضية. دالين حسن-يوروينوز:البنك المركزي الياباني فضل الإبقاء على سياستيه دون تغيير على الرغم من ارتفاع التوقعات بزيادة برنامج التيسير الكمي إثرالانزلاق في الانكماش، لماذا؟ نور الدين الحموري:نعم هناك احتمال كبير جداً بأن البنك المركزي يفضل ان ينتظر قرار البنك الاحتياطي الفدرالي الامريكي في ديسمبر المقبل قبل ان يتخذ أي قرار جديد، كما ان الين لازال في المنطقة التي يفضلها البنك امام الدولار على الاقل، في ما لو تحرك الفدرالي في ديسمبر، فلا نتوقع ان يكون هناك أي تحرك جديد للبنك المركزي الياباني، لكن في ما لو قام الفدرالي بتأجيل رفع الفائدة، فنتوقع ان يتدخل البنك المركزي بعد الفدرالي بيومين ليحافظ على ضعف الين. *دالين حسن-يوروينوز:الين الياباني يعتبر ملاذا امنا للمستثمرين في الشرق الأوسط بعد هذه التطورات الأخيرة في الأسبوع الماضي هل ما زالت تحتفظ بنفس الرأي، وكيف أثر ذلك على حركة تداول العملات في الشرق الأوسط؟ نور الدين الحموري:كما ذكرنا في الاسبوع الماضي، نعم لازلنا نرى ان الين لازال احد عملات الملاذ الامن حالياً في ظل استمرار ارتفاع الدولار، على الرغم من التحركات الاخيرة إلا اننا لازلنا نرى طلبا عالياً على الين خلال الفترة الماضية وحتى مع الارقام الاخيرة، لازلنا نستقبل طلبات عالية على الين عبر منصاتنا سواء في الشرق الاوسط واسيا وفي اوروبا ايضا، وهو ما يوضح ان الين لازال يعتبر ملاذا آمنا الى الان في ظل استمرار تداوله في نطاق ضيق على عكس العملات الاخرى التي لازالت تتداول في تذبذب عالي ونطاقات موسعة. هناك ايضاً شيء مهم جداً، الين الياباني ومنذ يوم الاثنين الاسود حتى الان، يعتبر ثاني عملة استقراراً بعد اليوان الصيني، وهو الشيء الذي يعيه المتداولون في الشرق الاوسط بشكل واضح وهو ما يبقي الطلب على كل من العملتين حالياً.
مشاركة :