نسعى أحياناً في حياتنا من دون خطة أو رؤية واضحة لما نريد تحقيقه، ولا نتوقف ملياً أمام مراحل العمر، ولا نفكر كيف سيكون حالنا بعد عدة أعوام، نفضل الاعتيادية اليومية من دون أن نشغل تفكيرنا بالغد، وإذا قررنا الانشغال بالغد فإننا نجلب الهم لأنفسنا، لأننا ننظر لهذا الغد دون رؤية وعمق، بل دون حتى خطة وتفاؤل. بطبيعة الحال فإن هذه الكلمات، وإن حملت التعميم فإنها تتناول البعض، قبل عدة أيام التقيت صديقة لم أرها منذ 10 أعوام، كانت في لهفة لسماع آخر أخباري، وكنت أيضاً مهتمة بسماع أخبارها خاصة أنها قبل نحو عقد من الزمن كانت تعاني من تبعات انفصالها، فضلاً عن تعثرها الدراسي، ليس هذا وحسب، بل إخفاقها في عمل تجاري أسسته مع صديقتها، وترتب على هذه الخسارة المادية أيضاً خسارة صديقتها، وهي أمامي كانت تلوح في ذهني كل تلك الإخفاقات، التي تعرضت لها في تلك السنوات، لكن المفاجأة أن حديثها انهمر كالمطر الجميل، وكانت أخبارها أكثر سعادة. فهي تقوم اليوم بالتحضير لنيل شهادة الدكتوراه، فضلاً عن إدارتها مركزاً في التنمية البشرية ليس هذا فحسب، وإنما ملكيتها لمحل لبيع الملابس في موقع مرموق، إذاً صديقتي نهضت من كبواتها ومن إخفاقاتها، وبعد أن طال بنا الحديث سألتها عن سر هذه الانتصارات، فقالت الأمل والتخطيط والتفاؤل، ثم المثابرة دون توقف. استحضرت هذه القصة، لأن هذه الصديقة لم تكن لتنجح لو لم تكن لديها رؤية وهدف واضح سعت له، وخططت لتحقيقه، نحن نحتاج لخطة في حياتنا، نحتاج إلى أن نضع أهدافنا على الطاولة، ونفكر ملياً كيف نحققها. لقد غذت نفسها بالتفاؤل، وتعلمت الكثير خلال 10 أعوام، لأنها كانت تعلم ما الذي تريده بالتحديد، فتوجهت نحوه بإصرار وتحد وبقوة، لذا ترأس مركزاً متخصصاً في التنمية البشرية، ومرة أخرى لا تتخلوا عن الأمل والتخطيط والتفاؤل والمثابرة. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :