الأنانية سر الناجحين الخفي

  • 2/16/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لا يمكن لك أن تحقق هدفا دون أن تنتهج سلوك الأنانية، وإلا.. لوهبت نجاحاتك لأحبابك وأهلك، ولوزّعت فُرصك التي انتزعتها، وأهديتها لمن يحتاجها أكثر. لبقيت على حالك دون تطور، لأن هناك من سيطلبك نصيبك لحاجته أو رغبته به، ويجب أن تعطيه حتى لا يتهمك بالأنانية باعتبارها صفة مذمومة، وذلك كان في السابق بشكل يثير الريبة، حتى تشكلت الشخصيات المازوخية التي تستمع بألم الحاجة إذا كان مقابل كفايتها حاجة غيرها!، ثم نتساءل، لماذا كل هذه الاضطرابات النفسية رغم عطائنا؟. أن تكون أنانيًا، يعني أنك عقلاني، منطقي.. العطاء لا يكون إلا من الفائض، والفائض هو ما زاد عن الحاجة، وبالتالي لا يكون العطاء ممكنًا بعدم وجود فائض، فهل من العقلانية أن تعطي ما تحتاجه ولم تكتف به؟، أرجوك اقرأ ما أكتبه دون أي مرجعية أيدولوجية أو اجتماعية، أخطر ما تم تمريره أيدولوجيا هو مبدأ الإيثار، الذي أنبت الكثير من الندم والحسرة في النفوس، ويظهر هذا الندم بعد مدة، إما لعدم استحقاق الآخر، أو لعظم الحاجة الماسة لها مؤخرًا. فطرة الإنسان أن يكفي حاجته أولاً، ومن ثم يعطي غيره، لا أعلم بأي منطق قبلنا أن نعطي غيرنا ونحن بحاجة، هذا ليس خيرًا وإنما مازوخية مقنّعة بأدلجة. في الوقت الحالي تطوّر الخطاب المنافي لهذه الأنانية، والذي يريد أن يحافظ على سمات الشخصية المستلبة أيدولوجيا -الشخصية سهلة الانقياد والسيطرة عليها- بنشر خطاب جديد ضد الفردانية، والفردانية بشكل عام ترتكز على تقديم الفرد على الجماعة في اتخاذ القرارات، فمصلحة الفرد مقدمة على الجماعة، هو العنصر الوحيد الذي تتكون منه المجتمعات، ومن الأولى تقديم حقه ومصلحته على الجماعة. أيضا تعني الفردية، بالتفرد بشيء يميّز الفرد عن غيره، في الفن أو الابداع أو الفكر أو منهج الحياة، لكن الخطاب الحالي الممتد من خلفية أيدولوجية تطور حتى يصبح بخلفية اجتماعية، يظهر ذلك جليًا في موجة الشيطنة والتخوين لكل خارج عن العادات والتقاليد وحتى العرف الذي قد يكون مرجعه جاهليًا. لا يهم حقيقة ما يفعلونه وينادون به من عادات، المهم ألا تشذ عنهم، ولهم أسباب عدة إذا بحثنا في ذلك، أكبرها إمكانية السيطرة عليك، وبالتالي تحريكك اقتصاديًا بشكل مباشر أو غير مباشر، وأبسطها ألا تكون تهديدًا لا يستطيعون هزيمته بمجال معين وتذكرهم بنقصهم. فقط.. قطيع الحيوانات يألف من يشابهه وينفر من المختلف. كل ناجح هو بالضرورة أناني، والعكس غير صحيح.. دعونا لا نصدقهم كما صدقنا سابقا المنادين بالزهد في كل منبر وهم في النعيم يغرقون.

مشاركة :