أكد الفنان د. راضي بن صالح الطويل أن هناك عدة محاور تعد مدخلا للقيم الجمالية في العمل الفني منها: الطبيعة كمصدر للجمال وإلهام الإنسان، والفنان بصفة خاصة، والتقليد أو المحاكاة كميل غريزي فطري لدى الإنسان، وأهمية التقليد كوسيلة للتعلم واكتساب المهارات، وكأفضل سبل التربية، وذلك حين يعتمد المربي على تقديم ذاته كقدوة أو نموذج للسلوك المرغوب، ومثال يحتذي به الأطفال على نحو تلقائي. جاء ذلك خلال محاضرة فنية تشكيلية بعنوان «سر اللوحة»، نظمتها لجنة الفنون التشكيلية والخط العربي بجمعية الثقافة والفنون بالأحساء، أوضح فيها د. الطويل علاقة المدارس الفنية المختلفة بتقليد أو «محاكاة الطبيعة»، وأهمية القيم الجمالية والإبداعية في العمل الفني، التي لا يمكن لأي عمل الفني الاستغناء عنها، والشكل والمضمون في العمل الفني إذ جرى التأكيد على أن العمل الفني التشكيلي هو من حيث الأساس فن بصري، وبالتالي فإن اهتمام الفنان ينبغي أن يرتكز على «المظهر المرئي» أو الشكل العام للعمل الفني، وأنه ليس من المفروض أن تأتي جميع الأعمال الفنية محملة بمضامين ومدلولات معينة، كما أن المضمون الأدبي، إن وجد، فهو يأتي تاليا من حيث الأهمية من بعد القيميتين الجمالية والإبداعية، مع ضرورة ألا يؤثر حرص الفنان على تقديم المضمون سلبا على الشكل العام للعمل الفني والتصوير التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي أو الضوئي كمجالين فنيين إبداعيين، وأبرز الفروق بين اللوحة والصورة وسر اللوحة الكامن في أعماق ذواتنا وميلنا الفطري للجمال الطبيعي وإلى الجمال الفني أيضا، والتأكيد على أن القيم الجمالية في العمل الفني لا يمكن لها أن تتحقق إلا عبر توافر جميع السمات التي يميل الإنسان إليها غريزيا، فيميل الإنسان بطبعه نحو الوحدة «أي: ترابط أجزاء أو مكونات العمل الفني»، والتنوع والحركة والإيقاع والاتزان وتناسق التناسب، وهي ذات السمات التي تشد المتلقي نحو العمل الفني وتشكل سر إعجابه واستمتاعه بهذا العمل أو ذاك، فضلا عما يكتسبه الفرد من خبرات ومعارف تسهم في تكوين ذائقته الفنية والجمالية.
مشاركة :